تمرّ بنا من خلال حياتنا اليومية الكثير من الأحداث والتجارب التي من شأنها زيادة خبراتنا في الحياةن ولكن يرفض البعض هذا التطوّر ويعمل على ربط الأحداث بأفكار شخصية وأهواء لا تتوافق مع المنطق، ولعلّ علم الإرشاد النفسي قد أفرد باباً واسعاً لهذه المشكلة التي أطلق عليها علماء النفس مشكلة الشخصنة، حيث يقوم هذا النوع من الأشخاص بالنظر إلى الأمور والحكم عليها من منطلق شخصي بعيداً عن الموضوعية أو الواقعية، ويرفض هذا النوع من الأشخاص الحوار ويعتقدون بأنّ أفكارهم صحيحة غير قابلة للنقاش أو التعديل.
مساوئ مشكلة الشخصنة على المسترشد
1. البعد عن الحقيقية
عندما يفكرّ المسترشد بالأحداث من وجهة نظر شخصية متناسياً الحقائق والأدلة والبراهين التي تثبت صحّة فكرة ما فإنه يتعامل وقتها مع الاحداث من وجهة نظر شخصية غير حقيقية، فهو يبتعد عن الحقيقة كونه يعتقد أنّه الأفضل والأكثر وعياً على الرغم من أن بصيرته غائبة عن الحقيقة وعن الواقع، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من الاضطرابات النفسية والمعتقدات الخاطئة وأن يزيد من فرص المواجهة مع الآخرين.
2. تساهم في تعزيز ثقافة الاتهام
من الطبيعي أن تعمل الشخصنة على تعزيز ثقافة تبادل التهم بين أفراد المجتمع، حيث يعمل كلّ فرد من أفراد المجتمع على إثبات وجهة نظره الخاطئة بصورة غير مبرّرة ولا صحيحة، وهذا الأمر من شأنه أن يقوم المسترشد بالدفاع عن أفكاره الخاطئة بطرق غير شرعية، وبالتالي فإنّ النتجية ستكون غير متوقّعة وستؤثر بصورة كبيرة على النسيج المجتمعي من حيث زيادة نسبة الحقد والكراهية بين أفراد المجتمع وعدم الاكتراث إلى حجم الألم الذي سيشعر به الآخرين نتيجة هذه الاتهامات الباطلة، وبالتالي ستكون الإنسانية عند أدنى مستوى من مستويات الرقي والحضارة في العملية الإرشادية.
3. انصهار الشخصية وعدم الاكتراث بها
عندما يعيش الفرد على نظريات الشخصنة وسوء الظن بالآخرين فمن الطبيعي أن يفقد قيمته الشخصية ومكانته المجتمعية، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من العزلة المجتمعية وعدم اكتراث المجتمع بعضه ببعض وبالتالي زيادة نسبة الجريمة بين أفراد المجتمع وتفاقم الاختلاف غير الخلّاق، ولعلّ علم الإرشاد النفسي من خلال العملية الإرشادية يعمل على علاج هذه الاضطرابات الشخصية بصورة صحيحة.