مقومات الأسرة في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


تعتبر وحدة الأسرة مكونًا مهمًا من مكونات الإسلام، ويتم إعطاء جميع عناصر الأسرة الأهمية الواجبة من الآباء إلى الأبناء إلى الأزواج والأهل والأقارب، ويركز القرآن الكريم مرارًا وتكرارًا بواجبات الأبناء تجاه الوالدين، ولا سيما في سن الشيخوخة، وطاعة الوالدين ومعاملتهما بحنان من الفضائل الغالية؛ حتى لو كانوا غير مسلمين.

مقومات الأسرة في الإسلام

إن من مقومات الأسرة في الإسلام طاعة المرء لوالديه وهذا لا يبطل طاعة المرء لله تعالى، قال تعالى: “وَإِن جَاهَدَاكَ عَلَىٰ أَن تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلَا تُطِعْهُمَا ۖ وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفًا ۖ وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ۚ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ”، لقمان، 15.

من مقومات الأسرة كذلك حسن المعاملة مع الأبناء، ينصح الإسلام الآباء بمعاملة أطفالهم بالرحمة والمحبة والمساواة، بالإضافة إلى ذلك يجب على الآباء توفير التعليم المناسب لأطفالهم، إلى جانب تربيتهم ليكونوا أفرادا مستقيمين أخلاقيا ومسؤولين في المجتمع، وذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم إن أفضل هدية يمكن أن يقدمها الأب لطفله هي التعليم الجيد، كما ركز النبي صلى الله عليه وسلم بشكل كبير على المعاملة اللائقة للبنات ووعد بأجر الجنة للآباء الذين يربون بناتهم بشكل جيد.

وفي الوقت نفسه يدعو الله تعالى إلى الوسطية في المعاملة مع الأبناء وذكر ذلك في القرآن الكريم: “يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ ۚ وَمَن يَفْعَلْ ذَٰلِكَ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ”، المنافقون، 9.

إن من مقومات الأسرة الأساسية هي أهمية الزوج والزوجة، وإن الزواج عقد اجتماعي مقدس بين الرجل والمرأة، يؤكد الإسلام أيضًا أن من أهم مقومات الأسرة هي مؤسسة الزواج، قال الله تعالى في محكم كتابه: “وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُم مِّنْ أَنفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِّتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُم مَّوَدَّةً وَرَحْمَةً ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ”، الروم، 21.

يصف القرآن الكريم بشكل جميل عمق العلاقة الزوجية من خلال استحضار استعارة الثياب للزوج والزوجة، وذكر النبي محمد صلى الله عليه وسلم للشباب أن العزم على الزواج على وجه التحديد؛ إنه يعادله بإتمام نصف إيمان المرء.

في حين أن مفهوم المواعدة غير موجود في الإسلام وأن الجماع قبل الزواج محظور، فإن المفهوم الإسلامي للزواج يعترف بالحاجة إلى تحديد التوافق بين أزواج المستقبل، خلافًا للمعتقدات الشائعة، ولا يعترف الإسلام بالزواج القصري بغض النظر عن الجنس؛ ويعتبر الزواج غير مكتمل دون موافقة صريحة من كل من العروس والعريس.

ومن الناحية الإسلامية يعتبر من مقومات التي يقوم عليها الأسرة أن للزوجة حرية الاحتفاظ بدخلها، حيث يتوقع من الزوج إعالة المنزل والأسرة، ورغم ذلك يحتفظ العديد من الأزواج بحسابات بنكية مشتركة ويشاركون أعباء المنزل معًا.

وحمل الإرث إلى الأمام عن طريق الأبناء هو من مقومات الأسرة المسلمة، غالبًا ما يكون إنجاب الأطفال هو الخطوة التالية الطبيعية للعديد من الأزواج المسلمين، على الرغم من أن البعض يختار الانتظار بضع سنوات قبل الحمل في حين أن البعض الآخر غير قادر على القيام بذلك، حث نبينا الكريم على تكاثر المسلمين عن طريق الولادة، قال صلى الله عليه وسلم: “تزوجوا فإِنَّي مُكاثِرٌ بكم الأُمَمَ، ولَا تكونوا كرهبانِيَّةِ النصارى”، الحديث صحيح.


شارك المقالة: