لماذا يعمل تعليم والدورف حول العالم

اقرأ في هذا المقال


يشير علماء التربية والتعليم إلى أن سبب عمل تعليم والدورف حول العالم هو وجود العديد من المساهمات التي تقدمها مدارس والدورف للعالم بهدف توفير فهم عام لبعض الجوانب التربوية الرئيسية.

لماذا يعمل تعليم والدورف حول العالم والنظر في مساهمات والدورف في العالم

تعليم والدورف يحتوي على مساهمات عديدة ومتنوعة للطفل المتنامي مما يخلق جيل واعي يستطيع بناء هذا العالم المتغير وسريع الحركه، وهو السبب في عمله بالعديد من دول العالم وخاصة في الجوانب التربوية:

١- تم التحقق أخيرًا من النظرة الفريدة لتنمية الطفل المستخدمة في تعليم والدورف كخريطة طريق أو هندسة للمناهج الدراسية من خلال البحث العلمي في عدد من مجالات التخصص، حيث إن تطور الدماغ، والذكاء المتعدد، والنمو الحسي، وعلم نفس الطفل، وعلم الأعصاب، قد سلط الضوء في العقدين الماضيين على أن الممارسات في تعليم والدورف تدعم بشكل مثالي التطور الصحي لجسم وعقل وروح الشباب البشري، بدون ضغوط الاختبار.

مع ملاحظة الطفل كمصدر رئيسي للمعلومات حول الأساليب الصحيحة في الفصل الدراسي، ومع التطور القوي للقدرات على التركيز والعمل، ينمو الأطفال إلى أشخاص واثقين، وتفكير واضح، وأشخاص عطوفين.

٢- غالبًا ما يظل أحد الجوانب المثيرة للاهتمام في نهج والدورف غير مرئي ولكنه عنصر فعال في تنمية التعاطف عند الأطفال، كجزء من استجابتهم التلقائية للعالم هو الوعي الاجتماعي المتأصل في كل تفاصيل الدروس اليومية، حيث يمكن أن يسمى هذا العنصر الأخلاقي، وهو يقوم على افتراض أن المبدأ الأساسي للمصلحة الذاتية، الذي حدده آدم سميث في القرن الثامن عشر كأساس لاقتصاد سليم، قد تجاوز جدواه منذ فترة طويلة.

٣- في العصر الحالي تعد الحاجة إلى العمل نيابة عن مجتمع بأكمله، وعالم بأسره أمرًا ضروريًا، كالعمل الذي يقوم به المرء عندما يُشبع نكران الذات الإنسان بطريقة لا يستطيع النشاط الأناني القيام بها، فالعمل ككائن حي في الفصل من رياض الأطفال حتى الصف الثاني عشر يساعد الطفل على التأكيد على الشعور الفطري بالمسؤولية والاهتمام الذي يدوم مدى الحياة.

وإعداد الطاولة للصف بأكمله، وصنع الخبز والحساء للجميع في روضة الأطفال، والتصفيق والسير بإيقاع لكلمات مثل، نحن جميعًا / فصل واحد / واحدًا تلو الآخر، والعمل معًا على المسرحيات الصفية من خلال الدرجات، وتصميم الدروس بحيث يتمكن أولئك الذين يتمتعون بمهارات فكرية أكبر من مساعدة أولئك الذين يكافحون، كلها ممارسات شائعة تعزز الشعور ببناء المجتمع والاندماج والاهتمام.

٤- هناك تمييز في منهج والدورف وهو تضمين لغتين أجنبيتين ففي الإيقاع الأسبوعي للدروس من رياض الأطفال حتى الصف الثامن، قد يختار طلاب المدارس الثانوية التركيز على لغة واحدة لإتقان أكبر، وهذا على مستوى أكاديمي واضح، وهو عنصر جيد في المناهج الدراسية القوية، ومع ذلك فإن تأثيره الأعمق يكمن في قدرات الطفل على التفكير المرن وإحساس الآخرين.

٥- ويدرك الأطفال في رياض الأطفال بالفعل أن الجميع لا يجمع الأفكار معًا بنفس الطريقة، فبعض الناس يضعون أفعالهم في بداية الجمل، والبعض الآخر في نهايتها، والبعض الآخر في المنتصف، ومن خلال دروس اللغة والقصص المسموعة، يدرك الطلاب أن الثقافات المختلفة تحتفل وتصلي وتأكل وتغني وتكتب بأساليب مختلفة بطرق لا تعد ولا تحصى، ويصبح لقاء الغرباء من أراضٍ غريبة توقعًا في قلب الطفل وعقله، ولا يكون أبدًا تهديدًا أو خوفًا.

بعبارة أخرى فإن تعليم والدورف هي تعددية ثقافية في أعمقها وأجودها، بدلاً من محاولة تعليم التسامح كدرس موضوعي، فإن تقدير الآخرين الذين يختلفون عنا هو أسلوب حياة، وطريق إلى تفكير شامل ومتنوع، وهو ممارسة يومية مضمنة في جميع دروس كل عام في مدرسة والدورف.

٦- لتعليم الأطفال عن العالم كله كوحدة وإلقاء الضوء على جوانب مختلفة من هذا على مر السنين، من الكل إلى الأجزاء فهو الطريق إلى التحليل الأصيل، حيث يشكل تجميع الأشياء معًا توليفة، ويتطلب التفكير التحليلي الانتقال باستمرار من الكل إلى الأجزاء، لذلك في الصف الأول يعلم والدورف أن الواحد هو أكبر عدد من جميع الأرقام.

وفيه كل شيء: كون واحد، ونجوم وكواكب عديدة، عالم واحد، كثير من الناس، بلد واحد العديد من المناطق، فصل واحد، العديد من الأطفال، عائلة واحدة، كل أفراد تلك العائلة، في هذا، إذن، يتم تضمين الاهتمام، حيث إنه ينقل الترابط المتبادل والاندماج في هذا العالم معًا.

٧- بحلول الوقت الذي وصل فيه الطلاب في فصل والدورف إلى التخرج في الصف الثامن، يكونوا قد سافروا حول العالم بشكل خيالي في الجغرافيا، فلقد اختبروا جميع فترات تطور تيار ثقافتهم من قبل تكوين الأرض وحتى الوقت الحاضر في القصص والتاريخ، ولقد اختبروا بشكل خيالي بدايات جميع الديانات الرئيسية في العالم تقريبًا وهم يتعلمون من هذه العصور في التنمية البشرية.

والاتساق في هذا الإطار للمناهج الدراسية التي تتمتع بمرونة فطرية اعتمادًا على الثقافة التي يتم تطبيقها، يجعلها فعالة في كل ثقافة على وجه الأرض، ولا تقتصر فعاليتها على ألمانيا حيث بدأت أو على أوروبا التي تم فيها إنشاء مدارسها الأولى، فمدارس والدورف موجودة الآن في جميع أنحاء وبلاد العالم.

٨- تفضل العائلات التي يشارك آباؤها في الخدمة الدبلوماسية تعليم والدورف لأطفالهم لأنهم أثناء سفرهم إلى بلدان مختلفة، فإن الإلمام بالنهج الأساسي يساعد أطفالهم على الشعور بالراحة، ويساعد أطفالهم على تفويت عدد أقل من المواد أثناء تقدمهم في تعليمهم.

وبهذه الطريقة تعمل مدارس والدورف على تربية مواطني العالم، مواطني الكون، حقًا، بحب المرء لوطنه وتقديره للحب الذي يكنه الآخرون لبلدهم، حيث ينمون ليكونوا حساسين للغات والثقافات بكل تنوعها المجيد حول العالم.

حركة والدورف الدولية

قد يدرك المرء أنه حتى لو نشأت مبادئ تعليم والدورف في بلد معين، فليس لها أي علاقة بنوع من القومية، بل بالعالمية بالمعنى الأفضل، حيث يبحثون عن الجودة البشرية العالمية في الجميع، فهي لا تريد تثقيف الناس الذين ينتمون إلى طبقة أو أمة أو مهنة معينة، ولكن الأشخاص الذين لديهم اهتمامات إنسانية واسعة النطاق وصادقة.

فالنهج التعليمي الذي أسسه رودولف شتاينر في عام 1919 يتوافق مع التزامه بتنمية وتفرد الطفل، باعتباره تعليمًا نحو الحرية، فإن هدفه الأساسي هو دعم الطفل بشكل كلي، والصفات مثل تنمية الاهتمام بالعالم، والتفكير الفكري، والحساسية الفنية، والمهارات اليدوية، والقدرة الاجتماعية، وقوة الإرادة هي أفضل الشروط المسبقة لمواجهة تحديات عالم أكثر عولمة من أي وقت مضى، والذي يعتمد على قدرات كل فرد بشري.

تأسست جمعية أصدقاء والدورف التعليمية في عام 1971 لتعزيز نهج والدورف والتعليم المستقل في جميع أنحاء العالم، واليوم، تقدم الجمعية تبرعات بقيمة أربعة ملايين كل عام لدعم والدورف والمبادرات الاجتماعية بطرق مختلفة.

في هذا الصدد، تعتبر مدارس والدورف في كل بلد مثالًا حيًا للمعنى الحقيقي للتعليم ولإمكانية تعليم آخر، وهو تعليم موجه للأطفال، حيث يريد تعليم والدورف أن ينمو الأطفال والشباب ليصبحوا مواطنين عالميين بينما يقودهم في نفس الوقت إلى تقدير الكنوز الموجودة في ثقافتهم الخاصة.


شارك المقالة: