ما تأثير مكان إقامة المسترشد في سير العملية الإرشادية

اقرأ في هذا المقال


لا يعيش جميع أفراد المجتمع في ظروف بيئية ومكانية واحدة، الأمر الذي من شأنه التأثير في اختيارات المرشد النفسي على الاستراتجية الإرشادية التي يتّبعها مع المسترشد، ولا يشترط في الذين يعانون من مشاكل نفسية أن يقطنوا فقط في الأماكن النائية أو الفقيرة، فالمشاكل النفسية لا تعرف جنساً ولا لوناً ولا مكان، ولمنها تزداد بوتيرة ما في ظروف بيئية مكانية معيّنة اكثر من غيرها، مما يجعل من مكان سكن المسترشد أمراً لا بدّ الانتباه له من قبل المرشد النفسي.

كيف يؤثر مكان إقامة المسترشد على سير العملية الإرشادية

1. طبيعة المكان تشير إلى الثقافة المكانية للمجتمع

من خلال طبيعة المكان الذي يقطنه المسترشد يمكن للمرشد النفسي أن يقدّر الثقافة العامة للمجتمع الذي يقطنه ذلك المسترشد، وبالتالي فإنّ الخطّة الإرشادية التي يعمل على تتنفيذها تكون متوافقة مع طبيعة المكان الذي يعيش فيه المسترشد، وبالتالي المسترشدين الذين يقطنون في المناطق النائية أو الفقيرة او المناطق التي تعاني من كوارث طبيعية أو حروب يتمّ التعامل معهم بأسلوب إرشادي يتوافق وطبيعتهم، حيث أن الطبيعة والتركيبة الثقافية للأشاص الذين يعانون من مشاكل نفسية ويقطنون في الأماكن الفقيرة تختلف عن تلك التي يقطنها الأثرياء أو ذوي الدخل المرتفع.

2. طبيعة المكان تشير إلى العادات والتقاليد الخاصة بمجتمع المسترشد

من خلال طبيعة المكان يمكن للمرشد النفسي أن يعمل دراسة شاملة للعادات والتقاليد المتداولة في المجتمع الذي يقطنه المسترشد، وهذا الأمر من شأنه أن يسهّل من سير العملية الإرشادية وأن يختار المرشد النفسي أسلوب واستراتيجية يمكن له من خلالها أن ينهي المشكلة الإرشادية بصورة سريعة.

لذلك لا بدّ للمرشد النفسي أن يكون مطّلعاً على أبرز العادات والتقاليد الخاصة بمكتن إقامة المسترشد، وهل هذه العادات تعمل على تعزيز السلوكيات السلبية التي أدّت إلى ظهور المشكلة الإرشادية أم لا؟ وما هو دور المرشد النفسي في تغيير قناعة المسترشد فيما يخصّ هذه العادات؟ وفي هذه الحالة يمكن للمسترشد أن يتأثر في الأساليب الإرشادية الجديدة التي تعمل على صقل شخصيته بطريقة إيجابية تعمل على تعزيز ثقافته الإيجابية بصورة سريعة تعمل على معالجة المشكلة النفسية.


شارك المقالة: