يتطلّب العمل في مجال رياض الأطفال جهداً كبيراً والقيام بمهماتٍ مركبةٍ؛ وذلك لأن تأثير المعلم على الأطفال سوف يكون بطريقة مباشرة وأخرى غير مباشرة.
فالتأثير المباشر يكون من خلال تفاعل المعلم مع الأطفال، أما التأثير غير المباشر يكون من خلال تهيئة المعلم لمكان الروضة والأنشطة المراد تنفيذها.
مسؤوليات معلم رياض الأطفال
يمكن القول إنَّ مسؤوليات معلم رياض الأطفال هي تحدٍ كبير وأنَّها مُجزية في آن واحد، حيث يتوجّب على المعلم أن يقف أمام كل تحدٍ يواجهه سواء كان في مجال التخطيط لمنهاج يناسب قدرات أطفال الروضة، أم كان في مجال تصميم الأنشطة التعليميّة، بالإضافة إلى قدرته على حلّ المشكلات التي تواجهه داخل الغرفة الصفيّة.
وقد يشعر المعلم في بعض الأحيان بضعف العزيمة وخاصة عند حدوث التغيرات المراد تحقيقها بشكل بطيء، ولكن عندما يحقق المعلم التغيرات المنشودة فإنَّه سيرى بأنَّ الجهد والوقت المبذول لإحداث تلك التغيرات يستحقان ذلك. وتتضمن مسؤوليات معلم رياض الأطفال عدة أمور:
معرفة كيف ينمو الأطفال ويتطورون
يجب على معلم رياض الأطفال أن يكون على دراية شاملة بنمو وتطوّر الطفل، وعليه أيضاً أن يستوعب ميول الأطفال وقدراتهم؛ لأنَّ هذا الاستيعاب سوف يساعد المعلم على تصميم منهاج وأنشطة تعليميّة تعمل على تطور الطفل من الناحيّة المعرفيّة وتشجيع الطفل على التحدي والاستكشاف.
ومن الطبيعي أن يلاحظ المعلم من خلال عمله مع أطفال الروضة وجود فروقات فرديّة بين الأطفال، لذا يتوجب على المعلم تعليم الأطفال كيفيّة التعامل والتفاعل بطريقة إيجابية، بالإضافة إلى تعليم الأطفال التعاون والتواصل والتوافق مع الآخرين، وهذا يتطلّب من المعلم أن يستخدم وسائل الإرشاد المناسبة لتحقيق التغيرات المطلوبة.
التخطيط لمنهاج تعليمي ملائم تطوريا
إنَّ معلم رياض الأطفال هو المسؤول عن التخطيط للمنهاج، بحيث يكون هذا المنهاج مناسب للطفل من جميع النواحي المعرفيّة والجسديّة والانفعاليّة والاجتماعيّة، حيث لا بدّ من أن يعمل المعلم على إكساب الأطفال المعلومات التي تجعلهم مؤهلين لإدراك عالمهم المحيط.
أمَّا بالنسبة لتطور الأطفال من الناحية الجسديّة فإنَّه يكون من خلال تنمية مهارات الطفل الحركيّة، وذلك عن طريق التمارين الجسميّة المختلفة.
ويُعتبر تطوير الطفل من الناحية الانفعاليّة أمراً مهماً أيضاً؛ لأنَّ الطفل يحتاج إلى أن يفهم نفسه، وأن يعرف كيف يُعبّر عن مشاعره.
ويتمثّل التطور الاجتماعي في أن يتعلّم الطفل التفاعل مع الآخرين بطريقة إيجابيّة.
إعداد البيئة التعلمية التعليمية
يتطلّب من معلم رياض الأطفال إعداد بيئة تعلّميّة جذّابة، حيث تعمل على تحفيز الأطفال للتعلّم والاستكشاف والإبداع، كما يتطلّب من المعلم أن يقوم بتزويد الأطفال بالمواد والأدوات اللازمة كي يتمكّن الطفل من تنفيذ الأنشطة بنجاح، فذلك يؤدي إلى تطور الطفل من جميع النواحي، وبالمقابل فإنَّ نقص تلك المواد وعدم تنوّعها يؤدي إلى حدوث بطء في عملية التعلّم والتطوّر لدى الطفل.
الاتصال بفاعلية
يحتاج معلم رياض الأطفال إلى مهارات اتصال فعّالة فهي مهمة؛ لكي يتمكّن المعلم من التعبير عن أفكاره ونيل ثقة أطفال الروضة وذويهم، فالمعلم يجب أن يبقى على اتصال دائم بأهالي الأطفال؛ وذلك من أجل تبادل المعلومات بصورة مستمرة، ويجب على معلم رياض الأطفال أن يكوّن علاقة إيجابيّة مع زملاء العمل؛ وذلك من أجل إعداد برنامج تعليمي متكامل لأطفال الروضة.
التوافق مع الزملاء في العمل
يتطلّب من معلم رياض الأطفال أن يتعاون مع زملائه بالعمل بوصفهم فريقاً واحداً، وأن يُقدّم الدعم لأعضاء الفريق سواء كان بالأقوال أو الأفعال، بالإضافة إلى مشاركتهم بالآراء والأفكار.
إدارة الوقت بحكمة
يُعتبر إدارة الوقت من الأمور المهمة، فهو يساعد معلم رياض الأطفال على العمل بشكل أفضل، فمن خلال إدارة المعلم للوقت يتمكّن المعلم من تقسيم الوقت إلى فترات وترتيب الأولويات حسب الأهمية، وهذا يُمكّن المعلم من استخدام وقته بحكمة.
استمرارية التعلم
يجب أن يبقى معلم رياض الأطفال مواكباً لما يحدث من تطوّرات في مجال عمله، وذلك من خلال حضور المؤتمرات وقراءة الكتب والمجلات وحضور ورشات التدريب، فهذا يساعد المعلم في معرفة التطوّرات المستجدّة في مجال رياض الأطفال.
إنَّ التطوّر المهني يتطلّب أحياناً المزيد من الخبرات والمعرفة، لذلك نرى أحيانا أنَّ معلم رياض الأطفال وبعد حصوله على الشهادة العلميّة التي تؤهله للقيام بهذا العمل نجده يواصل دراسته؛ وذلك من أجل الحصول على شهادة علميّة أعلى في هذا المجال.