اقرأ في هذا المقال
- معاناة الأم الجديدة
- ما هو اكتئاب النفاس
- الفرق بين اكتئاب النفاس و”الكآبة النفاسية”
- أسباب اكتئاب النفاس
- أعراض اكتئاب النفاس
- تأثير اكتئاب النفاس على الأم والطفل
- العلاج والدعم لاكتئاب النفاس
معاناة الأم الجديدة
إنّ ولادة طفل جديد يعمل على تحفيز العديد من الأحاسيس القوية لدى الأم، التي تتراوح ما بين الفرح والإثارة والخوف والتوتر، فقد تصاب الأم بالاكتئاب، فمعظم الأمّهات الحديثات يعانون من اكتئاب النفاس بعد ولادة الطفل، الذي يشمل غالباً تغيرات في المزاج ونوبات البكاء والقلق وصعوبة النوم، في الغالب يبدأ اكتئاب النفاس أثناء الأيام الثلاثة الأولى بعد الولادة، قد يستمر لما يقارب الأسبوعين.
من الممكن أن يستمر الاكتئاب عند العديد من الأمهات لفترة أطول لعدة أسابيع يصاحبه أعراض أشد حدة، في حالات أُخرى من الممكن أن تظهر أعراض اضطرابات في المزاج، تعرف بذهان ما بعد الولادة وهي نادرة الحدوث، يكون العلاج السريع فعال في التغلب على الأعراض.
ما هو اكتئاب النفاس
اكتئاب النفاس هو اضطراب نفسي يحدث عادة في الأسابيع أو الأشهر الأولى بعد الولادة، ويمكن أن يستمر لفترات أطول إذا لم يتم علاجه بشكل صحيح. تختلف حدة الاكتئاب من امرأة لأخرى؛ بعض النساء يعانين من أعراض خفيفة ومؤقتة، بينما يعاني البعض الآخر من أعراض أكثر شدة وتستمر لفترات أطول.
يرتبط اكتئاب النفاس بالتغيرات الاجتماعية والكيميائية والنفسية التي ترتبط بولادة الطفل، يقوم بوصف العديد من التغيرات الجسدية والعاطفية التي تتعرض لها الأمهات الجدد، من التغيرات الكيميائية هذه الانخفاض السريع بمستوى الهرمونات بعد الولادة، مع العلم أنَّ الرابط الحقيقي ما بين هذا الانخفاض والاكتئاب ما زال غير واضح.
قد يكون سبب الرابط هو ارتفاع مستوى هرموني البروجيسترون والأستروجين، هما من الهرمونات التناسلية الأنثوية التي يفرزها الجسم بما يعادل عشرة أضعاف أثناء الحمل، فانخفاضهما الحاد فيما بعد الولادة وخلال الثلاثة أيام الأولى ستتناقص مستوياتهما لتعود إلى ما كانت عليه قبل الحمل، من الجدير بالذكر أنّ اكتئاب النفاس لا يعد علامةً على عدم محبة الأم لوليدها، إنَّما مشكلةٌ نفسيةٌ يمكن علاجها بالدعم والمشورة والعلاج الدوائي.
الفرق بين اكتئاب النفاس و”الكآبة النفاسية”
من المهم التمييز بين اكتئاب النفاس والكآبة النفاسية (Baby Blues). الكآبة النفاسية هي حالة مؤقتة وشائعة تعاني منها معظم الأمهات الجدد في الأيام الأولى بعد الولادة، وتتجلى في تقلبات المزاج، والقلق، والتعب. هذه الأعراض تكون خفيفة وتختفي عادة خلال أسبوعين بعد الولادة. أما اكتئاب النفاس فهو حالة أكثر شدة واستمرارًا، وقد يؤثر بشكل أكبر على الصحة النفسية والقدرة على القيام بالمهام اليومية.
أسباب اكتئاب النفاس
على الرغم من أن الأسباب الدقيقة لاكتئاب النفاس ليست واضحة تمامًا، إلا أن هناك مجموعة من العوامل التي قد تسهم في تطوره، ومنها:
التغيرات الهرمونية: بعد الولادة، تحدث تغييرات كبيرة في مستويات الهرمونات مثل الإستروجين والبروجستيرون. هذه التغيرات الهرمونية السريعة قد تؤثر على الحالة المزاجية وتزيد من احتمالية ظهور الاكتئاب.
الضغط العاطفي والجسدي: تجربة الولادة نفسها قد تكون مرهقة جسديًا وعاطفيًا. إضافة إلى متطلبات العناية بالمولود الجديد، يمكن أن تشعر الأم بالإرهاق الجسدي وعدم القدرة على التكيف مع الوضع الجديد.
