لماذا يتم اختيار نظام منتسوري في التعليم

اقرأ في هذا المقال


يتم اختيار نظام منتسوري من أجل اكتشاف كيف يمكن لطريقة منتسوري أن تغير حياة الطفل والعائلات، لذا تم طرح سؤال لماذا يتم اختيار نظام منتسوري، ومن أهم أسباب اختيار نظام منتسوري أن الطفل يصبح قادر ومسؤول وواسع الاطلاع ولديه الشعور بالذات.

لماذا يتم اختيار نظام منتسوري

يأمل كل الآباء في إيجاد أحسن طريقة ونظام تعليمي لأبنائهم، حيث أنهم مُلمّين بالدور الكبير الذي تقدمه برامج التعلم المبكرة في نمو الأطفال وتعليمهم المستقبلي، لذا ما هي طريقة ونظام منتسوري التي يهتم بها الآباء؟

منذ زمن طويل كان نظام منتسوري متوهجاً في كل أرجاء العالم، وقد أثبتت الدراسات المتقدمة كيف أن نظام منتسوري يقدم الكثير من العناصر الرئيسية لنمو الطفل ولأهداف التعليم التي يريدها الآباء اليوم من أجل أبنائهم، كما يشمل ذلك طريقة لنموهم لكي يصبحوا أفراداً قادرين على أن يتمتعوا بإحساس كبير بالذات.

والقدرة على التواصل مع الآخرين، والقدرة على أن يكونوا منتجين طوال حياتهم، فمع منتسوري يبدأ هذا النمو مبكرًا، وتعتبر السنوات الأولى (من الولادة حتى سن 6 سنوات) وقتًا حرجًا لوضع أساس قوي لمن سيصبح الطفل والدور الذي سيلعبه في المستقبل.

ويعمل تعليم منتسوري على تطوير الطلاب القادرين والخاضعين للمساءلة والمعرفة، والذين لديهم إحساس قوي بالذات والذي سيحتاجون إليه للازدهار في العالم الحقيقي، لذا فإن تحرير إمكانات الطفل سوف تحوله إلى العالم.

أسباب اختيار نظام منتسوري

تنمية طفل قادر

تمّ تصميم نظام منتسوري في التعليم بشكل خاص؛ وذلك من أجل تزويد الأطفال بطرق لتطوير وتنمية إمكانياتهم الخاصة، سواء كان ذلك يتعلم كيفية ارتداء ملابسهم بشكل مستقل، أو مضاعفة معادلة متعددة الأرقام، أو توصيل احتياجاتهم بشكل فعال، أو حل المشكلات مع الآخرين.

فكل فصل دراسي في منتسوري مليء بالأنشطة المناسبة من الناحية التنموية التي تشجع الأطفال على التفاعل مع مواد تعليمية محددة، بالإضافة إلى العمل بشكل تعاوني مع الآخرين.

حيث يتم تجهيز الفصول الدراسية في نظام منتسوري عن قصد بواحد فقط من كل نشاط، ويتمتع الطلاب بإمكانية اختيار العديد من النشاطات التي يريدون العمل بها، لذلك يتعلمون اتخاذ الخيارات بناءً على ما يهتمون به وما هو متاح.

في حين أن بعض الأطفال سيختارون بشكل طبيعي العمل مع الآخرين، فغالبًا ما يركز الطلاب الأصغر سنًا على الأنشطة الفردية، وعندما ينضج الأطفال يوفر المنهج عن قصد تعليمات لمجموعة صغيرة وأنشطة تعاونية.

كما إن الجمع بين الدروس والأنشطة المستقلة والشريكة والمجموعة الصغيرة والمجموعة الكاملة يقدم للأطفال علاقات تعلم مختلفة وديناميات شخصية ومهارات قيمة لتفاعلاتهم خارج الفصل الدراسي.

وإن السماح للأطفال باتخاذ خياراتهم الخاصة بناءً على الحافز الداخلي بدلاً من توجيه الكبار يضع أساسًا قويًا لتنمية الأطفال القادرين، حيث تساعد طريقة منتسوري في أن يصبح الشخص على ما هو عليه اليوم.

تنمية طفل مسؤول

في الفصل الدراسي لنظام منتسوري الذي يهتم بتنمية الطفل يتم تقديم أنشطة التعلم بشكل فردي للأطفال، حيث يتقدم الطلاب وفقًا لسرعتهم الخاصة، ويتم منحهم فرصًا للممارسة أو المراجعة أو المضي قدمًا بناءً على اهتماماتهم وقدراتهم، كما إنهم يتولون مسؤولية تعلمهم ويصبحون مسؤولين عن معارفهم الخاصة.

وفي أحد الفصول الدراسية في منتسوري يقوم المعلمون بتقييم الطلاب على أساس يومي، باستخدام ملاحظاتهم لتفاعلات كل طفل في البيئة ومع الأقران، يستخدمون معرفتهم بتنمية الطفل والنتائج الأكاديمية لإعداد بيئة محفزة في نفس الوقت ويمكن الوصول إليها أكاديميًا وجسديًا واجتماعيًا وعاطفيًا.

ويطورون طريقة تعليمية بشكل فردي لكل طفل، بناءً على اهتماماته وقدراته الفريدة، كما يوفر المعلمون بيئات يتمتع فيها الطلاب بالحرية والأدوات لمتابعة إجابات لأسئلتهم الخاصة وتعلم كيفية البحث عن معرفة جديدة بأنفسهم.

وتعتبر عملية التصحيح بشكل أو بصورة ذاتية والتقييم أيضاً بصورة ذاتية خطوة لا يمكن فصلها عن نهج الفصول الدراسية في نظام منتسوري عندما ينضج الطلاب، حيث من خلال هذه العملية يتعلم الأطفال النظر بصورة نقدية إلى عملهم، كما أنهم يصبحون متميزون في معرفة أخطائهم والقيام على تصحيحها والتعلم منها.

تنمية طفل واسع الاطلاع

تُغذي طريقة منتسوري النظام والتنسيق والتركيز والاستقلالية لدى الأطفال منذ لحظة دخولهم الفصل الدراسي، حيث يدعم تصميم الفصول الدراسية والمواد والعمل اليومي التنظيم الذاتي الناشئ للطالب كالقدرة على تثقيف نفسه.

والتفكير فيما يتعلمه المرء من الأطفال الصغار إلى المراهقين، يتناسق مع ترتيب دروس نظام منتسوري جيدًا، وفي كثير من الحالات يتجاوز معايير التعلم الحكومية، مما يضمن تعريف الأطفال بمفاهيم التعلم المعقدة من خلال التجارب العملية التي تؤدي إلى فهم عميق.

ويتم تجميع منهج منتسوري عن قصد في دورات مدتها 3 سنوات، بدلاً من تقسيمها إلى توقعات سنوية لتعلم الطلاب، وهذا يحترم حقيقة أن الأطفال يطورون ويتقنون الموضوعات الأكاديمية بسرعات مختلفة.

وأن الطلاب في الواقع كثيراً ما يعملون في أماكن محتوى معينة بصورة مفاجئة، ويقوم المعلم بدعم نمو الطالب من خلال كل مجالات المناهج التعليمية من أجل ضمان تعرضه للترتيب الكامل للدروس في كل مجال تعليمي وتقديم الدعم والتحدي الجديد حسب حاجته.

تنمية طفل لديه شعور بالذات

تتكون الفصول التعليمية في نظام منتسوري من الأطفال الذين تمتد أعمارهم بالعادة 3 أعوام، ومن الناحية المثالية يبقى الأطفال مع الفصل والمعلم طوال فترة الدورة بالكامل، مما يساعد على تكوين مجتمع مستقر وروابط ذات معنى.

ومن الشائع مشاهدة الطلاب من جميع الأعمار يعملون مع بعضهم، كما يستمتع الطلاب الذين هم أكبر سنًا بتقديم التوجيه لزملائهم ممن هم أصغر سنًا منهم، وأحيانًا يكون المعلم الأفضل هو ذلك الشخص الذي قد أتقن أولاً المهمة التي يقوم بها، كما أن الطلاب الأصغر سنًا يقومون بالبحث عن إخوانهم وأخواتهم الكبار، ويحصلون منهم على معاينة للعمل الجذاب القادم.

وعندما ينضج الأطفال في الفصل الدراسي بنظام منتسوري على مدار فترة 3 سنوات، فإنهم يفهمون أنهم جزء من مجتمع يتمتع فيه كل فرد باحتياجاته الفردية، ولكنه يساهم أيضًا في المجتمع، ويمارس الأطفال الاستقلالية، ولكن يتم منحهم أيضًا فرصًا للعمل مع أقرانهم ودعم الآخرين عندما يكونون في حاجة إليها.

وإن تطوير الاستقلالية ومتابعة اهتمامات الفرد في سياق مجتمع مهتم يعزز إحساسًا قويًا بالذات لدى كل طالب، ويشجع على الاعتزاز بشخصيته الفريدة.

وقد اعتقدت الدكتورة ماريا منتسوري طبيبة الأطفال الإيطالية والمعلمة البصيرة التي أسست الطريقة، إنه عندما يتم منح الأطفال حرية اختيار أنشطة التعلم الخاصة بهم، يظهر طفل يتمتع بالثقة بالنفس، وفضوليًا ومبدعًا، كما اتضح فإن هذا النهج الذي يزيد عمره عن 100 عام، هو بالضبط ما يبحث عنه الآباء اليوم.


شارك المقالة: