تحظى القصص في رياض الأطفال بالأهمية التربوية الكبيرة؛ حيث تُعتبر من الوسائل التي تُساعد في عملية تكوين ثقافة طفل الروضة، وتوسيع مداركه، فهي من العوامل القوية التي يستخدمها المعلم لإثارة فضول الطفل، ومناسبة لتنمية ميوله واهتماماته؛ بما يكتسبه الطفل من الأفكار والخبرات بصورة مُعبّرة ومُشوّقة، والقصة الحركية تتطلّب من طفل الروضة أن يُعبّر بحركته عمّا تتضمّنه القصة من المعاني والحركات، والتي تُساهم بزيادة إدراكه بصورة عامة.
مفهوم القصة الحركية:
يُمكن توضيح مفهوم القصة الحركية في رياض الأطفال بأنَّها: مجموعة أحداث تتصف بالتسلسل والتشويق والإثارة، وتتضمن العديد من العناصر مثل البداية ،النهاية ،الأبطال، الزمان، والمكان، حيث يقوم المعلم بروايتها أمام أطفال الروضة، ويطلب منهم أن يقوموا بتخيُّل أحداثها وتقليدها، عن طريق الحركات، مع استعمال الأصوات كلما تمكّنوا من ذلك.
يُعَدّ أسلوب القصة الحركية من الأساليب الحديثة في تعليم التمارين الحركية لطفل الروضة؛ ويعود ذلك لملاءمتها لطبيعته وميوله ورغباته، بالإضافة إلى تحقيقها للبهجة وللمتعة لدى الطفل، كما تعمل على تحفيزه للقيام بالتخيُّل والمحاكاة، وإكسابه للجديد من المعارف الرياضيّة.
تُعتبر القصة الحركية بمثابة مجموعة مُتكاملة من التمارين والحركة السهلة، وفي العادة يتم أخذها من المصادر التي يدركها الطفل، عن طريق بيئته المحيطة، وبمعنى أوضح من ثقافته وقصصه البيئيّة المألوفة، بالإضافة إلى أنَّ القصة تتلاءم مع إمكانيات بيئة الروضة التربوية وبصورة دائمة، فهي ليست بحاجة إلى وجود الإمكانيات العالية التكاليف، أو وجود الأجهزة العديدة، ولكنها تحتاج إلى الإمكانيات والأدوات البسيطة المتوفرة في الروضة.
وينبغي أن يتضمن محتوى القصة الحركية، على الحركات الجسمية المتنوعة، والأهداف المختلفة، حيث يقوم المعلم بوضعها؛ من أجل إتمام الأداء الحركي المنشود، فالقصة الحركية تشتمل على التخيُّل والحركات الجسمية، والتي يتمكن الطفل من خلالها التعبير عن تفاصيل القصة، وكما ينبغي أن تتلاءم القصة الحركية مع طبيعة جسم طفل الروضة، وميوله ومهاراته العضلية، بالإضافة إلى مُساهمتها في امتصاص طاقة الطفل الفائضة، وتجعل منها نشاطات هادفة.
ينبغي أن تتضمن القصة الحركية على حركات يقوم بها طقل الروضة بشكل طبيعي، من مشي، ركض، وقفز، كما ينبغي أن تتضمن على تمارين بنائية ومهارية، حيث يقوم الطفل بتخيّل الحركات المختلفة للأشياء وتقليدها، بشكل بسيط وسهل وبِحُريّة تامة، كما يستطيع المعلم إدخال الموسيقى؛ لتُصبح القصة مُشوّقة بصورة أكبر لطفل الروضة، مستخدماً الطفل الرّقص، كعنصر من النشاطات الحركية، والذي يقوم على خدمة الهدف من القصة.
تُعَدّ القصة الحركية من الطرق التي تتميّز بالتشويق والإثارة، والمرغوبة لدى أطفال الروضة؛ وذلك لأنهم يبتهجون عند قيامهم بتنفيذها، فهي تتوافق مع ميولهم حركياً وفكرياً، كا تُساهم القصة الحركية بمساعدة المعلم في عملية إكساب الأطفال للقيم والعادات السليمة والجيدة في مجتمعهم.
يقوم أطفال الروضة في القصة، بمطابقة تفاصيل القصة بحركات معينة، بحيث تتضمن على المعاني التي تُساهم بزيادة معارف الطفل، وإكسابه للخبرات، بالإضافة إلى اكتساب الطفل للّياقة الجسمية، من خلال تحويل هذه الأحداث إلى حركات ملائمة.