ما هي أجزاء التقييم النفسي؟

اقرأ في هذا المقال


التقييم النفسي هو محاولة من محترف ماهر وعادة ما يكون طبيب نفسي، لاستخدام تقنيات وأدوات علم النفس لتعلُّم حقائق عامة أو محددة عن شخص آخر، إمّا لإبلاغ الآخرين بكيفية عملهم الآن أو للتنبؤ بسلوكهم في المستقبل.

ما هي أجزاء التقييم النفسي؟

كثيراً ما يستخدم التقييم النفسي الاختبارات النفسية والتي عادة لا تتضمن إجراءات أو خطوات محددة، يساهم في بعض عمليات اتخاذ القرار في بعض المشاكل، غالباً عن طريق إعادة تعريف المشكلة أو تقسيم المشكلة إلى أجزاء أصغر أو تمييز أجزاء من المشكلة، يتطلب من الفاحص النظر في البيانات وتقييمها ودمجها، ينتج نتائج لا يمكن تقييمها على أسس القياس النفسي فقط أقل روتينية وغير مرنة وأكثر فردية.

غالباً ما تكون نقطة التقييم هي التشخيص أو التصنيف، هذه هي عملية وضع الشخص في فئة محددة بدقة، يتيح لنا ذلك أن نفهم سريعاً ما هي عليه بشكل عام وتقييم وجود الخصائص الأخرى ذات الصلة بناءً على الأشخاص المشابهين لهم.

المقابلة:

يمكن إجراء المقابلة بعدة طرق ولأغراض متنوعة، على سبيل المثال شفهياً وجهاً لوجه، ماذا يقول العميل؟ ما مقدار المعلومات التي هم على استعداد أو قادرون على تقديمها؟ يوجد أيضاً الطريقة شبه اللفظية، كيف يتحدث العميل؟ ما هو إجادتهم للغة وما مدى اختيار كلماتهم بشكل جيد؟ هل يلتقطون الإشارات غير اللفظية في الكلام وأخذ الأدوار؟ ما مدى تنظيم كلامهم؟

من طرق إجراء المقابلة أيضاً الوضع، هل العميل متعاون؟ هل مشاركتهم طوعية؟ لأيّ غرض تجري المقابلة؟ أين تجري المقابلة؟ هناك نوعان من المقابلات وهي منظمة أو غير منظمة، المقابلة السريرية المنظمة لـ (DSM-III-R) وهي كما يوحي الاسم، مثال منظم للغاية، هو مصمم لتقديم تشخيص للعميل من خلال استجواب مفصل للعميل في صيغة الاختيار الإجباري (نعم / لا)، يتم تقسيمها إلى أقسام مختلفة تعكس التشخيص المعني.

غالباً ما تستخدم المقابلات المنظمة أسئلة مغلقة والتي تتطلب إجابة بسيطة محددة مسبقاً، أمثلة على الأسئلة المغلقة هي (متى بدأت هذه المشكلة؟ هل كان هناك أي ضغوط معينة تحدث في ذلك الوقت؟ هل يمكن أن تخبرني كيف بدأت هذه المشكلة؟)، المقابلات المغلقة هي الأنسب لجمع معلومات محددة، يمكن استخدام المقابلات للأغراض السريرية (مثل SCID-R) أو لأغراض البحث مثل تحديد التطور الأخلاقي أو حالة الأنا.

يمكن أن تكون المقابلات الأخرى أقل تنظيم وتسمح للعميل بمزيد من التحكم في موضوع المقابلة واتجاهها، تعد المقابلات غير المنظمة أكثر ملاءمة لجمع المعلومات العامة والمقابلات المنظمة لجمع معلومات محددة، غالباً ما تستخدم المقابلات غير المنظمة أسئلة مفتوحة تطلب مزيد من الشرح والتفصيل من جانب العميل، أمثلة على الأسئلة المفتوحة هي (ماذا كان يحدث في حياتك عندما بدأت هذه المشكلة؟ كيف شعرت حينها؟ كيف بدأ كل هذا؟) المقابلات المفتوحة هي الأنسب لجمع المعلومات العامة.

الملاحظات السلوكية:

كيف يتصرف الشخص؟ هل هو متوتر وهادئ ومتعجرف؟ ماذا يفعلون ولا يفعلون؟ هل يتواصلون بالعين ويحافظون عليه؟ كيف يجلسون بالقرب من الطبيب؟ غالباً ما تكون ملاحظات السلوك من أهم المعلومات التي يمكن جمعها، يمكن استخدام الملاحظات السلوكية سريرياً مثل إضافة معلومات للمقابلة أو لتقييم نتائج العلاج أو في إعدادات البحث؛ لمعرفة العلاج الأكثر كفاءة واختيار الاختبار الأنسب.

الموثوقية والصلاحية:

تشير الموثوقية إلى اتساق نتائج الاختبار، على سبيل المثال لا يُفترض أنّ معدل الذكاء يختلف كثيراً من أسبوع لآخر، على هذا النحو يجب أن تكون نتائج الاختبار من اختبار الذكاء موثوقة للغاية، من ناحية أخرى لا تدوم حالات الحالة المزاجية العابرة طويلاً، كما أنّه لا ينبغي أن يكون قياس مثل هذه الحالات المزاجية موثوق به على مدى فترات طويلة من الزمن.

قد يظل قياس الحالة المزاجية العابرة موثوق به إذا كان يرتبط جيداً بالاختبارات أو الملاحظات السلوكية الأخرى التي تشير إلى حالات الحالة المزاجية العابرة، أمّا الصلاحية فتشير إلى مدى جودة الاختبار الذي يقول إنّه يفعله، بطريقة بسيطة تهبنا الصلاحية بما إذا كانت المطرقة هي الأداة الصحيحة لإصلاح كرسي وتخبرنا الموثوقية بمدى جودة المطرقة لدينا.

سيكون اختبار الذكاء بناءً على لون العين، على سبيل المثال الأشخاص ذوو العيون الزرقاء أكثر ذكاءً من الأشخاص ذوي العيون البنية، يمكن الاعتماد عليه بالتأكيد، لأنّ لون العين لا يتغير لكنّه لن يكون صحيح للغاية؛ لأنذ معدل الذكاء ولون العين ليس لهما الكثير ليفعله مع بعض، تم تصميم القواعد لتخبرنا بما تعنيه نتيجة القياس بالنسبة إلى النتائج الأخرى.

يجب أن تكون العينة المعيارية ممثلة جداً لعيّنة الأشخاص الذين سيخضعون للاختبار، بالتالي إذا تم استخدام اختبار على عامة السكان، فيجب أن تكون العينة المعيارية كبيرة وتشمل أشخاص من خلفيات متنوعة إثنياً وثقافياً، كما تشمل أشخاصاً من جميع مستويات الدخل والحالة التعليمية.

يحق للمتقدم للاختبار الحصول على توجيهات الاختبار بالإضافة إلى شرح نتائج التقييم بلغة يمكنهم فهمها، للحفاظ على سرية تلك المعلومات ضمن الحدود الموعودة أثناء الموافقة المستنيرة، لتوضيح نتائج الاختبار لهم بطريقة هادفة، في معظم الحالات معرفة لمن وكيف تمت مشاركة هذه النتائج.

معايير الاختبارات النفسية والتربوية:

  • مطور الاختبارات: قد تكون شركة أو فرد أو مدرسة، يتحمل مطور الاختبارات مسؤوليات معينة في تطوير الاختبارات وتسويقها وتوزيعها وتثقيف مستخدمي الاختبار.
  • مستخدم الاختبار: قد يكون مستشار أو طبيب أو مسؤول شخصياً، يتحمل مستخدم الاختبار مسؤوليات معينة في اختيار الاختبارات واستخدامها وتسجيلها وتفسيرها والاستفادة منها.
  • متقدم للاختبار: قد يكون هذا العميل في كثير من الحالات، يتمتع المتقدم بالاختبار بحقوق معينة فيما يتعلق بالاختبارات واستخدامها والمعلومات المكتسبة منها.
  • مُستخدم الاختبار: قد يكون المتقدم للاختبار ولكن في حالات أخرى، قد ترسل شركة أو مؤسّسة شخصاً للاختبار، بالتالي تتمتع المنظمة أيضاً بحقوق معينة فيما يتعلق بالاختبارات واستخدامها والمعلومات المكتسبة منها.

أنواع أساسية من الاختبارات:

  • الاختبارات التعليمية الجماعية مثل اختبار الإنجاز.
  • اختبارات القدرة والتفضيل مثل (Myers-Briggs).
  • اختبارات LD وعلم النفس العصبي مثل (Halstead Reitan Battery).
  • اختبارات الذكاء الفردية مثل (WAIS) و (WISC).
  • اختبارات الجاهزية مثل اختبارات الجاهزية الحضرية.
  • اختبارات الشخصية الموضوعية مثل (MMPI2) أو (PAI).
  • الاختبارات التي يتم إجراؤها ذاتيًا وتسجيل الدرجات والمفسرة، مثل اختبارات تأهيل مستخدم قاعدة البيانات.

إرشادات لمستخدم الاختبارات النفسية:

أولاً: القيام بإنشاء دليل يحتوي على جميع المعلومات ذات الصلة، مثل تطوير الاختبار والغرض منه ومعلومات عن الإدارة الموحدة والتسجيل وبيانات عن جمع وتكوين عينة التقييس، كذلك معلومات عن موثوقية الاختبار وصلاحيته ومعلومات كافية للمستهلك المتعلم؛ لتحديد الاستخدام المناسب وغير المناسب للاختبار ومراجع للأبحاث المنشورة ذات الصلة بشأن الاختبار واستخدامه.

أيضاً معلومات عن التفسير الصحيح والتطبيق والمصادر المحتملة لسوء الاستخدام، بالإضافة إلى أيّ تحيّز في بناء الاختبار أو استخدامه دعم المعلومات المقدمة مع البيانات.

ثانياً: يجب الالتزام بجميع الإرشادات الأخلاقية المتعلقة بالإعلان عن مواد الاختبار وتوزيعها وتسويقها، يجب على مستخدم الاختبار أن يكون على دراية بحدود الاختبارات، فيما يتعلق بالصلاحية والخطأ القياسي في القياس وفترات الثقة، فضلاً عن التفسير المناسب للأداة واستخدامها، إذا كان هناك شك في شيء معين حول الاختبارات، فيفضّل قراءة الكتاب السنوي للقياس العقلي أو الاختبارات المطبوعة أو المعايير الفنية المشتركة للاختبارات التربوية والنفسية.

ثالثاً: يجب أن يقوم مستخدم الاختبار بتقييم كفاءته فيما يتعلق باستخدام اختبار أو كفاءة من توظفه لهذا الغرض، حيث يجب الالتزام بالاستخدام المناسب للاختبار وأن يكون على دراية بأيّ تحيّز في الاختبار أو خصائص العميل التي قد تقلل من صحة نتائج الاختبار أو تفسيرها والإبلاغ عنها بتقرير الاختيار والبيانات والتفسير والتطبيق.

رابعاً: يجب حماية أمان الاختبار، حيث يكون هذا الأمان أمر حيوي لاختبار الموثوقية والصلاحية، يجب أن يكون المستخدم على دراية بمخاطر خدمات الاختبار الآلي والتأكد من أنّه يجب استخدامها من قبل المتخصّصين فقط، كذلك إبلاغ العميل المراد اختباره فيما يتعلق بالغرض والاستخدام المحتمل وإمكانية تطبيق مواد ونتائج الاختبار، بالإضافة إلى الأشخاص الذين من المحتمل أن يتمكنوا من الوصول إلى النتائج.

يتحمل مستخدم الاختبار مسؤولية معرفة أنّ النتائج متاحة واستخدامها فقط من أجل التقييم ومن هم محددون في اتفاقية الموافقة، يجب حذف المعلومات القديمة بانتظام من السجلات واستخدام اختبار جيد، يتطلب الاستخدام الجيد للاختبار:

  • تقييم شامل باستخدام التاريخ ودرجات الاختبار.
  • قبول مسؤولية الاستخدام الصحيح للاختبار.
  • النظر في الخطأ المعياري للقياس والمعرفة السيكومترية الأخرى.
  • الحفاظ على سلامة نتائج الاختبار (مثل الاستخدام الصحيح لدرجات القطع).
  • التهديف الدقيق.
  • الاستخدام المناسب للمعايير.
  • الاستعداد لتقديم ملاحظات تفسيرية وإرشادات للمتقدمين للاختبار.
  • الاختبار الجيد موثوق به وصالح وله معايير جيدة.

المصدر: الاختبارات النفسية، سوسن شاكر مجيدالاختبارات النفسية، د.فيصل عباسالاختبارات النفسية العصبية، سعيد بن سعد زهرانأسس بناء الاختبارات والمقاييس النفسية والتربوية، سوسن شاكر مجيد


شارك المقالة: