اقرأ في هذا المقال
قبل أن يتم البدء بالعملية الإرشادية يقوم المرشد النفسي بعمل قراءة كاملة تحليلية لشخصية المسترشد والمشكلة التي يعاني منها، كما ويقوم بوضع مدّة زمنية افتراضية محتملة يمكن من خلالها أن يتمّ الانتهاء من العملية الإرشادية بعد أن يتمّ تحقيق كافة الأهداف الإرشادية وتحقيق الهدف الأبرز وهو التخلّص من المشكلة النفسية التي يعاني منها المسترشد، ويمكن أن تنتهي العملية الإرشادية بصورة سريعة أو بطيئة، فما مدى تأثير كلا الحالتين على العملية الإرشادية؟
طول مدة العملية الإرشادية في الإرشاد النفسي
لا يمكن اعتبار طول العملية الإرشادية بالأمر السلبي ولا بالأمر الإيجابي كون من يحدّد هذا الأمر هو طبيعة المشكلة ومدى تأثيرها على حالة المسترشد، فعندما تكون المشكلة الإرشادية ذات طابع خاص تتعلّق به حياة المسترشد ونموّه ومدى تكيّفه من المجتمع او وصوله إلى حالة الهذيان والجنون، يكون من الطبيعي أن تستمر العملية الإرشادية إلى أسابيع وشهور طويلة، ويمكن من خلال مثل هذا النوع من المشاكل الإرشادية أن يستخدم أكثر من أسلوب إرشادي، كما ومن الطبيعي أن يستخدم أساليب قياس واختبارات، كما ومن الممكن أن يتم وضع المسترشد تحت المتابعة والمراقبة لعدّة أشهر أخرى، وقد تتعرّض حالة المسترشد للانتكاس مثلاً.
ولكن بطبيعة الحال لا يمكن للمشاكل الإرشادية التي تعتبر بسيطة أن تطول لمدّات تفوق المتوقّع، فهذا الامر يعتبر من السلبيات التي تشوب العملية الإرشادية، حيث أن بعض المشكلات التي تتعلق بالسلوك السلبي الذي بدأ للتوّ لا تحتاج إلى أوقات إرشادية طويلة، ومن الأمور التي تضع المرشد في مرمى النيران هو طول مدّة العملية الإرشادية.
قصر مدة العملية الإرشادية في الإرشاد النفسي
لا يختلف الأمر عمّا هو في حال طول مدّة العملية الإرشادية التي تعتمد على طبيعة المشكلة وشخصية المسترشد بحدّ ذاته، حيث أن قصر المدّة الإرشادية يعتبر أمراً إيجابياً إذا كانت المشكلة الإرشادية بسيطة أو أبدى المسترشد استجابة سريعة واستطاع أن يجتاز الكثير من الخطوات التي كان من الممكن أن تأخذ وقتاً أطول، ولكن يعتبر قصر مدّة العملية الإرشادية في المشكلات ذات التأثيرات الواسعة أمراً سلبياً، ولكن في العملية الإرشادية عادة ما يكون الوقت المقترح هو الوقت الصحيح لسير العملية الإرشادية.