اقرأ في هذا المقال
يعتبر علم النفس من أهم العلوم القديمة والجيدة، ظهر بدايةً ضمن علوم الفلسفة، فقد كان الإنسان في القدم يهدف لفهم الإنسان والروح الإنسانية، واصل الفلاسفة المحاولة في وضع بعض التصورات اتجاه الوجود الإنساني والمعرفة والعقل، ظهرت من هذه التصورات الكثير من النظريات الفلسفيّة النفسيّة كنظرية المعرفة ونظرية الوجود والقيم وفلسفة العقل وغيرها، أما في الوقت الحديث ومع التوسع المعرفي في العلوم المختلفة بشكل عام وعلم النفس بشكل خاص فقد ظهرت الحاجة لأن يتفرد علم النفس بكيانه المعرفي والتجريبي المستقل.
مفهوم علم النفس
تم ظهور العديد من التعاريف الخاصة بعلم النفس؛ احتوت التعاريف على جميع الجوانب الإنسانية، فمثلاً يتم تعريف علم النفس على أنّه أحد العلوم التي تقوم بالتركيز على الحالة الصحيّة وغير الصحيّة للعمليات والوظائف العقلية؛ مثل الفهم والإدراك والعقل.
من الممكن أن نعرفه كذلك بأنّه العلم الذي يركّز على الحياة العقليّة والنفسيّة للإنسان، وصل الإجماع الأكبر للعلماء على التعريف الأصح والأشمل لعلم النفس بأنّه العلم الذي يقوم بدراسة السلوك العام للكائن الحي بكافة أشكاله الخارجية الحركية والداخلية العقلية والنفسية.
من أبرز محاور علم النفس التي يقوم معظم الأشخاص بالبحث عنها؛ جميع السلوكيات التي يقوم بها الفرد والأنشطة العقلية التي تساهم في ظهورها، مثل العمليات الخاصة بالتفكير، إضافة إلى الجوانب الشعورية والمؤثرات الانفعالية؛ مثل الإحساس والحزن والفرح والسعادة والخوف وغيرها الكثير.
أهداف علم النفس
- الفهم: يسعى علم النفس إلى أن يفسّر ويفهم سلوك الفرد والمسببات التي أدت إلى ظهوره، بالتالي يتمكّن من فهم الآلية التي يحدث بها السلوك، بحيث يساعد الفهم على تقديم التفسيرات العلمية للظواهر السلوكية.
- الضبط: يهدف علم النفس عن طريق المعطيات التي تُبنى على فهم السلوك ومعرفة مسباته إلى ضبط هذا السلوك والتحكم به، عن طريق تحديد المثير وارتباطاته بالاستجابة السلوكية التي تختلف من وقت لآخر، أي معرفة زمن حدوث السلوك والتحكم بالعديد من المتغيرات المستقلة التي تؤدي لظهور ظاهرة معينة ومدى تأثيرها في المتغيرات الأخرى.
- التنبؤ: يقوم علم النفس بتوقع الذي يمكن فيه ظهور السلوك ويتنبأ حدوثه، أي القيام بوضع الفرضيات لظهور سلوكيات محددة إذا حدثت بعض المثيرات التي تسبب بدورها في ظهور ردود الأفعال السلوكية المتوقعة.
أهمية علم النفس
يوجد لعلم النفس أهمية كبيرة في حياة الإنسان والمجتمعات المتعددة، حيث تكمن أهميته في ما يلي:
- التحكم بسلوك الأفراد وتوقع حدوثها.
- يدرس أنواع سلوك الإنسان والحيوان المختلفة.
- يساعد الأشخاص على اختيار طرق التفكير وأنواعها.
- يساعد الطلاب على استثمار وقتهم بطرق سليمة في الدراسة واكتساب المعارف.
- يساعد الأشخاص على تنظيم أنماط حياتهم المعيشيّة المتعددة.
- يدرس القوانين المؤثرة في الظواهر النفسية ويفسّرها وتوقعها، مع محاولة تغييرها إذا كانت تحتاج لتغيير أو تعديل.
- إنشاء علاقات تقوم على الاحترام بين الأفراد والجماعات المتعددة.
- يساهم بتوظيف موسوعات السيكولوجية في جوانب الحياة التعليمية المختلفة.
ميادين علم النفس
- علم النفس العام: هو أحد المداخل الأساسية لجميع علوم النفس، يركّز على مبادئ وقوانين سلوك الإنسان البالغ والعاقل، يقوم باستخلاص الأسس السيكولوجية العامة لتصرّفات الإنسان.
- علم النفس الفسيولوجي: يدرس هذا العلم الأسس الفسيولوجية لسلوكات الفرد، التي تتمثّل في الجهاز العصبي ووظائفه، مع المحاولة في فهم طرق حدوث الإحساس وانتقال التيار العصبي داخل الأعصاب، كذلك طرق سيطرة المخ على الإحساس وأداء الفرد، إضافة إلى طرق تأثير الغدد الصماء على السلوك.
- علم النفس الفارقي: هو العلم الذي يركّز على دراسة الفروق الفردية بين الأفراد والمجتمعات، والأعراق، كذلك التعرّف على أسباب هذه الفروقات وكيفية تشكيلها والعوامل التي تؤثر فيها؛ علماً بأنّ هذا العلم يقوم باتباع المعايير لقياس نسبة الذكاء والقدرات الذهنية.
- علم نفس الطفل: يدرس مراحل نمو الطفل المتعددة، كذلك الخصائص التي تميزها والعوامل المؤثرة في عملية النمو، بالتالي تساعد هذه الدراسة على توفير المعلومات التي تقوم يتسهيل طرق التعامل مع الأطفال، ذلك من حيث التوجيه والتربية وفهم السلوك.
- علم النفس الاجتماعي: يدرس علاقة الأفراد بمجموعة معينة، إضافة إلى علاقة الجماعات ببعضها البعض، من حيث تنشئة الفرد الاجتماعية وتأثير الأنظمة الاجتماعية والثقافات التس تحيط به وفي توجهاته ومعتقداته، كذلك يدرس الرأي العام ونفسية الجماعة.
- علم النفس التطبيقي: يدرس التطبيق الخاص بقوانين علم النفس في مجالات الحياة المتعددة، حيث يُقسم هذا العلم إلى ستة علوم؛ كعلم النفس الصناعي والحربي والجنائي والتجاري والكلينكي.
أمثلة على تطبيقات علم النفس
- العلاج النفسي: يُساعد العلاج النفسي الأشخاص على التعامل مع الاضطرابات النفسية مثل القلق والاكتئاب.
- التوجيه والإرشاد: يُساعد التوجيه والإرشاد الأشخاص على اتخاذ قرارات مهمة في حياتهم.
- التدريب والتطوير: يُساعد التدريب والتطوير الأشخاص على تحسين مهاراتهم في العمل.
- التسويق والإعلان: يُساعد علم النفس على فهم سلوك المستهلكين وتصميم حملات تسويقية وإعلانية أكثر فعالية.
الخلاصة: علم النفس هو علم متعدد التخصصات له تطبيقات واسعة في العديد من مجالات الحياة.