إذا ما قرأنا عن تاريخ الإرشاد النفسي سنجد أنه معمول به منذ فترات زمنية طويلة، ولكن لم يكن ذو شهرة ومكانة في المجتمعات على مختلف مسميّاتها وثقافتها إلا في القرن العشرين، ولا بدّ أن ّهذ الشهرة التي وصل إليها اليوم هذا العلم لم تكن بمحض الصدفة، فهناك العديد من العوامل التي ساعدت في انتشار علم الإرشاد النفسي على صعيد واسع، ليصبح علماً مطلوباً لا يمكن الاستغناء عنه في المدرسة وفي المنزل وفي العمل وفي المجتمع بصورة عامة، ولعلّ النشرات الإرشادية كانت عاملاً مساعداً في انتشار علم الإرشاد النفسي.
النشرات الإرشادية في الإرشاد النفسي
تعتبر النشرات الإرشادية إحدى الوسائل المساعدة على انتشار علم الإرشاد النفسي بصورة كبيرة بين المجتمعات، ولعلّ انتشار المعلومات عبر الصحف والمجلات والنشرات كان رائجاً في القرن العشرين لعدم وجود وسائل تواصل اجتماعي كما هو رائج في وقتنا الحاضر، حيث كان يقوم الأخصائيون في علم الإرشاد النفسي بكتابة بعض النشرات التوعوية الخاصة بالعملية الإرشادية، والتي من شأنها أن تساعد المجتمع على الطريقة ابتي يقومون من خلالها بالتواصل مع المرشدين النفسيين.
ما وتقوم المجلات والنشرات الإرشادية بعرض أبرز المشاكل النفسية التي يقوم علم الإرشاد النفسي بعلاجها، ويتم ذكر السلبيات التي من شأنها الإضرار بالفرد إذا لم يقم بالتواصل مع المرشدين النفسيين أو في حال عدم خضوعه للعملية الإرشادية، كما ويتم عرض بعض أساليب الإرشاد النفسي وأبرز النتائج المتوقعة، ومن شأن هذه النشرات أن تزيد المستوى الثقافي والمعرفي لدى البعض في حال قاموا بنشر هذه المنشرات في أماكن العمل والدراسة وفي المجتمع بصورة عامة.
من خلال النشرات المتعلقة بالعملية الإرشادية يتم عرض بعض التفاصيل الخاصة بالموضوع المالي والتكاليف، وعادة ما تون التكاليف زهيدة ولا تذكر في محاولة الترويج للإرشاد النفسي، كما ويتم تسليط الضوء على إحدى القضايا الإرشادية النفسية الرائجة في المجتمع ومحاولة التخلّص منها، بحيث تم توعية الناس بالمخاطر المحتملة أو المؤشرات التي تساعد على ظهور المشاكل الإرشادية بصورة عامة، وتعتبر النشرات الإرشادية وسيلة سهلة يتم توزيعها عبر الأفراد المتطوعين أو عبر البريد، أو من خلال مواقع التواصل الاجتماعي والمحطات الإذاعية والترويجية.