إذا كان لدى الفرد معنى وهدف واضح يعمل من أجل تحقيقه فمن السهل عليه أن يحقّق هذا الهدف وان يصل إلى النجاح الذي يطمح إليه، ولكن إن ازدادت الاضطرابات النفسية والفكرية لدى الفرد بسبب الفشل المتلاحق الذي يمرّ به بصورة يومية لعدم القدرة على تحديد الهدف فمن البديهي أن تصبح حياته عشوائية مليئة بالسلبيات لا تحمل أي معنى، وهنا تظهر مشكلة نفسية من نوع أخرى تسمّى بمشكلة الفراغ الوجودي والتي تتعلّق بعدم قدرة الفرد على الشعور بذاته ومانته الطبيعية في المجتمع.
كيف تظهر مشكلة الفراغ الوجودي في شخصية المسترشد
1. التفكير المحدود المنغلق
يعاني المسترشد الذي تظهر في شخصيته مشكلة الفراغ الوجودي من عدم القدرة على التفكير بصورة منطقية، فهو عادة ما يفكّر خارج حدود المنطق بصورة بدائية غير مقبلولة ولا تتوافق مع طموحات وأفكار المجتع، كما وأنّ طبيعة تفكير هذه الفئة من الأشخاص منغلقة تماماً ولا تتجاوز مربّع تواجد الشخص المكاني، فهم عادة ما يشعرون بعدم أهميتهم ويدركون هذا الأمر، فمن الصعب أن يبحثوا عن خطط وأهداف مستقبلية كون شخصيتهم الفارغة لا تستطيع أن تنتج أي أفكار إجابية جديدة.
2. السلوك السلبي الذي يميل إلى الخلاص
إنّ المسترشدين الذين يعيشون حالة من الفراغ الوجودي عادة ما لا يستطيعون أن يتحكّمو في تصرفاتهم وانفعالاتهم، وعادة ما يحاولون الابتعاد عن المجتمع والانعزال بصورة مستغربة، كما وأنّهم يميلون إلى التفكير الدائم بالانتحار أو القيام بأعمال إجرامية للذهاب إلى الجسن في محاولة منهم تغيير نمط حياتهم أو المشاركة في أعمال عنيفة للفت الانتباه، الأمر الي من شأنه أن يجعلهم أشخاص فوضويون غير قادرين على التأثير في المجتمع بصورة إيجابية ملحوظة في الإرشاد النفسي.
3. العزلة المجتمعية والصمت الطويل
لا يملك المسترشد قبل خضوعه للعملية الإرشادية في الإرشاد النفسي أن يحصلوا على الحفاوة المجتمعية التي تقودهم إلى التطوّر، فهم عادة ما يميلون إلى الصمت الطويل غير المبرّر وعدم القدرة على الاندماج المجتمعي بصورة طبيعية، وهذا الأمر من شأنه أن يزيد رغبة هؤلاء الفئة إلى الانعزال وعدم الاختلاط في الآخرين لعدم قدرتهم على تبرير مخاوفهم وفشلهم، وبالتالي فإنّ العملية الإرشادية تستطيع أن تخلّص هؤلاء الأشخاص من الفراغ الوجودي الذي يعيشونه والقدرة على إثبات ذاتهم بصورة طبيعية.