قلة النوم: قلة النوم بسبب العناية بالطفل تؤدي إلى زيادة الإرهاق والتوتر، مما يجعل الأم أكثر عرضة للشعور بالاكتئاب.
التوقعات الشخصية والمجتمعية: بعض الأمهات يشعرن بالضغط لتحقيق صورة “الأم المثالية” وقد يعانين من الإحباط إذا لم تستطع تلبية توقعاتها الخاصة أو توقعات المجتمع.
العوامل النفسية السابقة: النساء اللواتي لديهن تاريخ سابق من الاكتئاب أو اضطرابات القلق قد يكن أكثر عرضة للإصابة باكتئاب النفاس.
أعراض اكتئاب النفاس
تتنوع أعراض اكتئاب النفاس من امرأة لأخرى، ولكن هناك بعض الأعراض الشائعة التي قد تشير إلى وجود هذه الحالة:
مشاعر الحزن الشديد والإحباط: قد تشعر المرأة بالحزن معظم الوقت، حتى في اللحظات التي يفترض أن تكون سعيدة.
فقدان الاهتمام أو المتعة: قد تفقد الأم الاهتمام بالأنشطة التي كانت تستمتع بها سابقًا، وتشعر بعدم القدرة على الاستمتاع حتى بالوقت مع طفلها.
التعب والإرهاق الشديد: قد تشعر المرأة بالإرهاق المستمر، حتى بعد الحصول على قدر كافٍ من النوم.
التغيرات في الشهية: قد تشهد المرأة تغييرات كبيرة في شهيتها، سواء بزيادة أو فقدان الشهية.
صعوبة التركيز واتخاذ القرارات: قد تجد المرأة صعوبة في التفكير بوضوح أو اتخاذ القرارات البسيطة.
القلق والتوتر المفرط: قد تكون هناك مشاعر قلق مستمرة، خاصة فيما يتعلق بالطفل والعناية به.
الشعور بالذنب أو العجز: قد تشعر الأم بأنها ليست أمًا جيدة أو بأنها تفشل في أداء دورها الجديد.
أفكار انتحارية: في الحالات الشديدة، قد تراود المرأة أفكارًا تتعلق بإيذاء نفسها أو طفلها.
تأثير اكتئاب النفاس على الأم والطفل
اكتئاب النفاس لا يؤثر فقط على الأم، بل يمكن أن يكون له تأثيرات طويلة الأمد على العلاقة بينها وبين طفلها. الأمهات اللاتي يعانين من اكتئاب النفاس قد يجدن صعوبة في إقامة علاقة عاطفية قوية مع الطفل، مما قد يؤثر على نموه النفسي والعاطفي. كما أن اكتئاب النفاس قد يزيد من مخاطر الإصابة بالاكتئاب لدى الأطفال في المستقبل.
العلاج والدعم لاكتئاب النفاس
من الضروري أن تتلقى المرأة التي تعاني من اكتئاب النفاس الدعم والعلاج المناسبين. هناك عدة طرق لعلاج اكتئاب النفاس، منها:
العلاج النفسي: العلاج بالكلام (مثل العلاج السلوكي المعرفي) يعتبر من العلاجات الفعالة للتعامل مع اكتئاب النفاس. يساعد هذا العلاج المرأة على فهم مشاعرها وتطوير استراتيجيات للتغلب على الاكتئاب.
الأدوية: في بعض الحالات الشديدة، قد يحتاج الأطباء إلى وصف مضادات الاكتئاب. ومع ذلك، يجب مراعاة تأثير الأدوية على الرضاعة الطبيعية والتحدث مع الطبيب حول المخاطر والفوائد.
الدعم الاجتماعي: دعم الأهل والأصدقاء يمكن أن يكون له تأثير كبير في تخفيف التوتر وتحسين الحالة النفسية للأم.
العناية الذاتية: الحصول على قسط كافٍ من النوم، تناول غذاء صحي، وممارسة النشاط البدني يمكن أن يساعد في تحسين الحالة المزاجية بشكل عام.
اكتئاب النفاس هو حالة نفسية تؤثر على العديد من النساء بعد الولادة، ويجب التعامل معها بجدية. من المهم أن تدرك الأمهات أنهن لسن وحدهن في هذا الأمر، وأن الدعم متاح من خلال العائلة والأصدقاء والمهنيين. العلاج المبكر والدعم النفسي يمكن أن يساعد في تخفيف الأعراض وتحسين جودة الحياة للأم وطفلها.