ما تأثير الوضع المالي للمسترشد على العملية الإرشادية

اقرأ في هذا المقال


من الطبيعي أنّ الإرشاد النفسي ليس شركة ربحية تقوم على أساس الربح وجني الأموال الطائلة، فهو علم إنساني يقوم على مجموعة من المبادئ والقيم أساسها السريّة والقدرة على التكيّف الاجتماعي والنفسي ومعالجة المشكلات النفسية، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من القيمة الت يمتلكها علم الإرشاد النفسي كون المال هو آخر همّ المرشد النفسي وآخر ما يبحث أو يساوم عليه، لذلك نجد أنّ علم الإرشاد النفسي قد نال شهرة وساعة كونه يرى أنّ الجانب المالي أمراً ثانوياً.

كيف ينظر الإرشاد النفسي على الوضع المالي للمسترشد

1. المال والربح أمر ثانوي غير ضروري

ينظر علم الإرشاد النفسي على المال أنّه أمراً ثانوياً ليس مهماً بقدر تخليص المسترشد من المشكلة النفسية التي يعاني منها، أو إنقاذ مسترشد من اشطرابات عصبية نفسية كادت أن تقوده إلى الانتحار أو الاضطراب السلوكي غير السوي الذي يؤثر على المجتمع بصورة عامة، حيث يرى الإرشاد النفسي أنّ القليل من المال بما يغطّي تكاليف العملية الإرشادية كافي ولا داعي لفرض المزيد من التكاليف على المسترشدين وخاصة الفقراء منهم، ويرى علم الإرشاد النفسي أنّ المال هو هدف غير مدرج في قوانينه.

2. الإنسانية والقدرة على إنقاذ الآخرين الهدف العام من الإرشاد النفسي

لا يتمّ تدريب المرشد النفسي على كيفية اكتساب أكبر قدر ممكن من المال من خلال العملية الإرشادية، ولكن يتم تدريبه على كيفية الحصول على ثقة الآخرين وكسب احترامهم، وأنّ الجانب الإنساني هو الجانب الأكثر أهمية في العملية الإرشادية، وأنّ علم الإرشاد النفسي يتعامل مع المسترشدين بعيداً عن الأمور المالية المحرجة حتّى لا يظن المسترشد أنه زبون يراد من العلاقة معه ربح المال فقط.

3. التعامل مع كل مسترشد حسب ظروفه الاقتصادية

يتعامل علم الإرشاد النفسي مع كلّ حالة مسترشد على حسب الظروف المالية والاقتصادية التي يعيشها، وبناء على هذه الظروف يتمّ تقييم الوضع وما هي المتطلبات المالية التي لا بدّ له من دفعها، وعادة ما يتمّ التعامل مع الفقراء بصورة مجانية ولا يتمّ تكليفهم بدفع أي مبالغ مالية إضافية، ويتمّ التعامل مع المسترشدين المقتدرين بنظرة ماديّة أخرى لا تهدف أيضاً إلى الثراء الفاحش وإنما تغطية المصاريف بصورة منطقية.


شارك المقالة: