اقرأ في هذا المقال
- ما هو وقت الشاشة وتطور الطفل في منتسوري
- كيفية تضمين وقت الشاشة في أسلوب حياة منتسوري
- الخطوات البسيطة لمعلمي منتسوري للاستخدام الصحي لوقت الشاشة
تقترح ماريا منتسوري أن الأطفال الذين تقل أعمارهم عن 18 شهرًا يجب ألا يقضوا أي وقت أمام الشاشات (صفر دقائق)، ويجب أن يتمتع الأطفال في سن ما قبل المدرسة بوقت محدود للشاشة يخدم غرضًا أو هدفًا أو يمثل جزءًا واحدًا من التفاعل أو التجربة ولكن يجب أن يظل في نطاق من صفر دقيقة إلى ساعتين إجمالاً كل يوم.
ما هو وقت الشاشة وتطور الطفل في منتسوري
بعد ذلك من القواعد الأساسية الجيدة للأطفال من جميع الأعمار حتى المراهقين أن يكون لديهم ساعة إلى ساعتين فقط من وقت الشاشة إذا كان ذلك ممكنًا، واعتقدت ماريا منتسوري أن الأطفال يتعلمون من خلال التجارب ويجب استيعابهم بالكامل فيها، فالتجارب متعددة الأبعاد وتشمل جميع الحواس فالطفل يشاهد يستمع يلمس ومندمج في التجربة كبيرها وصغيرها.
ويستمر البحث في تنمية الطفولة المبكرة في إثبات أن نظريات منتسوري والتجارب تضع الأساس لانفجار الشبكات العصبية الذي يحدث في أدمغة الأطفال خلال هذه الفترة الحرجة، وتتطلب هذه المسارات العصبية محفزات من العالم الخارجي لكي تنمو، وتقدم الشاشات جزءًا فقط من التجربة، فبالتفكير في العودة إلى آخر مرة تم استخدام الشاشة فيها بالتأكيد كان المرء قادرًا على رؤيتها وسماعها، لكن هل يمكنه لمسها ولا تقصد مجرد لمس الشاشة.
فإن التجارب التي يمر بها الطفل خلال الفترة الحرجة، أي الفترة خلال سنوات ما قبل المدرسة، تشكل مستقبل الطفل بالكامل، فكيف تلعب الشاشات دورًا في نمو الطفل؟ حيث يقضي الأطفال ما يصل من 5 إلى 7 ساعات يوميًا أمام الشاشة، فما هو تأثير ذلك على تعليم الأطفال وإبداعهم وخيالهم والذي هو أساس نمو الطفل.
ففي عالم اليوم الذي يسير بخطى سريعة ومشغول، يمكن أن يكون من السهل والمريح ناهي عن الفعالية، تهدئة الطفل باستخدام الشاشة، ومع ذلك البحث أظهر أن قضاء الكثير من الوقت أمام الشاشات يمكن أن يعيق نمو الطفل وقدرته على التعلم، وارتبطت زيادة وقت الشاشة إلى ما بعد الإرشادات الموصى بها في الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 2 إلى 3 سنوات بأداء ضعيف عند الفحص لتحقيق المعالم التنموية بين 3 إلى 5 سنوات من العمر.
وأظهرت بيانات التصوير بالرنين المغناطيسي تغييرات كبيرة في بنية الدماغ للأطفال الذين أبلغوا عن أكثر من 7 ساعات من وقت الشاشة يوميًا، فالأطفال الذين قضوا أكثر من ساعتين من وقت الشاشة يوميًا سجلوا أيضًا درجات أقل في اختبارات التفكير واللغة، على الرغم من أن العديد من هذه النتائج لا تزال قيد البحث.
كما أن زيادة وقت الشاشات يزيد من معدلات السمنة، ويعطل أنماط نوم الأطفال والبالغين، ويرتبط بزيادة أعراض الاكتئاب لدى المراهقين وطلاب الجامعات، وأظهرت إحدى الدراسات لمنتسوري إنه إذا حدد طلاب الجامعات وقت الشاشة لأقل من 30 دقيقة في اليوم، فإن المشاركين يشعرون بالوحدة والاكتئاب بدرجة أقل.
نصائح منتسوري لتقليل وقت الشاشة في المنزل
فيما يلي بعض نصائح منتسوري لتقليل وقت الشاشة في المنزل:
١- أن لا يوجد أجهزة تلفزيون وأجهزة كمبيوتر في غرفة النوم.
٢- القيام بإيقاف تشغيل التلفزيون أثناء النهار.
٣- الاستمتاع بوجبة عائلية بعيدة عن الهواتف.
٤- عدم الأكل أمام الشاشة.
٥- غلق الشاشات قبل النوم بساعة وتخلص من الشاشات من روتين وقت النوم.
٦- مثل معظم الأشياء جعل وقت الشاشة وعدم وجوده جزءًا من الروتين اليومي.
ويتفق الخبراء أن الجميع يعيش في عالم تكنولوجي وأن الشاشات ضرورية في بعض الأحيان، لكن لديهم قواعد مماثلة في منازلهم مثل التلفزيون المحدود في أيام الأسبوع، وعدم وجود شاشات أثناء العشاء وقبل النوم، وعندما يقضون وقتًا أمام الشاشة، يعمل الخبراء على مشاهدة التلفزيون في وقت عائلي ويشاهدون معًا لخلق تجارب أكثر فائدة.
الجانب الإيجابي للشاشات من وجهة نظر منتسوري
الشاشات ليست كلها سيئة ويمكن استخدامها لزيادة الارتباط بالطفل، فإذا كان الأهل يستخدمون الشاشات مع الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة، فيجب التأكد من أن المحتوى تفاعلي ويشتمل على أكبر عدد ممكن من الحواس، وتتمثل إحدى طرق تحقيق ذلك في ممارسة اللعبة أو استخدام الشاشة مع الطفل، وبهذه الطريقة يمكن مناقشة المحتوى والمشاركة في اللعبة للمساعدة في تعزيز اللغة والتنمية الاجتماعية.
ومثل معظم الأشياء يمكن أن تكون الشاشات مفيدة عند استخدامها باعتدال، ويمكن أن يساعد استخدام الشاشات خلال فترات قصيرة مثل الاستحمام، أو وضع المولود الجديد في الفراش، أو طهي العشاء، أو وضع حمولة من الغسيل في القيام بمهام متعددة بنجاح، ويمكن أن يكون وقت الشاشة أيضًا جزءًا من وقت العائلة ويسمح للعائلة بالتفاعل مع بعضهم البعض وتقوية روابطهم.
وعند التفكير في الشاشات يجب استخدم إرشادات (AAP) للمساعدة في بناء الروتين اليومي والتفكير في الصورة الكبيرة، ويمكن دمج أجهزة التلفاز وأجهزة الكمبيوتر والهواتف الذكية في العائلة بنجاح بطريقة تناسب جميع أفراد الأسرة.
كيفية تضمين وقت الشاشة في أسلوب حياة منتسوري
كلما زاد الوقت الذي يقضيه الأطفال مع الشاشات، قل الوقت الذي يقضونه في التفاعل مع الآخرين أو في التدريب العملي واللعب الإبداعي، وكلاهما ثبت إنه مهم للتعلم، وتم اختراع الشاشات في عصر جاء بعد أن طورت ماريا منتسوري منهجيتها التعليمية ولكن ما نعرفه هو أن التعلم بأسلوب منتسوري يشجع:
١- حرية الحركة منذ الولادة.
٢- اللعب المستقل.
٣- بيئة مُعدة وهادفة تدعم نمو الطفل.
٤- التلاعب البيئي وهي علاقة عملية وحسية مع المنزل والمدرسة والطبيعة.
كما أن وقت الشاشة الزائد أو بدون قواعد وحدود محددة (كجزء من روتين الحياة المنزلية) لديه القدرة على إعاقة هذه المبادئ المستندة إلى منتسوري لتنمية الطفل وتعلمه على النحو الأمثل، وأطلقت مفوضة الأطفال حملة رقمية 5 في اليوم العملية وهي عملية للعائلات التي تعيش في عالم حديث يتمحور حول التقنية، وتعكس اهتمامات الوالدين وكذلك سلوك الأطفال واحتياجاتهم، استنادًا إلى خمس خطوات لتحسين الصحة العقلية المستندة إلى الأدلة من منتسوري.
الخطوات البسيطة لمعلمي منتسوري للاستخدام الصحي لوقت الشاشة
الاتصال
مع نمو الأطفال سيصبح الحفاظ على الصداقات والعلاقات الأسرية عبر الإنترنت جزءًا من الحياة، ومن المهم إجراء محادثة معهم حول من يتواصلون معه وإعدادات الخصوصية الخاصة بهم، والتذكر إبقاء الحوار مفتوحًا والتحدث مع الطفل لفهم كيف يقضون وقتهم وحتى يتمكنوا من القدوم لطلب المساعدة إذا احتاجوا لذلك.
في حين أن العديد من الأطفال يستخدمون ببساطة شاشة لمشاهدة برامجهم التلفزيونية المفضلة أو لعب ألعابهم المفضلة، لا يزال من المهم التأكد من أن هناك إعدادات الخصوصية المناسب على أي شاشة قد يستخدمونها.
أن يكون يكن فعالا
النشاط مهم جدًا للصحة العقلية ويجب أن يكون لدى جميع الأطفال وقت للتوقف والتحرك، بعبارة أخرى لا يتعلق الأمر فقط بإيقاف تشغيل الشاشة ولكن استبدال الوقت بشيء ممتع ونشط.
الحصول على الإبداع
يوفر الإنترنت للأطفال فرصًا غير محدودة للتعلم والإبداع، ولا يلزم قضاء الوقت الذي تقضيه أمام الشاشة في استهلاك المحتوى بشكل سلبي، ويمكن أن يكون تعليميًا وإبداعيًا ويمكن أن يوفر فرصًا لبناء المهارات لحياة لاحقة.
الإبلاغ عن السلوك السلبي للآخرين
بالإضافة إلى استخدام الإنترنت للتعرف على كيفية المشاركة في المخططات الخيرية المحلية والوطنية، يمكن للأطفال أن يقدموا للآخرين من خلال أنشطتهم اليومية من خلال تقديم ملاحظات إيجابية ودعم للأصدقاء والعائلة بالإضافة إلى الإبلاغ عن السلوك السلبي للآخرين.
أن يكون يقظا
فمن المهم الانتباه إلى مقدار الوقت الذي يقضيه الطفل أمام الشاشة أو عبر الإنترنت وتشجيعه على الانتباه إلى ما يشعر به ذلك، كما هو الحال مع اكتشاف طرق لإدارة ذلك معًا.
وفي الخاتمة تشير ماريا منتسوري إلى أن حلم الآباء هو أن يعيش أطفالهم حياة متوازنة، حيث يقضون الوقت في استكشاف عالمهم من خلال القراءة والجري واللعب والملاحظة والمشاركة والتواصل الاجتماعي، ونعم التعلم من العالم الرقمي أيضًا، وإذا كانوا يقودوها بالقدوة وتأكدوا من استثمار الوقت والطاقة في أطفالهم وشغفهم واهتماماتهم سيكونون على الطريق الصحيح لرعاية شخص صغير سعيد وناجح.