اقرأ في هذا المقال
- ما هي فلسفة ماريا منتسوري في علم النفس التجريبي
- المبدأ الأساسي لمنهج منتسوري التربوي
- فلسفة منتسوري ونهجها في علم النفس التنموي
من خلال التحليل الفلسفي لانتقادات طريقة منتسوري لعلم النفس تهدف ماريا منتسوري إلى إظهار الصلة الدائمة لتلك الانتقادات، حيث ترى ماريا منتسوري أن علم النفس التجريبي أساسي للفلسفة والتربية.
ما هي فلسفة ماريا منتسوري في علم النفس التجريبي
تعترض منتسوري على علم النفس التجريبي في عصرها بأربع طرق: باعتبارها منفصلة عن الممارسة، وقصر نظرها، واستنادًا بشكل مفرط إلى أساليب من العلوم الفيزيائية، وبشكل أساسي على أنها تعرض فحوصات مفصلة للبشر خاصة الأطفال في ظل ظروف غير طبيعية.
بدلاً من هذه المعايير السائدة تقترح منتسوري نموذجًا للمعلم والعالِم في بيئة مُعدة خصيصًا، والذي يمكنه المشاركة في مراقبة مستمرة ومتحمس للأطفال الطبيعيين، بالاعتماد على مجموعة متنوعة من النصوص والمحاضرات المنشورة حديثًا.
ماريا منتسوري كانت طبيبة وأصبحت طبيبة نفسية وأسست علم أصول التدريس الجديد القائم على الملاحظة الدقيقة للأطفال والمعلمات من قبلها نهج مميز لعلم النفس التطوري، وولدت ماريا منتسوري في إيطاليا عام 1870.
وعندما كانت طفلة أصرت ضد رغبات والدها أن تسجل كالفتاة الوحيدة في مدرسة لمهندسي المستقبل، بحلول عام 1890، وهي كانت واحدة من أوائل النساء الملتحقات بكلية الطب بجامعة روما، وصعدت بسرعة إلى طليعة فصلها في كلية الطب واكتسبت تقدير أحد رواد علماء النفس في ذلك الوقت، إلى جانب سانتي دي سانكتيس وجوزيبي مونتيسانو، اللذين ذهب كلاهما فيما يتعلق بلعب أدوار محورية في علم النفس التجريبي.
في عام 1896 عندما تخرجت من الجامعة بأطروحة في علم النفس التجريبي بدأت العمل في نفس السنة في علم النفس التجريبي في المستشفيات العامة في روما، وبحلول عام 1900 كانت تدرس دورات في الأنثروبولوجيا التربوية وتعمل في مستشفى للأمراض العقلية متخصص في علاج وتعليم الأطفال.
وفي هذا السياق تعاملت مع كتابات جان مارك وغاسبار إيتارد وإدوار سيغان، وفي عام 1902 عادت إلى الجامعة وهي طالبة في الفلسفة، وواصلت مشاركتها في التطور الوضعية لسيرجي ودي سانكتيس، وبحلول عام 1906، كانت تدرس دورات في الأنثروبولوجيا التربوية في المدرسة التربوية بجامعة روما.
جاءت اللحظة المحورية في تحولها لتصبح رائدة عالميًا في تعليم الأطفال 1907، عندما تمت دعوتها لإدارة بيت الأطفال الذي سيكون جزءًا من نهج تقدمي جديد إلى مساكن منخفضة التكلفة، وكان لديها سيطرة كاملة على هذا الفصل واستخدمته كمختبر للتقنيات التربوية.
المواد التعليمية الجديدة في منهج منتسوري
وفي هذا السياق الموصوفة بالتفصيل في منتسوري طورت طرقًا ومواد تعليمية جديدة وصاغت المبادئ الأساسية لفلسفتها التربوية في علم النفس التجريبي، وسافر الزوار إلى إيطاليا لدراسة أساليبها التعليمية، وتدريب المعلمين على طريقتها وتقديم أفكارها حول تنمية الأطفال وطرق التدريس المستنيرة علميًا.
وقضت بقية حياتها في تطويرها علم أصول التدريس من خلال تطبيق المزيد من الدقة النظرية، ودمج المزيد من النتائج التجريبية، وتوسع نطاق تعليمها ليشمل جميع مراحل الحياة من الرضاعة حتى سن الرشد، وروّجت لها الفلسفة من خلال الكتب والمحاضرات والمنشورات، والدورات التدريبية الدولية التي من شأنها تجهيز الآخرين لتعليم الأطفال وفقا لطريقتها.
المبدأ الأساسي لمنهج منتسوري التربوي
المبدأ الأساسي لمنهج منتسوري التربوي هو اتباع الطفل، أي منح الطفل كاملًا الحرية مع توفير الموارد التي يحتاجها الطفل لاستخدام هذه الحرية بشكل جيد، وهذه الحرية ليست ذات رخصة طائشة بالنسبة لمنتسوري، فإن الإشارة إلى أن الطفل لديه بيئة مواتية للحرية هو إنه طفل يجد فرصًا للاهتمام المستمر بالعمل الذي يختاره ذاتيًا.
وبالتالي يجب على المربي توفير بيئة معدة بعناية مع موارد كافية للطفل ليختار بحرية العمل الذي يدعمه الانتباه ويعزز النمو، ويجب على المربي بعد ذلك السماح للطفل بتطوير نفسه، وفي سياق ملاحظاتها عن الأطفال لاحظت منتسوري فترات حساسة مميزة لتطور الصفات والمهارات النفسية الدقيقة.
وأولت اهتماماً دقيقا لظهور الإدراك والمهارات الاجتماعية والطبيعة المتجسدة أساسًا لهذه المهارات، وقد طورت الأنشطة والظروف المادية لدعم التقدم خلال الفترات الحساسة، ولقد أوضحت نهجاً فريداً للشخصية والتنشئة الاجتماعية للبشر من الطفولة حتى سن الرشد، وطبقت لها أفكار لفهم التقدم البشري بشكل عام وحتى الدعوة إلى التغيير السياسي من خلال التعليم.
فلسفة منتسوري ونهجها في علم النفس التنموي
تنتشر فلسفة منتسوري الشاملة ونهجها في علم النفس التنموي من خلال العديد من المنشورات والمحاضرات، وأهم المصادر على وجه التحديد فهم نهج منتسوري للنظرية التطورية هو الأنثروبولوجيا التربوية، حيث تتناول مباشرة النظريات التطورية لمعاصريها، لها المواد الأولية خاصة من الطفولة إلى المراهقة وتثقيف القدرات البشرية.
حيث تصف كيف أن الطبيعة الأساسية يجب أن تعلم الأطفال في المدارس الابتدائية دراسات عرضية مثل اللاوعي في التاريخ التي تتناول موضوعات ميتافيزيقية مباشرة، ونهجها يأتي في علم النفس التنموي بشكل أفضل في طريقة منتسوري، وتحديداً من حيث ارتباطها بالسير فرويد السر الطفولة.
وفي بقية هذا المدخل نهج منتسوري العام للتطور المميز له حساب الطبيعة الصحيحة لعلم النفس التنموي، ثم تطرق بإيجاز إلى كيفية تطورها لعلم النفس الذي يتعلق بتربيتها، والتطور والجنين الروحي كانت إحدى الأفكار النظرية الرئيسية لمنتسوري هي مفهومها عن الجنين الروحي.
وهو مفهوم أن البشر يولدون في مرحلة نفسية جنينية، وجوهرياً هذا يعني أن يقوم الأطفال بتكوين هياكلهم النفسية الأساسية خلال الستة الأولى وخاصة الثلاثة الأولى من سنوات العمر، ومن الناحية المنهجية فإنه يعني إنه يمكن استخدام العديد من مبادئ علم الأجنة لفهم تنمية الطفولة المبكرة، وبشكل منهجي، فإن التركيز على علم الأجنة يُعلم مفهوم منتسوري الكامل للأنظمة البيولوجية وحتى نظريتها في التطور.
نظريات مختلفة من التطور عند منتسوري
في واحدة من أقدم دراسات منتسوري ناقشت صراحة نظريات مختلفة من التطور، وبينما تعترف بالقيادة المجيدة لداروين، الذي يصف نظريته إلى جانب نظريتي للسير لامارك وسانت هيلير بأنها نظرية ميكانيكية أو مادية من التطور التي بموجبها تعتبر البيئة السبب الرئيسي لتطور أشكال عضوية.
وبفضل تفضيلها على مثل هذه النظريات، فإنها تؤيد نظريات أخرى أقل شيوعًا كنظريات التطور التي اقترحها كارل نايجيلي وجريجور مندل، وخاصة هوغو ديفريس، ويتم إبلاغ هذه النظريات أكثر من خلال التحقيق الدقيق في البيولوجية التنمية.
وهم ينسبون تنوع الأنواع إلى أسباب داخلية وليست خارجية أي إلى نشاط عفوي مزروع في الحياة نفسها، ومماثل لما يشهده المرء في تطوير كائن حي فردي، من الخلية البدائية حتى التطور الكامل النهائي.
ومن الناحية المنهجية فإن الخطوة الرئيسية هنا هي الإيحاء بوجود تشابه بين تطور الكائنات الحية الفردية وتطور الأنواع، وجوهرياً هذا يؤدي إلى التركيز على الدوافع الداخلية للتطور التطوري، وإلى حد ما هذا الجانب من موقف منتسوري ضمني بالفعل في نظرية داروين وأصبح الآن عقيدة بيولوجية قياسية.