مقياس كونرز لنقص الانتباه في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


يعتبر اضطراب نقص الانتباه وفرط الحركة من أكثر الاضطرابات النفسية التي يعاني منها الأشخاص في مقتبل العمر، ويعاني العديد من الأهالي بسبب تطوّر حالة أبنائهم نتيجة هذه المشكلة التي تتعلّق بالمشاكل النفسية التي تحتاج إلى تداخلات إرشادية نفسية في المراحل الأولى من العمر، حيث يستخدم المرشدون النفسيون عدد من الاختبارات التي يمكن من خلالها قياس مدى تأثر الطفل بحالة نقص الانتباه ليتم تقييمها وعلاجها، ولعلّ مقياس كونرز لنقص الانتباه من أبرز المقاييس الشائعة في هذا المجال.

ماذا يعني اختبار كونرز لنقص الانتباه في الإرشاد النفسي

يستخدم هذا النوع من الاختبارات من قبل المختصين النفسيين في مجال الإرشاد النفسي لمعرفة مدى خطورة حالة المسترشد بسبب مشكلة نقص الانتباه أو فرط الحركة لديه، وعادة ما يستخدم هذا المقياس لقراءة السلوك لدى المسترشد بصورة شاملة، وعادة ما يستخدم لدى المسترشدين في مقتبل العمر، والهدف منه هو تسهيل عملية التشخيص الأولية للمسترشد وتخفيض تطوّر الحالة المرضية النفسية لدى المسترشد ومحاولة السيطرة عليها بصورة أكثر دقّة.

يمكن لهذا النوع من الاختبارات أن يساعد المرشد النفسي على فهم سلوك المسترشد وأبرز الأخطاء والعقبات التي تواجهه في حياته، حيث يساعد هذا النوع من الاختبارات الأطباء والمختصين في مجال الإرشاد النفسي على تحديد حجم الأضرار الناتجة عن مشكلة فرط الحركة أو نقص الانتباه وأبرز المشكلات التي تنتج عنها في الوقت الحالي، وما هي التوقعات الممكنة لتطوّر الحالة في المستقبل إذا لم يتمّ العلاج بصورة سريعة.

ما هي نماذج مقياس كونرز لفرط الحركة وتشتت الانتباه

1. مقياس يتم إعطاؤه للآباء

من خلال هذا المقياس يتمّ طرح عدد من الأسئلة التي تخصّ شخصية المسترشد على الآباء والأمهات، حيث يقومون بطرح الإجابات بصورة صحيحة ليتمكن المرشد النفسي من تحديد كيفية تطوّر حالة المسترشد والوقت الذي بدأت فيه الحالة بالتطوّر، وما مدى تأثير المشكلة التي يعانون منها على الحياة في المنزل، ويتم الاستفسار عن بعض المسلكيات التي يقوم بها المسترشد مع أشقائه وأصدقائه وطريقة فهمه للأشياء، ومدى تأثير الحالة على نمط شخصيته، حيث يقوم المرشد النفسي بجمع الإجابات وتقييمها وتعديلها على شكل مقياس يساعد في فهم حالة المسترشد بصورة أكثر دقّة.

2. مقياس خاص بمكان العمل أو بالشخص المسؤول عن المسترشد

من خلال هذا النوع من المقاييس يقوم المسترشد بطرح مقياس يحتوي على عدد من الأسئلة التي يطلب من خلالها الإجابة بصورة شفّافة ودقيقة، وتتمحور الأسئلة حول شخصية المسترشد ونمطه السلوكي وعادة ما يقوم بالإجابة على هذه الأسئلة المدير في العمل أو معلم المدرسة إذا كان المسترشد طالباً، أو المكان الذي يتواجد فيه المسترشد بصورة كبيرة، وتساعد مثل هذه المقاييس على فهم السلوم الذي يمثّله المسترشد، وتحديد فيما إذا كان هذا السلوك متغيّر من المنزل إلى العمل أو إلى المدرسة، أم أنه يظهر فقط في أوقات معينة ويختفي بعدها، وهل يظهر هذا السلوك بحضور أشخاص بعينهم أم أمام الجميع، يقوم المسترشد من خلال جمع الإجابات على تشكيل صورة اكثر وضوحاً عن طبيعة المسترشد والحالة المزاجية التي تمرّ به.

3. تقرير أو مقياس يقيم المسترشد يملأه المسترشد بنفسه

حتى يتمكّن المرشد من معرفة صحّة المعلومات التي قام بجمعها من خلال طرح الأسئلة عبر مقياس كونرز على الآباء وفي مكان العمل يقوم بعرض الاستبيان من خلال طرح عدد من الأسئلة على المسترشدين أنفسهم، من خلال الإجابات يقوم المسترشد باستنتاج عدد من المفاهيم المتعلّقة بالعملية الإرشادية الخاصة حول شخصية المسترشد، ويقوم بجمع معلومات أكثر عن المعززات التي تؤدي إلى سلوك فرط النشاط أو نقص الانتباه، ويصبح على يقين بمدى خطورة حالة المسترشد ومدى حاجته إلى علم الإرشاد النفسي من خلال الخضوع للعملية الإرشادية.

ماذا يقيس اختبار كونرز في الإرشاد النفسي

1. فرط الحركة

تعتبر مشكلة فرط الحركة من أكثر المشاكل الإرشادية التي تؤرق المجتمع في وقتنا الحاضر، وعادة ما يساعد هذا النوع من الاختبارات في كشف مدى تأثير فرط الحركة على شخصية المسترشد ومقدار النمو لديه، وإمكانية العلاج أو الإرشاد.

2. السلوك العدواني

من خلال هذا الاختبار يقوم المرشد النفسي بمعرفة السلوك الذي يمارسه المسترشد بصورة كبيرة، ومعرفة مقدار السلوك العدواني لديه وكيفية علاج هذا السلوك ومدى تطوّره وخطورته في المستقبل.

3. التصرفات القهرية

يتم معرفة مقدار ما يعانيه المسترشد من وسواس قهري أو مقدار الغضب والقهر الذي يشعر به نتيجة الضغوط المجتمعية المختلفة.

4. الاضطرابات العاطفية

يمكن لهذا الاختبار أن يقيس مدى الاضطرابات العاطفة التي يعاني منها المسترشد في حياته الخاصة، وكيف يمكن لهذا الاضطراب أن يؤثر على سير حياته بصورة عامة، كما ويتم معرفة مدى الجفاف العاطفي أو الإشباع العاطفي لدى المسترشد والحاجة الغريزية لديه ومدى خطرتها على المجتمع، ولا يمكن أن يكون لهذا النوع من المقاييس أي أثار سلبية متوقّعة، فهو ذو أثار إيجابية تعمل على معالجة حالة المسترشد بطبيعة الحال.

5. صعوبات اللغة والتواصل

يمكن لاختبار كونرز أن يقيس الصعوبات اللفظية وغير اللفظية التي يعاني منها المسترشد في حياته العامة والخاصة، ومدى تأثير اللغة على شخصيته ومقدار الثقة التي يتمتّع بها، وهل من الممكن أن يتمّ تعديل اللغة لديه بصورة صحيحة أم أنّ الأوان قد فات ولا يمكن أن يتمّ التلاعب الكلمات، ولكن في كلا الحالتين يمكن للإرشاد النفسي من خلال العملية الإرشادية أن يساعد المسترشد على كيفية التعايش مع اللغة اللفظية المنطوقة بصعوبة دون خوف أو خجل، وأن يتمّ تفعيل المشاعر عن طريق لغة الجسد بصورة أكثر وضوح، ليكون مقدار الإقناع الذي يقدّمه المسترشد كبيراً ومفهوماً لدى الآخرين.

6. الصعوبات التعليمية وبناء العلاقات

يقوم مقياس كونرز على قياس مجموعة من الأمور التي تتعلّق بذكاء المسترشد ومقدار فهمه للأمور، وكيف يمكن له ان يتجاوز مادة الحساب مثلاً التي تعتبر عائقاً له في حياته الخاصة، أو كيف يمكن له أن يبني علاقات مع أقرانه بصورة سليمة مقبولة في المجتمع، وهذا النوع من الصعوبات التي تواجه المسترشد تعتبر عائقاً يؤثر كثيراً على الشخصية ويساعد على عزلة المسترشد عن المجتمع وخوفه من بناء العلاقات الاجتماعية الحقيقية، وبالتالي تكون الحاجة إلى العملية الإرشادية كبيرة ويكون المسترشد بأمسّ الحاجة إلى من يكشف حقيقة ما يعانيه من مشاكل نفسية وخاصة تلك التي تتعلّق بفرط النشاط ونقص الانتباه.

المصدر: أساسيات الإرشاد النفسي والتربوي، عبدالله أبو زعيزع، 2009. الإرشاد النفسي لأسر الأطفال غير العاديين، دكتور مصطفى حسن أحمد، 1996. الإرشاد النفسي عبر مراحل العمر، الأستاذ محمد ملحم، 2015. الإرشاد النفسي للصغار والكبار، عبد الرقيب أحمد البحيري.


شارك المقالة: