مكانة الجد والجدة في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


يتمتع الجد والجدة والأبناء في الإسلام بالعلاقات القوية بينهم، وهذه العلاقات تتميز بمجموعة من الفوائد، بما في ذلك زيادة السعادة لدى الطرفين، وزيادة الارتباط بتاريخ الأسرة وتراثها، وفرصة لتعلم مجموعات من المهارات الجديدة التي لا يمتلكها سوى الجد والجدة، وزيادة الترابط العاطفي، ونظام دعم أقوى للجميع في الأسرة.

مكانة الجد والجدة في الإسلام

في حين أنه قد يكون لدى الوالدين تحفظات على تربيتهم على أساس ضوابط  معينة للأبناء، فإن الأجداد في الحقيقة يساعدون الأهل في أغلب الأحيان لتربية الأبناء كمسلمين، ويفسحون المجال لدعم الأسرة المسلمة لتصبح قوية ومترابطة.

ويضع الدين الإسلامي تركيزًا كبيرًا على الأسرة وعلى الحفاظ على الروابط الأسرية، ويجب أن يعامل كل فرد من أفراد الأسرة مع الآخر بلطف واحترام وخاصة الوالدين، وإن وجود الأجداد يكون إيجابيًا للأحفاد، فإن الأحفاد بحاجة إلى الجد والجدة، ولا ينبغي حرمان الأحفاد من إقامة علاقة جيدة معهم؛ بسبب الاختلاف في التفكير أو غيره.

دور الجد والجدة في الأسرة المسلمة

بعد الآباء والأمهات، يكون العلاقة التالية المهمة بالنسبة للأبناء هي الأجداد، كل طفل لديه دائما علاقة خاصة مع أجداده، غالبًا ما يعبر الأبناء أن الأجداد أفضل من آبائهم؛ لأنهم دائمًا يقدمون ما يريده الأحفاد ويأخذون موقفًا عندما يغضب الآباء من الأحفاد لصالحه الأحفاد، إن الارتباط العاطفي وأهمية الأجداد يأتي في المرتبة الثانية بعد الارتباط العاطفي الذي يتمتع به الأبناء الوالدين؛ حتى في موضوع الحضانة يكون للجدة بعد الأب والأم.

للأجداد أهمية كبيرة في الإسلام، ومن الواجب أن يحسن الأحفاد معاملتهم، حتى لو كان الأجداد يعيشون بعيدًا عنهم، يجب أن يقوم الأحفاد بزيارتهم بانتظام؛ لإظهار أنهم ما زالوا يحبونهم ويهتمون بهم ويشكرونهم على دعمهم لهم، كما أن اللطف والإخلاص للوالدين واجب  على الأبناء، كما أن اللطف والإخلاص مع الأجداد واجب كذلك.

يجعل الأجداد حياة الأحفاد مختلفة، حيث يُحدِث وجود الأجداد بعض الاختلافات في حياة أحفادهم؛ نظرًا لأنهم الآن كبار في السن ومتقاعدون، فإنهم يبدون معظم وقتهم لرعاية الأحفاد، وهذا يلعب تأثيرًا كبيرًا على سلوك الأحفاد في المستقبل، فالأحفاد يكبرون مع الأجداد، إذ أنه يكبر معظم الأطفال مع الأحفاد، نظرًا لوجودهم معهم من أجلهم منذ اليوم الأول، فإنهم يطورون علاقة قوية مع أجدادهم، عندما تأتي العطلة مثًلا أول ما يخطر في تفكير الأحفاد هو زيارة بيت الأجداد.

إن الأجداد يساعدون الآباء في تربية الأبناء، وكثير من الآباء والأمهات في الوقت الحاضر هم أمهات وآباء عاملين، يذهب كل من الآباء والأمهات إلى العمل كل يوم لكسب لقمة العيش، ويكون الأجداد وسيلة للإنقاذ الأحفاد، من حيث اللعب والمأوى، وكثير من الأطفال تربوا على يد أجدادهم، فإن من إحدى خصال وأهمية الأجداد في الإسلام هو أنهم يشاركون في تربية أحفادهم، حيث يقضي بعض الأبناء طفولتهم مع أجدادهم أكثر مما يقضونه مع والديه.

وينفق الأجداد الكثير من أجل الأحفاد، فالأجداد هم الأشخاص الوحيدين الذين لا يقولون لا لأي شيء يطلبه الأحفاد، وكل ما يريدونه هو أن يرونهم سعداء، وهم كرماء جدًا تجاههم، وينفقون أموالهم على شراء الأطعمة اللذيذة لهم وغيرها من الأمور.

وبخلاف المال هناك الكثير من الأشياء التي يمكن أن يتعلمها الأحفاد من الجد والجدة، حيث يمكنهم أن يعطونهم تصورات مختلفة عن العالم، ويشارك الأجداد المرح مع الأحفاد، فكل شيء ممتع مع الأجداد، وتجعل الفجوات بين الأجيال كل ما يقومون به معًا ممتعًا للغاية، حيث سيكون هناك الكثير من الأشياء المضحكة التي تحدث خلال وقت الجلوس معهم.

يُحب الأجداد أن يكونوا فعلًا أجدادًا، وما هو جميل من الأجداد؛ هو أنهم ينغمسون في دورهم، ووجود الأحفاد يجعل الأجداد يشعرون وكأنهم يمتلكون العالم، فالأبناء يتمنون آبائهم مثلاء لأجدادهم، بالنسبة للأحفاد فإن وجود الأجداد يجب أن يكون هو أفضل شيء يحدث في حياتهم.

وهناك خبرة الأجداد القيمة، وذلك من خلال عيشهم فترة أكبر من الأبناء والأحفاد، ومن المؤكد أن هناك العديد من التجارب الحياتية التي مرّوا بها، وهي تستحق دائمًا إعادة سردها ملايين المرات، وسيكون الأحفاد مهتمين جدًا بتلقي لمعلومة والقصة الممتعة منهم، وإن التقاء أحفادك ببعضهم البعض في بيت الجد والجدة متعة بحد ذاته، والاستماع إلى القصص الممتعة عن طفولتهم والدينا التي لا يعرفونها أبدًا.

ولا يجب التقليل من شأن الأجداد لمجرد أنهم كبار في السن، فلا يزال هناك العديد من الأشياء التي يمكنهم القيام بها مع الأحفاد والأبناء، مثل الاستشارة في الأمور الهامة، فقد ذكر الله تعالى ذلك بقوله: “اللَّهُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ ضَعْفٍ ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ ضَعْفٍ قُوَّةً ثُمَّ جَعَلَ مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ ضَعْفاً وَشَيْبَةً يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ وَهُوَ الْعَلِيمُ الْقَدِيرُ”، الروم، 54.

حقوق الجد والجدة في الإسلام

نظرًا لأن الأجداد مهمون جدًا في حياة الأحفاد، يجب تطبيق حقوقهم أيضًا، وفيما يلي بعض حقوق الأجداد:

1- حق حضانة الطفل

للأجداد الحق في حضانة الطفل وكذلك الوصاية عندما يكون كلا الوالدين غير قادرين على القيام بواجبهما، فحق الأجداد في الحضانة يلي الحضانة بعد الوالدين في الإسلام.

2- حق الزيارة للجد والجدة

للأجداد الحق في أن يزورهم أحفادهم بانتظام إذا كانوا يعيشون بعيدًا عنهم، ولا ينبغي إهمالهم لمجرد أنهم تقدموا في السن أو عاجزون، فإن وجود الأجداد حتى في سن الشيخوخة هو في الواقع امتياز لا يمكن لأي شخص الحصول عليه.

3- وجوب احترام الأحفاد للجد والجدة كالوالدين

قال خير الخلق سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم عن احترام من كانوا أكبر منا في السن: “لَيْسَ مِنَّا مَنْ لَمْ يَرْحَمْ صَغِيرَنَا وَ يُوَقِّرْ كَبِيرَنَا” رواه الترمذي وحسّنه، فالأجداد أكبر من الوالدين، كما يجب على الوالدين احترامهم، فعلى الأحفاد أيضًا نفس الالتزام باحترام الأجداد مثل الوالدين على قدم المساواة.

4- حق النفقة للجد والجدة

عندما يكون الأحفاد قادرين على كسب المال بمفردهم وأجدادهم ما زالوا على قيد الحياة، يجب أن ينفق عليهم كما ينفق على الوالدين، حيث يعتبر الإسلام الأجداد هم بمثابة الوالدين ووجودهم ضروري ومهم في الحياة، وتكون نفقتهم على الأبناء وعلى الآباء أيضاً.

من ذلك يتبين لنا الأهمية القصوى للأجداد في الإسلام وحقوقهم، وتعلمنا جميعًا أن وجود الأجداد في حياتنا هو امتياز، فلقد تقدموا في السن بالفعل عندما كنا نحن صغارًا وكبرنا بالفعل مع تقدمهم ​​في السن.


شارك المقالة: