متطلبات التقويم لاضطراب الاتصال واللغة

اقرأ في هذا المقال


تتنوع المتطلبات التي تتعلق بتقويم اضطراب الاتصال واللغة، حيث تنتقل المعلومات بين الأفراد من خلال اللغة لدى الأفراد ومن خلال الكلام، وفي اضطراب الاتصال واللغة لدى الأفراد ذوي الاحتياجات الخاصة لا يتمكنوا من التواصل مع الآخرين.

متطلبات التقويم لاضطراب الاتصال واللغة

المقصود هنا انتقال المعلومات عن طريق اللغة ومن خلال الكلام، وما يرتبط بهما من مهارات النطق ومهارات الاستماع ومهارات الاستيعاب، وكذلك مهارات التعبير بأشكاله المتنوعة، سواء الكتابي أو الشفوي أو الحركي، ومن الممكن أن يكون الاتصال لفظياً أو يكون الاتصال غير لفطي، ويمكن أن يتم من خلال الكلام ومن خلال الكتابة ومن خلال الإشارات، وكذلك الإيماءات وبلغة برايل والطرق الإلكترونية.

إن اضطرابات الاتصال عند معالجتها في إطار تقويم الأشخاص ذوي الحاجات الخاصة، ليست سوء اضطرابات في اللغة واضطرابات في الكلام تعاني منها بعض الفئات، ومن الممكن تعريف اضطرابات اللغة واضطرابات الكلام لأهداف تقويمها، واضطراب اللغة يعتبر شكل غير طبيعي في عملية كسب اللغة وفي فهمها، وكذلك في التعبير عنها وبها سواء كان ذلك بصورة نطق أو بصورة كتابة.

ومن الممكن أن يضمن الاضطراب بعض هذه المظاهر أو أن يضمن كلها، بعناصرها الصوتية أو بعناصرها  التركيبية أو ما يرتبط منها بالدلالة أو الاستعمال أو الأنظمة اللغوية، وغالباً ما يواجه الأشخاص الذين يعانون من اضطرابات في اللغة، ويعانون من مشكلات في معالجة التراكيب وفي معالجة الجمل، أو مشاكل في تكوين صيغ مجردة من المعلومات ذات معنى وذات دلالة لأهداف تخزينها، وأهداف استدعائها في الذاكرة قصيرة المدى وفي الذاكرة طويلة المدى.

ومن الممكن القيام بتصنيف اضطرابات اللغة واضطرابات الكلام بأكثر من صورة، ومن أساليب التصنيف هذه اضطرابات في النطق واضطرابات في نظام الأصوات، ومن أهم سمات اضطراب النطق مشكلات في القيام بإنتاج أصوات اللغة هناك اختبارات مختلفة لتقويم اضطرابات النطق، وبالإضافة إلى أنظمة صوتية للأفراد الناطقين بلغات أجنبية وبلغات أوروبية، وهناك مجموعة من المحاولات لتقويم تلك المظاهر في اللغة.

وأيضًا اضطرابات في طلاقة اللغة، ومن أبرز سماته التأتأة، ويتم تقويم تلك الاضطرابات في أغلب الأحيان عن طريق الملاحظة، وعن طريق وصف أعراضه المميزة وعلى سبيل المثال تكرار كلمة أو تکرار جزء منها، التوقف عند مقطع صوتي واضطرابات في إنتاج وصدور الأصوات، هنا من الممكن أن يكون الاضطراب في نوع الصوت ومثال على ذلك وصف الصوت بالأجش أو الصوت اللاهث.

أو الصوت المتقطع أو الصوت الاخنب ويصدر من الأنف، ويمكن أن يكون الاضطراب في نسبة الصوت، ويقصد بذلك نغمته أو تردده، مثل أن يوصف الصوت بالحاد أو أن يوصف الصوت بالرفیع أو يوصف بذو تردد مرتفع، أو أن يوصف الصوت بالغليظ أو ذو تردد منخفض بصورة ملفت للانتباه، وممكن أن يكون الاضطراب في شدة الصوت.

فإذا لاحظنا أن أحد الأفراد يصر بأن يتكلم غالباً بصوت عالي، فممكن أن يكون السبب نقص في السمع، أو قد يرجع الصوت المرتفع أو الصوت الهادئ الرزين إلى نمط الشخصية، وهناك حالات عديدة لأفراد تبين فيها فقدان شامل وكلي للصوت، مما يعتبر اضطراب في شدة الصوت أو اضطراب في نغمته.

وإذا ما لوحظت وتبين مؤشرات ودلالات عن هذا النوع من الاضطراب في القيام بإنتاج الأصوات، فمن المهم ومن الضروري أن يتم تقويمه بصورة متخصصة في فترة مبكرة، وقبل أن يصعب علاجها ومن الممكن أن يكون سببه تضخم غير طبيعي وغير معقول في الحنجرة، أو ممكن أن يكون إصابة مرضية، مما يعني أن الفحص الطبي يعتبر أمر ضرورياً مهماً.

أما المتخصص في قضايا اللغة والمتخصص في قضايا الكلام، فسوف تقصی معلومات عن النشاط غير الطبيعي لظاهرة الاضطراب ولمدتها، وكذلك للمواقف التي تقع فيها ومن المهم والضروري، كذلك فحص آلية الكلام وفحص آلية السمع وعمل قياسات على آلية التنفس، وعمل قياسات على درجة الصوت وعلى نوعه وكذلك على شدته، وتتواجد أجهزة الكترونية من الممكن أن يتم الاعتماد عليها لتلك الأغراض.

اضطرابات اللغة في تقويم ذوي الاحتياجات الخاصة

تتبين اضطرابات اللغة عندما تتنوع لغة الفرد من جانب صيغها، ومن جانب بنيتها وكذلك من جانب دلالاتها إضافة إلى جانب استعمالاتها في السياق الاجتماعي على غير ما هو متوقع، وغير ما هو مألوف بالنسبة لعمر الفرد وبالنسبة للثقافة التي ينشأ فيها، وبصورة عامة من الممكن القول أن الأفراد الذين يعانون من اضطرابات لغوية تكون إمكاناتهم وتكون قدراتهم اللغوية أقل مما هي الفئة العمر التي يرجعون إليها.

وتبين أعراض الاضطرابات اللغوية في النظام الصوتي على شكل أخطاء في إنتاج الأصوات، وعلى شكل أخطاء في تركيب الكلمات من مقاطع، ومن حروف وفي تكوين الصيغ المشتقة أو الصيغ الماخوذة، مثال على ذلك المثنى والجمع والأفعال والمصادر، وتبين أيضاً في قواعد التركيب وفي قواعد العلاقات بين أجزاء الكلام.

وتبين أخطاء في الدلالة وتتبين في المعنى، مما قد يدل على تخلف عند الفرد في تكوين المفاهيم ،وفي تكوين المصطلحات وفي تفسير الصيغ وتفسير التراكيب وكذلك في فهم واستيعاب الدلالات، وكذلك تتبين الأخطاء في السياق الاجتماعي الذي تستعمل فيه اللغة، مما يؤثر على فاعلية التواصل ويؤثر على فاعلية التفاهم بين قائل وبين سامع.

والاضطراب في ذلك الجانب يتبين في الصعوبة التي يواجهها الفرد في تهيئة الكلام ، وفي تهيئة لغة الاتصال، يمكن أن تجرى عملية تقويم اضطرابات اللغة عند الفرد في نوع من الخطوات المنظمة، تبدأ من خلال التعرف على معلومات أساسية ورئيسية على درجة الأداء اللغوي عند الفرد، ويمكن الاعتماد في ذلك على طرق مقننة تضمن اختبارات في اللغة؛ بهدف تقويم جوانبها المتنوعة، وبهدف تقويم أساليب وطرق غير مقننة، ومثال على ذلك ملاحظة لغة الفرد وتحليل عينات منها.

في الأغلب من الممكن وضع هيكل عام لعملية تقويم اضطرابات اللغة، وتقويم اضطرابات الكلام عند الأفراد  في تسلسل التالية، وعمل الاختبارات المسحية؛ بهدف التعرف على الأفراد المشتبه بأنهم يعانون من اضطرابات في اللغة والأطفال الذين يحتاجون إلى تقويم أكثر عمقاً، وإلى تقويم أكثر تخصصاً بإحالتهم إلى أشخاص مختصين.

واستعمال أدوات تقويم بجوانبها المتنوعة، وذلك بهدف تقويم درجة الأداء اللغوي وبهدف تشخيص طبيعة الاضطراب، وكذلك جوانب القصور والضعف رجوعاً إلى معايير معتمدة، والتوصل إلى قرار من خلال وضع الأفراد الذين تتبين حاجتهم إلى التدخل ببرامج علاجية، وحاجتهم إلى إعداد خطة التعليم الفردية لكل منهم.

المصدر: 1- عبد الفتاح الشريف. التربية الخاصة وبرامجها العلاجية. مكتبة الانجلوا المصرية: القاهرة. 2- عبدالله الكيلاني وفاروق الروسان.القياس والتشخيص في التربية الخاصة.3- فكري متولي.استراتيجيات التدريس لذوي اضطراب الأوتيزم. مكتبة الرشد. 4- أمل سويدان ومنى الجزار. تكنولوجيا التعليم لذوي الاحتياجات الخاصة. دار الفكر: عمان.


شارك المقالة: