عادةً ما يظل مدرس والدورف مع نفس الفصل لمدة خمس إلى ثماني سنوات، وبهذه الطريقة، يكون المعلم قادرًا بشكل أفضل على تقييم تطور كل فرد واحتياجاته وأسلوب التعلم، والأطفال الذين يشعرون بالأمان في هذه العلاقة طويلة الأمد، يكونون أكثر راحة في بيئة التعلم الخاصة بهم.
لماذا يبقى معلم والدروف مع فصله في السنوات الثماني الأولى
يقود مدرس الفصل فصله أو صفه خلال الدرس الصباحي الرئيسي كل يوم لمدة ثماني سنوات ويقوم بتدريس جميع المواد باستثناء اللغات الأجنبية والرياضة والفنون العملية وفن الحركة والموسيقى، وطوال مراحل النمو بين تغيير الأسنان والبلوغ، يوفر مدرس الفصل الاستمرارية في تدفق العلاقات الشخصية المتغيرة.
ويعتمد تعليم والدورف على الشخصية التربوية الفعالة للمعلم الذي تعتمد سلطته على التزامه، وليس على أي برنامج تعليمي، ومع ظهور هيئة التدريس المستقلة، وهي النقطة التي يدخل فيها الطلاب الأكبر سنًا إلى المدرسة العليا، يسلم مدرس الفصل المسؤولية إلى المجموعة الحاملة لمعلمي المدرسة العليا.
وفي الوقت الذي يبدو فيه أن العائلات تتفكك ويبدو أن التعليم في المنزل يتطلب أكثر مما يستطيع الوالد أو الوصي تقديمه، تواجه المدارس والمدرسون تحديات جديدة، ففي الحياة الحضرية، تُترك أعداد متزايدة من الأطفال بمفردهم.
وبالنظر إلى التعليم من هذا الجانب، يمكن إدراك بسهولة أن عمليات التعلم المؤسسية والمحددة بحزم لا يمكن أن تلبي بشكل كامل احتياجات الإنسان النامي، ويمكن رؤية احتياجات الأطفال الفردية في سياق التطور العام للإنسان والظروف المتغيرة التي يتطلبها هذا التطور، وهنا يظل المعلمون أنفسهم طلابًا، وإنهم بحاجة إلى تجاوز مجرد دراسة مراحل التطور.
وسيؤثر ذلك على اختيار المادة وطريقة تقديمها إلى الفصل، بمعنى آخر المعلمون مستعدون لمقابلة الأطفال على أرضهم واتخاذ مواقفهم على محمل الجد.