مصطلحات أساسية في علم النفس التنموي

اقرأ في هذا المقال


يعتبر علم النفس التنموي هو مجال واسع للدراسة، حيث يقوم باستكشاف تطور البشر مع مرور الوقت، يتضمن دراسة الطرق التي يتطور بها الناس على مدار حياتهم وكذلك تطور الثقافات ككل، يسعى أولئك الذين يعملون في مجال علم نفس النمو إلى فهم أفضل لكيفية تعلم الناس والتكيف مع التغييرات بمرور الوقت، ظهرت الكثير من الأبحاث التكميلية المتتابعة في كل ما يخص عملية النمو والدراسات التجريبية في النمو العقلي والنفسي للإنسان منذ لحظة الإخصاب وحتى الشيخوخة.
من الممكن أن يعمل علماء النفس التنمويون في المدارس أو المستشفيات أو مرافق المعيشة المساعدة وغيرها الكثير من الأماكن، كما قد يقومون بإجراء بحث أو التدريس في التعليم العالي أو المعاهد الحكومية، حيث يواجه الأشخاص الذين يسعون إلى علاج المشاكل المتعلقة بالتنمية كذلك مساعدة المتخصصين الذين لديهم خلفية في علم النفس التنموي.

مصطلحات أساسية في علم النفس التنموي:

  • النضج والنمو والشيخوخة: إنّ نمط التنمية البشرية الذي تحدده العوامل الوراثية يشير إليها علماء النفس باسم النضج ؛ فأول 18إلى 20 سنة النمو يكون المسيطر وخلال مرحلة النمو تبدأ عملية الشيخوخة؛ يوجد العديد من الاتجاهات التنموية المتعلقة بالنضج وهي؛ النمو البدني والحركي للطفل من العمود الفقري إلى اليدين ونمو الطفل يتقدم من الرأس إلى نهاية العمود الفقري.
  • التطور العقلي: يتبع التطور العقلي كذلك عملية النضج والنمو والشيخوخة، يمكن أن تؤثر البيئة على العملية في أن سوء التغذية أو المرض يمكن أن يؤخرها ولكن لا يمكن تسريعها، فالتطور العقلي يتضمن جميع العمليات التي تتطور مع مرور الوقت.
  • زيادة التعقيد: التمايز والتكامل، حيث ينطبق على الجسم والأعضاء والمهارات والسلوك وتنقسم الخلايا إلى أجزاء فرعية وتتخصص ( التمايز ) لتصبح أعضاء، تعمل الأعضاء معاً كوحدة متكاملة (تكامل)، ينطبق أيضاً على تطوير التحكم في الحركة بحيث تتكامل الحركات المتمايزة بشكل متزايد لأداء الإجراءات.
  • التعلم: هو التغير في الكائن الحي نتيجة الخبرة المكتسبة، حيث يوجد أنواع من التعلم مثل التعلم عن طريق الارتباط أو التكييف الكلاسيكي، كذلك التكييف الآلي أو تعزيز الاستجابات الصحيحة عن طريق الخطأ.
  • الملاحظة والتقليد: يتم أخذها إلى الحد الذي ينطوي على أن تكون مثل شخص آخر بكل الطرق تقريباً (بما في ذلك تبني القيم والمعايير)؛ أي تحديد الهوية.
  • التنشئة الاجتماعية: عملية مدى الحياة يتم من خلالها اكتساب المعتقدات والعادات والمواقف والقيم والأدوار لثقافة الفرد أو المجموعة الاجتماعية ليتم دمجها في المجتمع وقبولها، ذلك على غرار التعلم ولكن على نطاق أوسع معقد، من خلال تغيير أو تناقض المجتمع الحديث (الأطفال المعرضون لأنظمة القيم الاجتماعية المتضاربة في المدن)، حيث أنّ التنشئة الاجتماعية من قبل الناس في مرحلة انتقالية بين الثقافات أمر معقد.

  • التفاعل بين العمليات المختلفة: جميع العمليات مرتبطة وتجري في وقت واحد أثناء التطوير، حيث أنّ طرق البحث التجريبية في علم النفس التنموي تتضمن البحث العلمي وفق القواعد والأساليب التي تضمن معلومات موثوقة وصحيحة يمكن تعميمها، كذلك عملية منطقية ومنهجية من خلال تحديد ما لا نعرفه وصياغة السؤال بوضوح وتحديد المفاهيم قيد المراجعة بوضوح.
  • طرق جمع المعلومات: يتم جمع المعلومات من خلال الموثوقية؛ يجب أن تعطي نفس النتائج عند استخدامها مرة أخرى في نفس الظروف وفي مناسبات مختلفة؛ أي موثوقية الاختبار وإعادة الاختبار على أجزاء مختلفة، موثوقية نصف منفصلة.

  • الاختبارات النفسية: الأدوات التي تم تجميعها وتوحيدها لاختبار الصفات النفسية، على سبيل المثال المواقف والقيم وخصائص الشخصية والذكاء، يتضمن أسئلة أو بيانات أو مشاكل أو صور الأكثر استخدام بسبب الدقة، بحيث تحتوي على معايير تجعلها قابلة للمقارنة عبر المجموعات، فقط علماء النفس المسجلين يمكنهم القيام بها.

  • شكوك حول صحة النتائج خارج حالة الاختبار: وضع الاختبار يختلف عن الواقع، كما العوامل التي تؤثر على السلوك غير موجودة في حالة الاختبار والأشخاص يعرفون أنّهم يخضعون للاختبار ويتفاعلون بشكل مختلف، يمكن استخدام تدابير غير مزعجة (الشخص غير مدرك) لتجنب الشواب.
  • البحوث: يوجد أنواع مختلفة من البحوث، مثل البحوث التجريبية وهي أقصى تحكم في متغير واحد (متغير مستقل) يتم التلاعب به، أمّا الآخر تمت ملاحظته وقياسه (متغير تابع)، حيث يجب عزل العوامل، فغالباً ما يتم استخدام المجموعة التجريبية (المعالجة) والمجموعة الضابطة (بدون علاج)، هناك بعض التجارب غير أخلاقية، فالوضع التجريبي مختلف جداً عن الواقع، أما البحث الترابطي ( البحث بأثر رجعي ) فهو يجمع المعلومات دون التأثير أو تغيير أي شيء، تم التحقق من الارتباط بين المتغيرات الموجودة ( عوامل التصنيف مثل العمر)؛ يمكن تعميمها بسهولة أكبر على المواقف الأخرى لأنّها متشابهة.

  • مفهوم المرحلة: يرى أغلب الباحثون في علم نفس النمو أن نمو الإنسان يشمل خاصية الاستمرار وخاصية عدم الاستمرار، حيث أنّ ذلك يتم من خلال مراحل محددة بصورة مستمرة، كما تتزامن خصائص النمو المستمر وخصائص النمو المرحلي في الحدوث، يستخدم مفهوم المرحلة للإشارة إلى على التغيرات الحادة في أنماط السلوك خلال فترات النمو المختلفة، أي أنّ المرحلة تشير إلى مجموعة من الظواهر والأنماط السلوكية التي يتم اقترانها معاّ خلال حدوثها، بحيث يمكن إرجاعها إلى مرحلة نمو معينة، استخدم عدد من العلماء مثل فرويد وبياجيه وإريكسون في وصف بعض جوانب النمو مفهوم المرحلة.
  • مطالب النمو: تقوم مطالب النمو بالكشف عن المستويات المهمة التي تساهم في تحديد جميع خطوات نمو الشخص، كما توضح مدى تحقيق الفرد للحاجات وإشباع الرغبات حسب مستوى نضجه وتطور الخبرات التي تتناسب مع مرحلة النمو لديه، كما تنتج مطالب النمو من خلال تفاعل مظاهر النمو العضوي وآثار الثقافة القائمة ومستوى تطلع الفرد، يؤدي تحقيق مطالب النمو إلى سعادة الفرد و تسهيل تحقيق مطالب الأخرى في نفس المرحلة وفي المراحل التي تليها، كما يؤدي عدم تحقيقها إلى شقائه و فشله و صعوبة تحقيق تلك المطالب في نفس المرحلة.
  • الاستعداد: هو أن يتهيّأ الفرد بصورة جسمية وعقلية من أجل القيام بسلوكات أو نشاطات، تكون قد تخطت مرحلة النضج، على سبيل المثال يستعد الطفل للمشي بعد أن تنضج عظام وعضلات الساقين.
  • الاختلافات الفردية: هي الفروقات العقلية بين الأشخاص، فكل شخص ينمو بنسبة مختلفة عن غيره، أيضاً يرتبط هذا المصطلح بجانب التعليم خصوصاً، كما أن للوراثة والجينات دور فيه.
  • الفترة الحرجة: عندما يكون الطفل مستعداً بيولوجياً ونضجاً لاكتساب سلوكيات معينة، فالفترة المثلى على غرار الحرجة هي الفترة التي يكون فيها السلوك مكتسب بنجاح أكبر ولكن يمكن اكتسابه في وقت مختلف وأقل نجاح، فلا يمكن تعلم بعض السلوكيات إلا عندما يكون الطفل مستعد لها، تلقى مصطلح الفترة الحرجة اهتمام متزايد من علماء النفس المعاصرين، كما تزداد قناعة هؤلاء العلماء بوجود فترات حرجة في النمو، ايضاً يتسارع خلالها تطور بعض العمليات النفسية وتكون العضوية فيها شديدة الحساسية وعرضة للتأثر السريع بالمثيرات البيئية.

وظائف في علم النفس التنموي:

كمجال دراسي كبير مع عدد من التخصصات يقدم علم النفس التنموي العديد من المهن المختلفة، يبدأ علماء النفس التنموي عادةً في متابعة مهنة في هذا المجال من خلال الحصول على درجة البكالوريوس في علم النفس، لكن معظم المهن تتطلب درجة متقدمة مثل درجة الماجستير أو الدكتوراه، قد يقوم بعض علماء النفس التنموي بتقييم وعلاج الأشخاص الذين يعانون من إعاقات أو تأخر في النمو.
يمكن أن يتخصص علماء النفس التنموي أيضًا في مجال معين ، مثل نمو الأطفال أو علم الشيخوخة. اعتمادًا على مجال تخصصهم ، قد يعمل علماء النفس التنموي في المدارس ومراكز التعلم الأخرى أو دور رعاية المسنين أو الجامعات أو المستشفيات.
تم بحث العديد من المفاهيم في البحث التنموي على نطاق واسع وهي مقبولة على نطاق واسع، مع ذلك فقد تم انتقاد صلابة المراحل داخل نظريات المرحلة، حيث إن المراحل التي تملي الانتقال في عمر معين قد لا تفسر بشكل كاف الفروق الفردية، قد ينتقل بعض الأطفال الذين يمرون بتطور طبيعي إلى مرحلة جديدة قبل أن يصلوا إلى الحد الأدنى لسن تلك المرحلة، فقد يتأخر البعض الآخر إلى حد ما.
تم انتقاد علم النفس التنموي لكونه شديد الحتمية، يعتقد علماء النفس التنموي أن التجارب المبكرة لها تأثير كبير على تكوين الذات والشخصية، فقد يقلل هذا الاعتقاد إلى حد ما من دور الإرادة الحرة والاختيار، نقطة أخرى في الاعتبار هي أن الكثير من البحث تم إجراؤه باستخدام الأطفال، نظراً لأنّ الأطفال قد لا يفهمون المهمة التجريبية بشكل كافي، يمكن أن يصابوا بالملل بسهولة، فقد يتأثرون بطريقة أخرى أثناء المشاركة في دراسة، يعتقد بعض الناس أنّ نتائج البحث قد لا تكون انعكاس دقيق لما يستطيع الأطفال فعله بالفعل.

المصدر: علم النفس، محمد حسن غانمعلم نفس النمو، عباس محمود عوضعلم نفس النمو، حسين الزبيدي


شارك المقالة: