كيف يمكن أن يساعدنا علم النفس الإيجابي على أن نصبح أكثر سعادة؟

اقرأ في هذا المقال


علم النفس الإيجابي هو مجال دراسة متنامي قائم على البحث، بالإضافة إلى مجرد تقديم استراتيجيات للتعافي من المرض العقلي، فإن هدفه هو مساعدة الناس على الازدهار، يتعلق علم النفس الإيجابي بتحقيق المستوى الأمثل من الأداء من خلال البناء على نقاط القوة لدى الشخص في كل من الحياة الشخصية والمهنية، كما أنه يركز على زيادة تجربتنا في الحالات الإيجابية مثل السعادة والفرح والرضا عن الحياة والإبداع والامتنان والتفاؤل والحكمة والشجاعة والحب والرهبة والرفاهية.

ما هي السعادة؟

السعادة هي ذلك الشعور الذي ينتابنا عندما نعلم أن الحياة جيدة ولا يسعنا إلا الابتسام، إنه عكس الحزن؛ فهو الشعور بالفرح أو الرضا عندما يكون الناس ناجحين أو آمنين أو محظوظين وفرحين، فإنهم يشعرون بالسعادة والسعي وراء السعادة، يشعر الناس بالسعادة لأسباب مختلفة، عندما يتسبب فعل شيء ما في السعادة، يرغب الناس عادةً في فعل المزيد منه، لم يشتكي أحد من الشعور بالسعادة المفرط أبداً.
يمكن أن نرى السعادة من منظور جديد بشكل تام؛ حيث يمكننا تعلم طرق مختلفة لنصبح من الأشخاص الأكثر سعادة، كما يمكن جعل السعادة عادة وشيء يمكن العمل عليه كل يوم ويمكن التعامل مع السعادة على أنها مهارة وشيء يمكن إتقانه بمرور الوقت، أيضاً يمكن رؤيته كأداة يمكن أن تساعدنا على عيش حياة أكثر مرونة ويمكن أن نرى السعادة على أنها شيء حقيقي يمكن الحصول عليه؛ فلندع علم النفس الإيجابي يوضح كيف يمكن أن نصبح أكثر سعادة من خلال تنفيذ هذه التغييرات الصغيرة في حياتنا.

كيف يمكن أن يساعدنا علم النفس الإيجابي على أن نصبح أكثر سعادة؟

الشعور بالامتنان:

يعيد الشعور بالامتنان إلى عقولنا التفكير في الأشياء الإيجابية والأمور الجيدة، وهي الأشياء التي نوفرها لنا بدلاً من الأشياء التي لا نملكها والتي يمكن أن تجعلنا نشعر بالإحباط وعدم السعادة، كل شخص لديه على الأقل شيئ ما يناسبهم، إنه مجرد إهمال هذه الأشياء أو اعتبارها أمر مفروغ منه، يجب أن نقوم بإنشاء دفتر يوميات للامتنان ونكتب فيه لمدة 5 دقائق كل صباح؛ لنكتب 3 أشياء نحن ممتنون لها.
يمكن أن تكون أبسط الأشياء مثل الحصول على سرير دافئ للنوم أو سقف فوق رأسنا أو أسرة تحبنا أو وظيفة أو تعمل على تحسين نوعية الحياة للأشخاص من حولنا أو الطعام في ثلاجتنا، كذلك كلب أو قطة نمتلكها كحيوان أليف لدينا، تعليم يسمح لنا بالقراءة والكتابة.

أن نكون لطفاء مع أنفسنا:

ربما نكون قد تجاوزنا حدث صعب وصادم، أو ربما لا نزال في وسطه، إنه ليس شعور سهل ولا نعرف ما يجب القيام به بعد ذلك، ربما لا يتعين علينا بالضرورة فعل أي شيء الآن، يمكن فقط أن نتحلى بالصبر مع أنفسنا، الأمر الذي يمكن أن يزيل ميزة الأشياء قليلاً، لنستغل هذا الوقت للتفكير فيما حدث ونكتشف كل ما يمكن تعلمه من الموقف، فلنحاول تجنب لوم الذات أو لوم الآخرين، كذلك نستخدم الوقت لممارسة القليل من التعاطف مع الذات، فلنكن لطفاء مع أنفسنا ونمنح أنفسنا بعض الوقت للشفاء والتحسن.

لنتخيل أننا نحظى بيوم جيد:

هذه تقنية بسيطة تساعد في تدريب العقل على توقع ما سيحدث بعد ذلك والتركيز على نتيجة إيجابية، كل ما نحتاجه هو 5 دقائق، لنفكر في العمل الذي نحتاج إلى القيام به ونتخيل أنفسنا ننجز ما هو مدرج في قائمتنا وأن لدينا وقت كافيً للقيام بذلك، كذلك لنقوم بتقدير الوقت الذي سنحتاجه للأشياء المهمة وخطط لما سنفعله إذا واجهنا مشكلة، أخيراً نتخيل القيام بنشاط يجعلنا سعداء مثل؛ الالتقاء بصديق أو إجراء محادثة ممتعة أو مشاهدة مباراة في كرة القدم أو تخصيص وقت للعب الجيتار أو ركوب الدراجة أو تناول الآيس كريم.

البحث عن أي عذر للابتسام والضحك:

عندما نبتسم ونضحك فنحن نمنح أنفسنا دفعة من الإندورفي؛. للإندورفين (المعروف كذلك باسم هرمونات السعادة) العديد من الفوائد؛ مثل تقليل مستويات التوتر إلى جعلنا نشعر بالسعادة والعمل كمسكن طبيعي للألم، يمكننا حتى أن نجعل أنفسنا نبتسم بدون سبب محدد، فلا نزال نحصل على نفس الفوائد، وفقاً لفرضية ردود الفعل على الوجه، فإن دماغنا لا يفرق بين الابتسامات الحقيقية أو المزيفة، حيث يفسر وضع عضلات الوجه بنفس الطريقة، مما يساعده على إطلاق المزيد من الإندورفين.

نجعل شيء ممتع يصبح استثمار في المستقبل:

هناك العديد من الأشياء الإيجابية التي يمكن أن تسفر عن نتائج كبيرة على المدى الطويل، لكن علينا أولاً تحديد ماهيتها، أولاً نقم بعمل قائمة بالأنشطة التي نستمتع بالقيام بها والتي يمكن أن توفر لنا فوائد في الوقت الحاضر وكذلك في المستقبل، كما يمكن أن يكون القيام بشيء متعلق بأهدافنا الشخصية أو مجموعة مهاراتنا أو علاقاتنا، على سبيل المثال؛ قراءة المزيد من الكتب لاكتساب الخبرة في مجال ما أو التمتع باللياقة البدنية لنكون قادرين على خوض سباق الماراثون أو قضاء وقت ممتع في تطوير صداقة حميمة أو علاقة أفضل مع شريك حياتنا.
ثانياً نحدد وقت للقيام بهذه الأنشطة على أساس منتظم؛ مع إضافة الأنشطة إلى جدولنا الأسبوعي والشهري بحيث نعمل عليها باستمرار، على سبيل المثال نقرأ كتاب واحد في الأسبوع وتمرن كل يوم وقضاء أيام السبت في التواصل مع الأشخاص الأقرب إلينا، أخيراً نقوم بتنفيذ التغيير بخطوات صغيرة؛ من الأفضل أن نفعل شيئ لبضع دقائق اليوم يمكن أن يضيف إلى تحقيق أهداف أكبر في المستقبل؛ على سبيل المثال نقرأ كتابنا لمدة 30 دقيقة قبل النوم أو الذهاب في جولة أو الجري لمدة 30 دقيقة في وقت متأخر.
بعد الظهر عندما ننتهي من العمل نستيقظ مبكراً في عطلات نهاية الأسبوع، بحيث يمكن الذهاب في رحلة طويلة مع الأصدقاء أو الشريك ولا يزال لدينا وقت للاستمتاع بالعشاء معاً في المساء، إذا كنا نرغب في معرفة المزيد حول كيف يمكن لعلم النفس الإيجابي أن يكون له تأثير كبير على حياتنا، فقد نستمتع ببعض الكتب أو الفيديوهات.

الكتب:

يجب أن نختار كتاب “الحياة التي نريدها” كذلك “الطريق إلى لحظات السعادة الدائمة” بقلم تال بن شاهار، كما يوجد اقتراحات عملية حول كيفية تطبيق علم النفس الإيجابي في حياتنا اليومية، على سبيل المثال في المدرسة ومكان العمل وفي علاقاتك الشخصية، يوجد كذلك مجلة امتنان للبهجة اليومية والوفاء الدائم بقلم تل بن شاهار، هذه مجلة موجهة (فكر في الأمر ككتاب عن السعادة) مع تمارين لإلهام السعادة والامتنان والإيجابية في الحياة اليومية.
من الأمثلة على كتب تساهم في تنمية السعادة “علم النفس الجديد للنجاح من تأليف كارول دويك”، يركز هذا الكتاب على كيفية تأثير النظرة التي نتبناها لأنفسنا إيجاباً أو سلباً بشكل عميق على الطريقة التي نعيش بها حياتنا، يشرح دويك الفرق بين العقلية الثابتة (معتقداً أن صفاتنا ثابتة، على سبيل المثال التفكير في أننا ولدنا متشائمين ولن نكون سعداء أبدًاً) وعقلية النمو (معتقداً أنه يمكننا تغيير صفاتنا من خلال جهودنا، على سبيل المثال التفكير في أنه يمكننا تعلم الأدوات لنصبح أكثر سعادة).

المدونة الصوتية:

يمكن أن نصبح أكثر سعادة مع جريتشن روبن (عرض ممتع بقيادة المؤلف الأكثر مبيعًا منمشروع السعادة، مع أفكار صغيرة يمكن تطبيقها على حياتنا لممارسة عضلات سعادتنا)، كذلك راديو هيدسبس (بودكاست لمنحك الإلهام لحياة أكثر صحة وسعادة مع مواضيع مثل اليقظة والسعادة وتغيير العالم).

استراتيجيات علم النفس الإيجابي لزيادة السعادة:

  • يركّز علم النفس الإيجابي على حل المشكلات وليس التنفيس عنها فقط.
  • أخذ الوقت الكافي لبناء علاقات جيدة مع الأشخاص الداعمين والإيجابيين.
  • يجب أن نحسب بركاتنا ونتمرّن على الامتنان.
  • يجب أن نأخذ وقتنا في الانخراط في أعمال لطيفة وعشوائية لنشعر بأننا سعداء.
  • يجب أن نستجيب بشكل فعال وبنّاء ونحتفل عندما يشاركنا الآخرون بأخبارهم السارة.
  • يجب أن ننتبه إلى الآخرين بعناية ونمارس التعاطف.
  • يجب أن نكون لطفاء مع أنفسنا بدلاً من الإفراط في النقد الذاتي أو الكمال.
  • يجب أن نتذوق التجارب؛ لأن هذا سيزيد من استمتاعنا بها.
  • يجب أن نضع لأنفسنا أهداف ذات مغزى توفر لنا الهيكل والغرض، كذلك أن نعطي إحساس بالهوية ونزيد من احترام الذات.
  • يجب أن نبني دافع جوهريً، بدلاً من الاعتماد على فعل الأشياء لإرضاء الآخرين.
  • يجب أن نبحث عن التحديات الصحية ونقوم بتوسيع قدراتنا قليلاً خارج منطقة الراحة الخاصة بنا لتحقيق إمكاناتنا.
  • يجب أن نقدّر ما لدينا بالفعل بدلاً من التركيز فقط على ما لا نزال نرغب فيه.
  • يجب أن نتجنّب إغراء الشكوى وتعزيز السلبية؛ بدلاً من ذلك يجب أن نقوم بتنمية التفاؤل وممارسة إعادة صياغة ظروفنا بشكل إيجابي.

المصدر: علم النفس الإيجابي، محمد حسن غانمعلم النفس الإيجابي، د.اسماعيل محمود عبدالرحمنقوة علم النفس الإيجابي، ابراهيم يونسعلم النفس، هاني يحيى نصري


شارك المقالة: