يعتبر المرشد النفسي قطب رئيسي من أقطاب العملية الإرشادية المنشقّة عن علم الإرشاد النفسي، ولا يقوم علم الإرشاد النفسي بصورة علمية مقروءة فقط فهو علم يعتمد على التطبيق والفهم والمعرفة والخبرة، ولا يجوز أن يقول من يرغب في القول بأنه مرشد نفسي، فهذا الأمر يحتاج إلى العديد من المهارات والخبرات التي لا تخفى على أحد، وللمرشد النفسي العديد من المهام التي يقوم بها من خلال العملية الإرشادية التي تعمل على مساعدة المسترشد على التخلّص من المشكلة الإرشادية.
أبرز مهام المرشد النفسي في العملية الإرشادية
1. مهام وقائية
يعتبر المرشد النفسي موجّهاً في مجمل الأمر فهو يتنبأ بحدوث المشكلة من خلال قراءة المدخلات الأولية لها وقراءة شخصية المسترشد، وهنا يقوم بتوعية المسترشد في الأمور التي من الممكن أن تحدث له في المستقبل القريب أو البعيد، ولعلّ المرشد البدع في الإرشاد النفسي يستطيع أن يتعرّف على المشكلات النفسية التي تتعلّق بالجانب الاجتماعي والأسري والمهني وغيرها من الجوانب الحياتية الأخرى، مما يجعل من المسترشد هدفاً يسهل قراءته والتعامل معه.
يقوم المرشد النفسي بدور هام في العملية الإرشادية من خلال الجاني الوقائي في تقديم الإرشاد الصحيح للمسترشد في الطريقة التي يجب عليه أن يسلكها، ليس هذا فقط بل وقوم بتقديم المشورة في مدى خطورة الموقف الذي يعاني منه المسترشد ومدى خطورة المشكلة الإرشادية، وما هي طبيعة الحلول المقترحة لهذا الأمر، ليجد المسترشد نفسه قادراً على معرفة حقيقة أمره وما هي الاحتياجات التي تمكّنه من العودة إلى شخصيته الطبيعية لوقايته من الوقوع في مشكلة نفسية متوقّعة في المستقبل.
2. مهام علاجية
من خلال المهام العلاجية يمكن للمسترشد أن يقوم بتقديم منظومة إرشادية تحتوي على خطّة استراتيجية وخطّة أخرى بديلة لمعالجة المشكلة النفسية التي يشعر بها المسترشد، فهو من خلال هذه المهمة يرغب في التخلّص من المشكلة النفسية التي يعاني منها الفرد من خلال وضع بعض الأهداف وتحديد خطة طريق تمكّن المسترشد من العيش بسلام، ولعلّ الجانب العلاجي هو الجانب الأكثر إثارة وحاجة إلى العمل ضمن منظومة ثابتة لا يجوز الخروج عليها، وهذا الأمر يدخل في صلب عمل الإرشاد النفسي.