لكلّ مشكلة في هذا الوجود سبب أو عدّة أسباب أدّت إلى حدوثها، ولعلّ معرفة هذه الأسباب أمر ممكن إن استطاع الفرد أن يقف على حقيقة الأمور وتحليلها تحليلاً واضحاً، ولكن يعاني بعض أفراد المجتمع من مشكلات نفسية واضطرابات قهرية تتعلّق بمشكلة لوم الذات وتعليل أسباب المشكلات التي تحدث في الذات، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد من التوتر والقلق وعدم القدرة في الثقة بالذات، ولعلّ الإرشاد النفسي خير سبيل لتخليص هؤلاء الفئة من الأفكار والمعتقدات الخاطئة التب تحدث معهم، فما آلية التخلص من مشكلة العزو الشخصي من خلال العملية الإرشادية؟
آلية التخلص من مشكلة العزو الشخصي من خلال العملية الإرشادية
1. تحليل المشكلات بصورة حيادية
إذا تمكّن المرشد النفسي من تحليل المشكلات والعقبات التي تواجهه بصورة واقعية فمن السهل عليه أن يدرك أنّه ليس هو السبب الرئيسي في حدوث كثير من المشكلات والعقبات التي كان يعتقد سابقاً أنه هو سببها، ولعلّ مشكلة العزو الشخصية من المشكلات التي تؤدي إلى عزلة الكثير من الأفراد عن المجتمع خوفاً من وقوعهم في المزيد من الأخطاء التي يعتقدون أنّهم هم السبب الرئيسي في حدوثها، فالعملية الإرشادية في الإرشاد النفسي تساعد المسترشد على قراءة الحدث بصورة أكثر فاعلية وأكثر واقعية وتجعل من الأحداث والعقبات وسيلة لفهم الذات وتفسير الأحداث بصورة منطقية.
2. تقدير الذات بصورة صحيحة
لا يملك العديد من المسترشدين القدرة على تقدير ذاتهم بصورة صحيحة، حيث يعملون على عزو المشكلات التي تحدث من بعيد إليهم ويعتقدون بأنهم سبب رئيسي في الكثير من فشلهم وفشل الآخرين، الأمر الذي من شأنه أن يزيد من الاضطرابات والمشاكل الفكرية والنفسية لديهم، ووقتها تكون الحلول من خلال العملية الإرشادية التي تساعد المسترشد على زيادة الثقة بنفسه والاعتقاد بأفكار أكثر نضوجاً من ذي قبل، ولعلّ التقدير الصحيح للذات يزيد من فرص النجاح والافتكاك من العزلة الاجتماعية وزيادة الثقة المطلقة بالنفس، فعندما يؤمن المسترشد بهذه الأمور بصورة حقيقية يمكنه وقتها أن يتخلّص من الوساوس التي تقوده إلى الاضطرابات النفسية الفكرية، وتعتبر هذه المشكلة من المشاكل النفسية التي يمكن التخلّص منها بجلسات إرشادية قصيرة تعتمد على مدى قناعة المسترشد ورغبته في التخلّص من المشكلة النفسية.