تُعتبر تربية الأطفال من العمليات المُنظَّمة، والمستمرة، وهي عملية بالغة الأهمية من أجل تكوين شخصية الطفل، بحيث يكون قادراً على التصرُّف باستقلاليّة، وأن يُميّز بين المقبول والمرفوض، بالإضافة إلى تمكُّنه من إدراك واجباته تجاه الآخرين.
المبادئ المهمة في تربية طفل الروضة:
تُعَدُّ عملية قيام الأهل بتربية طفل الروضة وصقل شخصيّته أمراً ضرورياً، ولكن ينبغي أن لا تنحصر هذه العملية على توجيه التعليمات والإرشادات فقط، حيث يوجد العديد من المؤثّرات التي تشارك بعملية التربية، ومثال ذلك علاقة الطفل بالأهل، الأصدقاء، وسائل الاتّصال الحديثة، وفي ظل وجود كل هذه المُؤثّرات، تُصبح عملية التربية صعبة للغاية، كما يتوجّب على الأهل القيام بكلّ ما يُمكن عمله، لغرس الحصانة في نفس الطفل تجاه المؤثّرات السلبية، ويوجد العديد من المبادئ المهمة لتربية طفل الروضة، والتي من شأنها أن تجعل من التربية عملية مُحددة الهدف وتتّسم بالتوجيه، ونذكر منها:
معرفة طفل الروضة:
تكون معرفة الطفل من خلال فهم الأهل لخصائصه التي يتميّز بها في هذه الفترة العمرية، وفهم الدّوافع لتصرُّفاته المختلفة، وإمكانيّة الدخول إلى عالم الطفل الداخلي، كما يتوجّب على الأهل أن ينتبهوا لأحاسيس ومشاعر الطفل، وعدم السُّخرية منها، ومحاولة معرفة أسبابها مهما كانت.
اللباقة التربويّة:
حيثُ تكون العلاقة بين الأهل وطفل الروضة مبنيّة على أساس الاحترام، ومحاولة الأهل التَّقرُّب من الطفل بما يتناسب مع حالته النفسيّة، وفي حال تلاشي وجود هذا المبدأ، سيؤدي ذلك حتماً إلى خسارة التَّفاهم بين الطفل والأهل، كما توجد بعض الأساليب الخاطئة في التربية، والتي يستخدمها البعض، كتوجيه الانتقادات للطفل بوجود أصدقائه، أو الدِّفاع الشديد عن الطفل مع العلم بأنَّه مُذنب، فهذه الأساليب تضرُّ الطفل إلى حدٍ كبير.
طبيعة المناخ العائلي:
عندما تكون العلاقة بين والديّ طفل الروضة يسودها التّفاهُم المُتبادل، ويشعران بمسؤوليّة التربية تجاه طفلهم، عندئذ ينشأ الطفل ودوداً، أما إذا كانت العلاقة بين الوالدين غير ذلك، حيثُ يسودها الشِّجار، ففي هذه الحالة لن يتمكّنا من تربية الطفل بشكل سليم، بالإضافة إلى إيذاء نفسيَّته، وينعكس سلباً على صحة ودراسة الطفل.
أفعال الأهل الموحَّدة:
يُعتبر هذا المبدأ من المبادئ الجوهريّة في تربية الأهل لطفل الروضة، حيثُ يتوجّب على الأهل أن يعملوا بوفاق وبنفس الاتِّجاه، كما ينبغي أن يقوم الأهل بالاتّفاق على طبيعة تصرُّفاتهم في الظروف المهمّة فيما يختصُّ بتربية الطفل، كما ينبغي أن يعملوا على تدريب طفل الروضة على التنظيم، حبِّ العمل، والاهتمام بدراسته.