يعتبر اضّطراب ما بعد الصدمة من الأمراض القديمة وقد ذُكر في مرات كثيرة خلال الروايات التاريخية، من بين الأحداث التي تطرّقت لأعراض هذا الاضّطراب ما حدث للكاتب الإنجليزي صموئيل بيبس الذي شهد حريق لندن الكبير، فقد كتب عن الكارثة في مذكراته، بعد انقضاء نصف سنة، “كم هو عجيب أني لا أستطيع الآن النوم ليلاً دون أن ينتابني خوف كبير من النار؛ في هذه الليلة بقيتُ مستيقظاً حتى ما يقرب من الساعة الثانية، لأنني لم أستطع التخلي عن التفكير بالنار”.
ما يجب أن نعرفه عن اضطراب ما بعد الصدمة
لم يُعطى اضطراب ما بعد الصدمة أي أهمية إلا مؤخراً، فقد قام العالم النفسي الألماني إميل كريبلن بصياغة مصطلح عصاب الخوف؛ ذلك حتى يصف العلامات التي ظهرت لضحايا الحوادث والإصابات الخطرة، خصوصاً ضحايا الحرائق أو الخروج عن قضبان السكك الحديد والاصطدام بالقطارات، لقد وصفت أعراض اضطراب ما بعد الصدمة في وقت مبكر من قبل أحد تلامذة الطبيب النمساوي سيغموند فرويد وهو أبرام كاردينر.
لم يتم إيجاد أي مدخل إلى تشخيص هذا الاضطراب، بعد سنة 1980 تم إيجاد مدخل في الدليل الأميركي الذي نُشر من قبل الرابطة الأميركية للطب النفسي، حيث تم سرد المتلازمة وكأنها أحد أشكال اضطرابات الخوف، ذلك حسب التصنيف الدولي للأمراض، تم تشخيص مرض اضطراب ما بعد الصدمة عند ملاحظة العديد من العلامات عند المريض وهي:
- أن يتعرّض الأشخاص لحادث يتضمن تهديد استثنائي وأليم على مدى قصير أو طويل، هذا الحادث من شأنه أن يسبب لأي شخص آخر حالة من اليأس الحاد.
- عندما تتوفر أحد الحالات، مثل أن يتذكّر المصدومين الحدث الأليم بصورة مستمرة، أن تظهر لديهم حالات صدمة نفسية نتيجة الأفكار السلبية التي تتضمن تذكّر حادث الصدمة النفسية، كذكريات أو كوابيس أو إحساس بالإرهاق عند مواجهة الحالات التي تشبه ظروف الصدمة.
- الابتعاد عن كافة الظروف التي تتشابه ما ظروف الصدمة، فإذا كانت موجودة أو محتملة الحدوث، فيجب توفير واحدة على الأقل من بعض المعايير كعجز جزئي أو كامل في تذكر بعض الجوانب الهامة من تجربة الصدمة المرهقة، أيضاً وجود الأعراض التي تستمر للإثارة ولزيادة الحساسية النفسية كصعوبة الدخول في النوم أو الأرق.