لماذا يعتبر الإرشاد النفسي مهنة حساسة صادقة؟
لكلّ المشككين في مصداقية علم الإرشاد النفسي عليهم أن يقوموا أولاً بمراجعة القواعد والقوانين الخاصة بهذا العلم، وبالتالي فإنّ الإرشاد النفسي يقوم بالأساس على مبدأ أول هو الأكثر رواجاً وإقناعاً ألا وهو حساسية المهنة ومصداقيتها، فالمحاذير التي يقوم هذا العمل الإرشادي برصدها والتأكيد عليها تفوق بكثير ما هو مسموح ويجوز القيام به أو استخدامه، فصمّام الأمان لعلم الإرشاد النفسي بصورة عامة هو المصداقية والسرية.
مؤشرات تؤكد أن الإرشاد النفسي مهنة حساسة صادقة:
1. سرية المعلومات:
إنّ المبدأ الأكثر حساسية من جميع المبادئ التي يؤكد عليها علم الإرشاد النفسي تتعلّق بسريّة المعلومات، وعدم السماح لأي شخص أو جهة قانونية أو غير قانونية الاطلاع عليها، وهذال الأمر يمنح المسترشد الثقة المطلقة بالبوح بكلّ ما يملك من معلومات وأسرار دون الخوف أو الاعتقاد أنه سيتم لاحقاً توبيخه أو تهديده أو ابتزازه من قبل أي أحد، وبالتالي فالمسترشدين الذين يخضعون للإرشاد النفسي يبحثون عن حلّ لمشكلاتهم النفسية دون خوف أو تردد، ويعتقدون أنّ سريّة المعلومات هي الحافز الرئيسي في بوحهم بأية معلومات تتعلّق بالمشكلة التي يعانون منها.
2. مبدأ الإنسانية:
في التجارة لا يهم من يخسر فالأهمية القصوى تكون للربح، وفي الفن تعتبر الشهرة الحافز الأول وراء اتقان الرسّام للوحاته الإبداعية، وفي علم النفس يعتبر العامل الإنساني هو العامل الأكثر أهمية من بين العوامل والقوانين التي يتمّ بناء عليها القيام بعملية الإرشاد النفسي، وبالتالي فإنّ عملية الإرشاد النفسي يقع على عاقتها الكثير من مبادئ الإنسانية واكتساب ثقة الآخرين، ويعتبر هذا الأمر من الأمور التي يصعب على المرشد أن يقوم بتمثيلها، فهي موجودة في عقيدته منذ الأساس كونها أمر يتمّ التركيز عليه منذ البدء بالعملية الإرشادية.
3. مبدأ التوافق واكتساب الثقة:
إنّ من يعانون من بعض المشكلات النفسية يعانون من اضطرابات على الصعيد الشخصي والعاطفي، ولا يملكون القدرة على اكتساب ثقة أنفسهم أو ثقة الآخرين، وبالتالي فهم يبحثون عن وسيلة تمكّنهم من الوقوف مرّة أخرى، ولهذا يعتبر علم الإرشاد النفسي علم ذو حساسية كبيرة لا يمكن لأحد من المرشدين أن يكتسب ثقة المسترشدين ما لم يملك المهارات الكافية لذلك.