ينقسم علم النفس إلى العديد من الفروع التي تطوّرت عبر التاريخ لتأخذ منحنى منفصل أصبح أكثر شهرة من علم النفس ذاته، ولعلّ الإرشاد النفسي والعلاج النفسي هما الصورة التطبيقية الحقيقية لعلم النفس ككل، وكلّ واحد من هذه الفروع يأخذ منحنى ذو قيمة لا يمكن التغافل عنها أو إخفاءها، ولعلّ علم الإرشاد النفسي هو العلم الأكثر شهرة ورواجاً بين أفراد المجتمعات؛ كونه وقائي وعلاجي وإرشادي، ولكن في مرحلة ما يكون العلاج النفسي ضرورة لا بدّ منها.
لماذا تبرز الحاجة إلى الإرشاد النفسي أكثر من العلاج النفسي
1. السهولة واليسر
لعلّ علم الإرشاد النفسي علماً يقوم على التفاهمات النفسية ومواجهة الذات، ومحاولة المرشد النفسي دمج المسترشد بالمجتمع المحيط واستعادته للثقة بنفسه، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من قدرة المسترشد على استساغة العملية الإرشادية أكثر من الحاجة إلى العلاج النفسي، فالأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية عادة ما يحاولون منح أنفسهم فرصة الخضوع للعملية الإرشادية الخاصة بالإرشاد النفسي قبل أن يلجؤوا للعلاج النفسي، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من شهرة الإرشاد النفسي والحاجة إليه أكثر من الطب أو العلاج النفسي.
2. الإرشاد النفسي يحدد المسارات
في كثير من الأحيان لا يملك الأفراد القدرة على الاختيار بصورة صحيحة، مما يجعل من العملية الإرشادية من خلال الإرشاد النفسي وسيلة ممكنة للمساعدة في تحديد المسارات والاتجاهات الفيصلية في مسار حياة الفرد الاجتماعية والمهنية، وهذا الأمر من الصعب أن يصل إليه المسترشد من خلال العلاج أو الطب النفسي، كما وأنّ الإرشاد النفسي يمنح المسترشد الفرصة للعودة مرّة أخرى وسهولة تغيير المسارات الخاطئة بصورة سريعة على العكس من العلاج النفسي الذي يحتاج إلى الكثير من الجلسات العلاجية.
3. الإرشاد النفسي وسيلة مساعدة لتغيير السلوك
يصعب على بعض الأفراد تقبّل بعض التغيرات الهامة في الشخصية والسلوك، وعادة ما يجدون صعوبة في تقبّل الواقع واستثماره بصورة سليمة، مما يجعل من العملية الإرشادية الخاصة بالإرشاد النفسي وسيلة ممكنة ومقبولة لدى المجتمعات لاستعادة الثقة بالنفس وصقل الشخصية بصورة منطقية ممكنة، وبالتالي المساعدة على تغيير السلوك بصورة سريعة تجعل من المسترشد شخصاً آخر أكثر فاعلية، وهذا الأمر لا نجده عادة في الطب أو العلاج النفسي بهذه الصورة الموضوعية.