يولد الطفل و لديه جهاز مناعة طبيعي يمكن تعزيزه من خلال الرضاعة الطبيعية، إذ تعتبر الرضاعة الطبيعية، المرحلة الأولى من مراحل تعزيز المناعة، ثمَّ تبدأ من بعدها مرحلة المناعة المكتسبة المتمثِّلة باللقاحات ( التطعيم )، التي كانت سبباً في حماية الأطفال من أمراض عديدة أدّت إلى القضاء عليهم في السابق، وكان ذلك قبل اكتشاف هذه المطاعيم.
دعونا نتعرَّف على المطاعيم وأنواعها وأثارها الجانبيَّة، وماهي النصائح التي يمكن أن نقدمها لكم خلال هذا المقال:
مفهوم المطعوم
هو عبارة عن حقنة تحتوي على مايكروبات مجهريَّة دقيقة جداً (فايروس، بكتيريا) تمَّ معالجتها في المختبر الطِّبي، بحيث تصبح غير ضارَّة بالإنسان، إذ تعمل على تطوير الجهاز المناعي و تحفيزه على المقدرة لمكافحة هذه الكائنات، و أيضاً تفعيل آليَة خلايا الذَّاكرة المناعيَّة، فتصبح قادرة على التعرُّف السريع و الاستجابة السَّريعة عند حدوث مواجهة ثانية بين جهاز المناعة و الكائنات المجهريَّة نفسها، فيصبح جسم الطِّفل قادراً على حماية نفسه.
أنواع المطاعيم للطفل
يتم تقديم المطاعيم في أول سنتين من عمر الطِّفل، و منها يؤخذ في عمر المدرسة و تقدَّم على عدَّة جرعات متفرقة، وفيما يلي بعض أنواع المطاعيم و الأوقات المناسبة لحصول الطفل عليها:
- مطعوم التهاب الكبد الفيروسيّب: يتمُّ إعطاء هذا المطعوم للطفل على ثلاث جرعات متفرِّقة، حيث تُعطى أول جرعة للطفل عند الولادة، ويقي هذا المطعوم الطفل من مرض التهاب الكبد الفيروسي ب.
- مطعوم الفيروس العجلي: يُعطى هذا المطعوم للطفل على جُرعتين واحدة في عمر الشَّهرين والأخرى في عمر أربع شهور.
- مطعوم بكتيريا المكوّرة الرئوية: يُعطى هذا المطعوم للطِّفل على أربع مراحل، حيث يبدأ إعطائه للطفل في عمر الشهرين ويستمر حتى عمر السَّنة.
- المطعوم الثلاثي: يحمي هذا المطعوم من ثلاث أمراض؛ السُّعال الديكي، والكزاز، ومرض الخناق، ويُعطى للطفل على خمس جرعات خلال ستِّ سنوات من عمر الطفل، ويعطى الطفل بعض الجرعات خلال سنِّ المراهقة.
- مطعوم المستدمية النزليّة النوع ب: يتم تقسيم هذا المطعوم على أربع جرعات موزَّعة على السَّنة الأولى من عمر الطفل. يُعتبر هذا النوع من البكتيريا المُسبِّب الرئيسي لمرض التهاب السَّحايا البكتيري.
- مطعوم شلل الأطفال: يُعطى هذا المطعوم للطِّفل على أربع جرعات، يتمُّ توزيعها من عمر شهرين إلى ثمانية عشر شهراً.
- مطعوم الإنفلوزا: يتمُّ إعطاء هذا المطعوم بشكل سنوي، ويبدأ بإعطائه للأطفال بعد بلوغ الستَّة أشهر من العمر.
- مطعوم الحصبة و النكاف و الحصبة الألمانية: يتمُّ إعطاء هذا المطعوم على جرعتين،
يُنصح بإعطاء الجرعة الأولى بين عمر السَّنة والخمسة عشر شهراً من عمر الطفل،
و الجرعة الثانية بين السنة الرابعة والسادسة من عمر الطفل. - مطعوم جدري الماء: يتمُّ إعطاء هذا المطعوم على جرعتين للوقاية من إصابة جدري الماء، حيث تُعطى الجرعة الأولى عند بلوغ الطِّفل عمر السنة، والجرعة الثانية بين السنة الرابعة والسادسة من العمر.
- مطعوم السل: يتمُّ إعطاء هذا المطعوم للأطفال الأكثر عرضةً للإصابة بمرض السل،
ويمكن إعطائه للطفل من عمر الولادة حتى سن السادسة عشر.
الآثار الجانبية للمطاعيم للطفل
تكون بعض المطاعيم مصحوبة ببعض الآثار الجانبيَّة في بعض الحالات، وهذه الآثار غالباً ما تكون بسيطة وتزول من تلقاء نفسها في بضعة أيام، ومن الآثار الجانبية الشَّائعة عند الأطفال ما يلي:
- حدوث انتفاخ في منطقة الحقن واحمرارها، وظهور نتوء صغير جلدي وصلب.
- قد يُصاب الطِّفل بالحمّى في بعض الحالات، وحدوث تورّم في منطقة الحقن، قد لا يستطيع الطفل الوقوف على رجليه بسبب ذلك.
- كما قد يُصاحب بعض المطاعيم بعض الآثار الجانبية مثل الصُّداع، وألم في العضلات والمفاصل.
- قد يحدث عند الطِّفل آثار مثل الارتعاش، والشُّعور بالتَّعب والإعياء.
- في حالات نادرة يحدث بعض الآثار الجانبية تكون أشدُّ، والتي قد تُشكِّل خطراً على حياة الشخص، مثل ردَّة الفعل التحسُّسيّة المفاجئة، والمعروفة بالصَّدمة التحسسيّة، ومن الجدير بالذِّكر أنَّ هذه الحالة تحدث بشكل نادر جداً حيث تحصل حالة واحدة بين مليون حالة، ويمكن السيطرة عليها وعلاجها.
طرق تخفيف ألم الطفل بعد المطعوم
بعد تلقّي الطفل المطعوم قد يحدث عنده آلام بسبب الآثار الجانبيَّة التي قد تظهر له بسبب المطعوم وبالطَّبع سوف يشعر الطِّفل بالانزعاج من الألم الذي سبَّبته تلك الآثار، وقد يستمر بالبكاء وهذا الأمر يُسبِّب التوتُّر للأم و الأب، لذلك سأقدِّم لكم بعض النصائح لمساعدة الطِّفل للتخفيف من هذا الألم:
- الحرص على ارتداء الطِّفل ملابس فضفاضة ومريحة؛ حتَّى لا تحتك بمكان الحقن.
- الحفاظ على درجة حرارة الغرفة وتهيئة جو هادئ ومريح للطفل حتى يستطيع النوم بسهولة.
- يُفضَّل الوقوف بجانب الطفل و احتضانه وقت أخذه اللُّقاح؛ وذلك للمحافظة على هدوئه
و راحته ولصرف انتباهه عن اللقاح حتى لا يشعر بالخوف منه. - يُفضَّل إطعام الطفل وتجنُّب شعوره بالجوع لوقت طويل، للمحافظة على هدوئه وتجنُّب بُكائه حتى لا تزيد حالته سوءاً لأنَّه يكون بمزاج سيء بعد أخذه للمطعوم.
- يُفضّل استخدام كمَّادات من الماء البارد، للتخفيف من ألم الطفل و للتقليل من تورّم المنطقة بعد أخذ الطِّفل اللقاح، ومع الحرص على استخدام للكمادات قطعة نظيفة من القماش.
- مُحاولة إلهاء الطِّفل بأشياء مختلفة، كالألعاب حيث من الجميل شراء لعبة جديدة له تُناسب عمره، أو وضعه عند التلفاز لمشاهدة أفلام الأطفال المضحكة إذا كان عمره يسمح بذلك.
- يجب على الأهل المحافظة على هدوئهم وعدم القلق ومعرفة أنَّ المطعوم ضروري لصحَّة الطفل وسيتألَّم لبضع ساعات و لكن سوف يحميه من المرض طول حياته، وقد أثبتت الدِّراسات أنَّ المشاعر تنتقل من الأهل إلى طفلهم؛ لذلك على الأهل أن يُظهروا مشاعر الرَّاحة و الهدوء.
- إذا حصل عند الطفل ارتفاع في الحرارة يجب عمل كمّادات باردة، واستخدام خافضات الحرارة التي يوصفها الطبيب.
- إذا لم تخف أعراض المطعوم ولم تتحسَّن حالته بعد أربع وعشرين ساعة يجب مراجعة الطبيب للاطمئنان على صحَّته.