تنعكس الصحة النفسيّة على كافة أفعال وأقوال الأفراد الذين يتمتّعون بصحة نفسيّة جيدة، سيكونون سعيدين ومُقبلين على الحياة، يتطوّرون بشكل مستمر، يقومون بتطوير كل شيء يحوم من حولهم، أمّا من لا يتمتع بصحة نفسيّة جيدة فيكون أقل اندفاعاً للحياة، كذلك أقل نشاط وتسيطر عليه الأفكار التي تتصف بالتشاؤم، كما أنّه يتهرَّب بشكل مُستمر من المشاكل والظُّروف التي تواجهه، بذلك فإنّ الصحّة النفسية الجيّدة للأفراد في المجتمع هي أساس تطوير المجتمع وتنميته.
مظاهر الصحة النفسية
الاتزان الانفعالي
هي أن يكون الفرد مُتزن في ردود أفعاله، فلا يكون بارد لا مبالي أو منفعل أكثر من اللازم، إنَّما يتعامل مع الأحداث بشكل مناسب وبعقلانية، كذلك يجد حلول للمشكلات التي تواجهه ولا يتهرّب منها، هذه الحالة تأتي من شعور الإنسان بالرَّاحة النفسيّة والطمأنينة والاكتفاء الذاتي والتفاؤل، بعيداً عما يقلقه والأفكار التشاؤمية التي تدور في ذهنه مثل الوحدة والخوف، بالتالي فإنّ اتزان الشخص الانفعاليّ في مواجهة الأحداث من حوله دليل على تمتعه بصحة نفسيّة قوية.
الدافعية
هي الدافع الذي ينتج عن القيام بالأفعال التي تختلف عن بعضها، يمكن تقسيم الدافعية إلى عدّة أقسام وهي دوافع عضوية لها علاقة بالجسد وأعضائه، مثل تناول الطعام بدافع الجوع، أخذ استراحة بعد الشعور بالتعب، كذلك دوافع نفسية بيولوجية وهي قريبة من القسم الأول، حيث إنّ الجسم يتحكّم بها، أُخرى نفسيّة عاطفيّة لا ترتبط بأعضاء الجسم بشكل مباشر، إنَّما هي داخليّة مثل الحب والكراهية والغضب والانفعال والحزن، كذلك يوجد دافع القيم وهو الدافع الذي ينتج عن القيم التي يؤمن بها الشخص ويتّبعها، هي أكثر ما يتحكّم في سلوكيات الأشخاص؛ فسلوك الفرد يَعكس مبادئه وقيمه التي يحملها.
التفوق العقلي
هي مستوى ذكاء الشخص والقدرة التي لديه في التحليل والتحصيل الدراسيّ؛ فهي ترتبط بالصحة النفسية الجيّدة بشكل كبير، فمن لا يتمتّع بصحة نفسيّة جيدة تجعله شخص يُعاني من التشتت في التفكير وعدم الاتزان العقلي.
وجود علاقات اجتماعية
من أهم مظاهر الصحة النفسية قدرة الفرد على الاختلاط في المجتمع والتعامل معه، كذلك امتلاك الأصدقاء والتعارف، مع شعوره بالأمن؛ لأنّه شخص ضمن هذا المجتمع ومنتمي إليه، أيضاً العمل من أجل نمو وتطوّر المجتمع وليس فقط تطوير وتنمية الذات.