اقرأ في هذا المقال
الإرشاد النفسي في المجتمعات الفقيرة:
على الرغم من وسائل التواصل الاجتماعي الحديثة وسرعة الحياة الرقمية الذكية التي أصبحنا نعيشها منذ مطلع العام الحادي والعشرين، إلّا أنّ بعض المجتمعات والثقافات المعدومة لا تزال تبحث عن ذاتها، ليس هذا فقط بل لا تزال تبحث عن وسائل الأمن والأمان وكيفية الحصول على لقمة العيش أو مواصلة الحياة بصورة جيّدة إلى اليوم التالي، فكيف لهم أن يحصلوا على خدمات علم الإرشاد النفسي؟
أسباب عدم انتشار الإرشاد النفسي في المجتمعات الفقيرة:
1. الطبيعة السكانية والثقافية:
لا تزال بعض بلدان العالم الثالث تعيش في كنف الحروب الداخلية والقبلية التي لا معنى لها، وفي هذه البلدان ينعدم الأمن وتعتبر وسائل العيش الكريم أمر غير متوفّر، وبالتالي فإنّ الثقافة التي يحصلون عليها تكاد تكون منحصرة بعليّة القوم فقط، من الذين يصلون في مرحلة ما إلى الانتقال والعيش في أماكن أخرى أكثر أماناً في دول العالم الأول، حيث لا يوجد في ثقافتهم وقاموسهم المعرفي ما يسمّى بالإرشاد النفس، ومن يعتقد أنه يعرف عن هذا العلم يعتقد بأنه منحصر بالأشخاص المنحرفين فكرياً وعقلياً، وبالتالي فإنّ خضوعهم لمجرد شعورهم ببعض الاضطرابات إلى الإرشاد النفسي أمر غير موجود، على الرغم من أنّهم أكثر شعوب العالم حاجة إلى العملية الإرشادية.
2. تدني المستوى المعيشي والمعرفي:
إنّ بعض الثقافات العالمية لا تزال تبحث عن هويتها وعن الفرص الممكنة للحياة، ولا قيمة للإنسان في بعضها، ولا معنى لمن يعيش أو يموت كون الحياة بالنسبة للبعض عندهم بلا قيمة، وفي هذه المجتمعات يكاد المستوى المعيشي والمعرفي المتدني يشكّل حاجزاً كبيراً في حياتهم، مما يستدعي اهتمامهم في أسلوب العيش والبحث عن لقمة العيش فقط، مما يدفهم إلى ربّما استخدام القوة المفرطة في سبيل الحصول على وجبة طعام، وبالتالي فإنّ علم الإرشاد النفسي يعتبر أمراً يقرءون عنه أو يسمعون عنه عبر وسائل الإعلام فقط ولا وجود له في حياتهم الخاصة.
3. عدم انتشار مراكز الإرشاد النفسي في المناطق النائية:
إنّ انتشار مراكز الإرشاد النفسي في بعض المناطق النائية يعتبر تحدياً كبيراً من أجل الحصول على الشهرة، وهذا الأمر غير ممكن في بعض البلدان التي لا تزال تفتقر إلى أدنى وسائل المعرفة، وبالتالي البحص عن وسائل الحياة الأخرى بعيداً عن الإرشاد النفسي.