اقرأ في هذا المقال
ملخص نظرية سكنر أنّ التعلُّم يتشكل عندما يتم تعزيز ردود الفعل الصحيحة، أي أنّه إذا تمَّ دعم الاستجابة بمثير واضح بأي شكل، فإنّ هذه الاستجابة ستزيد وتعزِّز وتتكرَّر مرَّة أُخرى في وجود المثير، السؤال الذي نقوم بتوجيهه للمتعلّم ويطلب منه الإجابة عليه يعتبر مثير، أمّا إجابة المتعلم عن هذا السؤال فتعد استجابة، عندما يفهم المتعلَّم أنّه قد وفق في إجابته، فإنَّ ذلك يساعد على تعزيز الاستجابة ويقويها عند حدوث التعلّم، بشرط حدوث التعزيز بعد الاستجابة مباشرة.
بورهوس فردريك سكنر
ولد سنة 1904، هو من أهم علماء النفس، الذي ساعد على نهوض علم النفس السلوكي من خلال تجاربه وأبحاثه. هو مؤسِّس نظرية الاشتراط الإجرائي، كان مهتم بكتابات واطسون وبافلوف لوقت طويل، ثمَّ عمل على إجراء سلسلة تجارب على الفئران، اهتم بدراسة السُّلوك وتمَّ اقتران اسمه بالتعليم المبرمج.
أخذ سكنر درجة الدكتوراة من جامعة هارفارد، ذهب إلى العمل بجامعة منيسوتا، أثناء فترة عمله في مينسوتا قام بإصدار كتابه (سلوك الكائنات)، قام بعرض وصف بشكل مفصَّل لتجاربه وأفعاله على العديد من الكائنات، ركّز على أهمية التعزيز كعامل رئيسي في عملية التعلُّم، اهتم سكنر بدراسة الظواهر السلوكية عن طريق دراسة السُّلوك نفسه، ليس من خلال الدراسات الأخرى الخارجة عن مظاهر السلوك.
عوامل تساعد على حدوث التعلم عند سكنر
- توفير موقف يقوم بإحداث التعلم.
- تشكُّل السلوك نفسه.
- عرض نتائج السُّلوك.
عناصر نظرية سكنر
البيئة
- المستوى الأول المثيرات المستصدرة: هي استجابات تكون على شكل نمطي، على طريقة السلوك المستجاب وتحدث قبل حدوث الاستجابة.
- المستوى الثاني المثيرات المعززة: هي ردود الفعل التي تأتي بعد الاستجابة، تساعد على زيادة احتمال تكرار الاستجابة في المواقف المختلفة التي تصبح أكثر احتمالاً في السلوك وتسمَّى الاستجابات الإجرائية.
- المستوى الثالث المثيرات المتميزة: هي المثيرات الموجودة بالفعل، لكنَّها لا تؤثِّر على الاستجابة، لكنَّها تقوم على تمييزها وتقوي من حدوثها.
- المستوى الرابع المثيرات المحايدة: هي المثيرات التي يتم ظهورها خلال الموقف السلوكي للكائن، سواء قبله أو خلاله أو بعده، لا علاقة لها بأي موقف يؤثِّر به.
تعلم السلوك الإجرائي
يوجد اختلافات بين سلوك الكائن الاستجابي وسلوكه الإجرائي في طريقة اقتران المعزِّز، فعندما يتم اقتران المعزز بالمثير في السلوك البسيط، يتم اقتران المعزّز بالاستجابة في السلوك الإجرائي، حيث من الصعب كما يرى سكنر فهم نظامه في الإشراط الإجرائي دون معرفة تجاربه.
مستويات نظرية سكنر
1. التعزيز (Reinforcement)
التعزيز الإيجابي: يتضمن تقديم مكافأة بعد حدوث السلوك المرغوب فيه لزيادة احتمال تكراره، مثال على ذلك هو إعطاء الطفل حلوى بعد تنظيف غرفته.
التعزيز السلبي: يتضمن إزالة عامل مزعج أو غير مرغوب فيه بعد حدوث السلوك المرغوب فيه لزيادة احتمال تكراره. مثال على ذلك هو إيقاف صوت إنذار السيارة عند ربط حزام الأمان.
2. العقاب (Punishment)
العقاب الإيجابي: يتضمن إضافة عامل مزعج أو غير مرغوب فيه بعد حدوث السلوك غير المرغوب فيه لتقليل احتمال تكراره. مثال على ذلك هو توبيخ الطفل بعد قيامه برمي الألعاب.
العقاب السلبي: يتضمن إزالة مكافأة أو عامل مرغوب فيه بعد حدوث السلوك غير المرغوب فيه لتقليل احتمال تكراره. مثال على ذلك هو حرمان المراهق من مشاهدة التلفاز بسبب عدم قيامه بواجباته المنزلية.
3. الانطفاء (Extinction)
- الانطفاء: يحدث عندما يتوقف السلوك عن التكرار بسبب عدم وجود تعزيز. مثلاً، إذا توقف الأهل عن إعطاء الطفل الحلوى عندما يطلبها بالصراخ، فإن الصراخ سوف يقل تدريجياً.
تطبيقات نظرية سكنر
التعليم: يستخدم المعلمون التعزيز الإيجابي لتحفيز الطلاب على المشاركة والتعلم. يمكن للمدرسين تقديم شهادات تقدير أو نقاط إضافية لتحفيز الطلاب على أداء جيد في الفصول الدراسية.
تعديل السلوك: يتم تطبيق مبادئ نظرية سكنر في برامج تعديل السلوك، مثل علاج الإدمان، حيث يتم تعزيز السلوكيات الصحية وتقليل السلوكيات الضارة.
الإدارة والتنظيم: يستخدم المديرون التعزيز والعقاب لتحفيز الموظفين على تحقيق أهداف العمل وزيادة الإنتاجية.
نقد نظرية سكنر
رغم فعالية نظرية سكنر في العديد من السياقات، إلا أنها تعرضت للنقد لعدة أسباب:
التقليل من دور العقلانية: تركز النظرية بشكل كبير على السلوك الظاهري ولا تأخذ بعين الاعتبار العمليات العقلية الداخلية مثل التفكير والاعتقادات.
عدم الاهتمام بالعوامل الاجتماعية: لا تعطي النظرية أهمية كافية للتأثيرات الاجتماعية والثقافية على السلوك البشري.
المعالجة الآلية للسلوك: ينظر النقاد إلى النظرية على أنها تعالج السلوك البشري بشكل آلي، دون الاعتراف بالتعقيد الكامل للطبيعة البشرية.
تعتبر نظرية سكنر في التعلم من الأسس المهمة في مجال علم النفس السلوكي، حيث تقدم إطارًا لفهم كيفية تأثير العواقب على السلوك، من خلال التركيز على التعزيز والعقاب، توفر النظرية أدوات فعالة لتحفيز السلوك المرغوب فيه وتقليل السلوك غير المرغوب فيه، رغم الانتقادات التي تواجهها، تظل هذه النظرية مفيدة في تطبيقات متعددة تشمل التعليم، وتعديل السلوك، والإدارة.