تعتبر المقابلة الإرشادية من أبزر الأولويات التي تمكّن المرشد النفسي من قراءة شخصية المسترشد وفهمها والاطلاع على طبيعة المشكلة النفسية التي يعاني منها، تتنوّع المقابلات الإرشادية ما بين فردية وجماعية حسب الحاجة الإرشادية التي يقدّرها المرشد النفسي وحسب طبيعة السريّة التي يحتاجها المرشد النفسي، ولكن على اختلاف المقابلات الإرشادية أصبحت عملية توثيق الجلسات الإرشادية بالوسائل الفنية أمراً واجباً، فما مدى أهمية ذلك الأمر على سير العملية الإرشادية؟
ما أهم أسباب تسجيل المقابلة الإرشادية في الإرشاد النفسي
1. الموضوعية والشفافية
يقوم علم الإرشاد النفسي بصورة أساسية على الشفافية المطلقة والتعامل مع كافة المسترشدين بموضوعية دون أية محاباة أو حسابات، وهذا الأمر من شأنه أن يجعل من المقابلات الإرشادية العامة أو الخاصة مسجّلة وموثّقة بكافة الوسائل الفنية الممكنة من من صوت وصورة أو أي تصوير حي ومباشر للحدث، لكون المرشد النفسي لا يخشى أحد ولا يخفي أي معلومات خاصة ولا يقوم على استخدام الأساليب الإرشادية الملتوية أو الأساليب التي تغطّي الاحتياجات الشخصية، لهذا فإنّ توثيق المقابلات الإرشادية يعتبر من أولويات العمل المؤسسي بموضوعية وشفافية.
2. الأرشفة وتوثيق المعلومات
يعتمد العلم الحديث على الأرشفة والتوثيق بصورة صحيحة وفق المبادئ المتعارف عليها في التعامل مع الأطراف الأخرى، وتعتبر عملية الأرشفة متطلّباً لا يمكن التنازل عنه أو التغاضي عنه في أي شيء يختص في مجال الإرشاد النفسي؛ كونها متطلباً يعمل على توثيق المعلومات ومراجعتها في الوقت الذي يرغب المرشد النفسي في مراجعة هذه المعلومات أو الاطلاع على مدى مصداقيتها.
3. التسلسل الزمني الصحيح للأحداث
من خلال تسجيل المقابلات الإرشادية يمكن للمرشد النفسي أن يعمل على صياغة مجموعة من الأهداف العامة والخاصة لسير العملية الإرشادية، والتي يتمّ التعامل معها وفقاً لمخطط زمني متسلسل يتمّ مراجعته عبر عملية التوثيق، حيث يقوم طرفي العملية الإرشادية بمراجعة هذه المعلومات مع نهاية كلّ مقابلة إرشادية ويتم مراجعة كافة الأحداث ومناقشتها بصورة صحيحة.
ومن خلال هذه التسجيلات يمكن للمرشد النفسي أن يقوم بتلافي العديد من الأخطاء أو تسليط الضوء على بعض السلوكيات الخاطئة التي تمّ رصدها عبر عملية التسجيل، ويتم وضع هذه الأخطاء في دائرة التصحيح المعتمد التي تسهّل من سير العملية الإرشادية بصورة مستقبلية.