علم النفس الإيجابي:
يركز علم النفس الإيجابي على أمور في الحياة التي تجعل الحياة تستحق العيش، في العادة يؤكد علم النفس على أوجه القصور لدينا بدلاً من الإمكانات التي لدينا جميعاً، لا يهدف التدريب الإيجابي في علم النفس إلى إصلاح المشكلات بل يبحث في الأشياء التي تجعل الحياة رائعة، يمكن أن يميل علم النفس السائد إلى إحباطنا، بينما يميل علم النفس الإيجابي إلى جعلنا أشخاص أفضل بشكل عام.
لم تكن نيّة علماء النفس الأصليين لعلم النفس هي علاج الأمراض العقلية فحسب، بل تحسين الحياة الطبيعية ورعاية المواهب، مع ذلك ضاعت المهمّتان على مرّ السنين، أما ممارس علم النفس الإيجابي فيركز على التجارب الإيجابية؛ كالسعادة والإلهام بالإضافة إلى السمات الإيجابية والمؤسسات الإيجابية.
تعاريف علم النفس الإيجابي:
- علم النفس الإيجابي هو دراسة العديد من العمليات التي تساهم في تنمية أداء الفرد والجماعة والمؤسسات بشكل أمثل.
- علم النفس الإيجابي هو فرع من فروع علم النفس يستخدم الفهم العلمي والتدخل الفعال للمساعدة في تحقيق حياة مرضية، بدلاً من مجرد علاج الأمراض العقلية.
- علم النفس الإيجابي يدرس ما يساهم في جعل الحياة قابلة للعيش، فلا يمكن حصر علم النفس الإيجابي في أي عقائد منحوتة في الحجر، لأنه يخضع دائمًا لتأثيرات الأفكار الإبداعية الجديدة والاحتياجات الإنسانية الملحة والظروف المتغيرة.
- علم النفس الإيجابي هو الدراسة العلمية لازدهار الإنسان وهو نهج تطبيقي للأداء الأمثل، كما تم تعريفه على أنه دراسة نقاط القوة والفضائل التي تمكّن الأفراد والمجتمعات والمنظمات من الازدهار.
- علم النفس الإيجابي هو أحد الراسات العلمية لقوى الإنسان والفضائل، وفقاً لمارتن سيليجمان الذي يُنظر إليه على أنه الأب المؤسس لعلم النفس الإيجابي، يمكن وصف حركة علم النفس الإيجابي بأنه دراسة ما يشكل الحياة السارة والحياة ذات المعنى.
- علم النفس الإيجابي هو النهج العلمي والتطبيقي للكشف عن نقاط القوة لدى الناس وتعزيز أدائهم الإيجابي.
- علم النفس الإيجابي يدرس ما يسير بشكل صحيح مع العقل والسلوك البشري وكيفية تعزيز هذه الأنواع من الرفاهية على المستوى الكلي والجماعي والفرد.
مستويات علم النفس الإيجابي:
يوجد ثلاثة مستويات لعلم النفس الإيجابي وهي؛ دراسة التجارب الإيجابية وتحديد مكونات والتأكيد على مسؤوليات المجتمع، يركز المستوى الأول وهو دراسة التجارب الإيجابية على الشعور بالرضا بدلاً من فعل الخير من خلال تحديد مكونات “الحياة الجيدة”، نفنحن درس نقاط قوتنا وفضائلنا وشجاعتنا ومسامحتنا، يمكن أن يساعدنا هذا في أن نصبح أشخاص صالحين وأن نعيش حياة أفضل بشكل عام، يركز المستوى الأخير على المسؤوليات الاجتماعية والتسامح وأخلاقيات العمل، كما تساهم هذه المجالات في تنمية المواطنة والمجتمع.
هناك طرق لا حصر لها لتطبيق علم النفس الإيجابي لحياتنا اليومية؛ مثل إظهار تقديرنا لأحبائنا وبناء قوتنا الشخصية من أجل بناء نقاط قوتنا الشخصية، علينا تحديدها أولاً بعض الأمثلة على نقاط القوة الشخصية وهي الإبداع والفضول والشجاعة والنزاهة والمحبة واللطف والعدالة والقيادة والتواضع والتواضع والأمل والروحانية، كما أنّ النشاط البدني مهم كذلك في علم النفس الإيجابي في اتباع نظام غذائي صحي.
يمكن أن يكون لهذين العاملين تأثير كبير على صحتنا العقلية وعافيتنا، تظهر الدراسات كذلك أن وجود صداقة حميمة على الأقل يجعلنا أكثر سعادة بشكل عام، تزيد الفكاهة أيضاً من رفاهيتنا ومن المعروف أنها تطيل حياتنا، يذكرنا الامتنان بأن لدينا داماً ما نشكره، يعد الشعور بالامتنان أحد المفاهيم الأساسية في علم النفس الإيجابي، فضلاً عن القدرة على تقدير الجمال والتميز ليس فقط في الشكل المادي ولكن بالشكل الروحي أيضاً.
يسير الامتنان جنباً إلى جنب مع زيادة السعادة، كما يساعدنا الامتنان على الشعور بمزيد من المشاعر الإيجابية، كذلك تقدير الأشياء الصغيرة في الحياة مثل طفل يضحك أو باقة جديدة من عباد الشمس، يعتبر علم النفس الإيجابي جديد نسبياً في فروع علم النفس، لكن كثير من الأشخاص الذين يمارسون علم النفس الإيجابي يتمتعون بشكل عام بعقلية أفضل، حيث إنه لا يركز فقط على المرض العقلي بل على تحسين الحياة اليومية ورعاية المواهب الشخصية.
يقوم علم النفس الإيجابي بالتركيز بشكل رئيسي على الخير ويبتعد عن كل ما هو سيء، إذا أصبحنا جميعًا أكثر امتناناً فسيكون العالم مكان أكثر سعادة، وفقاً لعلماء النفس الإيجابي، كان علم النفس السائد في معظم حياته مهتم بالجوانب السلبية للحياة البشرية، كانت هناك جوانب اهتمام بموضوعات مثل الإبداع والتفاؤل والحكمة، لكن هذه الجوانب لم توحدها أي نظرية كبرى أو إطار عمل واسع وشامل.