منهج البحث التجريبي في الإرشاد النفسي

اقرأ في هذا المقال


منهج البحث التجريبي في الإرشاد النفسي:

إنّ من أبرز الخدمات التي يقوم المرشد النفسي على تقديمها هي تجهيز البحوث والدراسات من الجانب الميداني التي تعمل على حلّ المشكلات التي يتمّ طرحها عليه، ومن هنا يتبيّن لنا أن منهاج البحث التجريبي هو من أهم مناهج البحث العلمي الحديث، حيث أنّ علم الإرشاد النفسي كغيره من العلوم الإنسانية يهدف إلى اكتشاف القوانين العلمية الثابتة والتوصل إلى الأمور العامة التي تساعد في معرفة سلوك المسترشدين والتنبؤ به والسيطرة عليه إلى حدّ ما.

مقدمة عن مناهج البحث في الإرشاد النفسي:

إنّ معرفة عن الأسباب التي تؤثر في الجانب السلوكي والمعرفي للمسترشد تعتبر هدفاً رئيسياً للبحث في هذا المجال، ولا شكّ في أنّ أول ما يقوم به المرشد هو الحصول على البيانات والحقائق المرتبطة بموضوعات الدراسة، ولهذا لا بدّ لمن يقوم بالبحث العلمي من خلال المنهج التجريبي في عملية الإرشاد النفسي، أن يبحث عن الحقائق التي تمكّنه من إيجاد الحلول الممكنة.

إنّ الطرق المتبعة في طرق الدراسة تختلف باختلاف موضوعاتها، كما وتختلف بحسب قدرة المرشد في السيطرة على العوامل المؤثرة في تلك الظاهرة التي هي موضع الدراسة، وأي كانت أساليب البحث العلمي متنوّعة، فإنّ هناك خطوات لعملية البحث العلمي تبدأ بالشعور بالمشكلة، ومن بعدها جمع البيانات والمعلومات اللازمة، واقتراح الحلول الممكنة ومناقشتها، واختيار الحلّ الأفضل منها والتحقّق من مدى صحته لتكون عملية الإرشاد النفسي التي قام بها المرشد صحيحة.

ما عمل منهج البحث التجريبي في الإرشاد النفسي؟

إنّ الدراسات التي يتمّ التعامل معها في مجال الإرشاد النفسي تدور حول مشكلة اجتماعية نفسية ما، حولها العديد من التساؤلات والعديد من الأجوبة التي تلوح في الأفق بصورة ضبابية، والتفسير الصحيح يتمّ الحصول عليه من خلال المرشد النفسي ولكن باتخاذ عدّة خطوات صحيحة، ومن هذه المشكلات النفسية التي يتمّ التعامل معها من خلال هذا المنهج مشكلة الخوف من الامتحان، والانطواء.

في المنهج التجريبي لا يمكن للمرشد أن يقف عند مجرد تحديد مشكلة ما ، أو وصف مشكلة مرضية، أو أرشفة للماضي، فعليه أن يقوم بصورة إيجابية بمعالجة مشكلة ما تحت ضوابط معمولة بصورة دقيقة، ليتحقّق من كيفية حدوث شرط أو حادثة معيّنة، ويعمل على تحديد أسباب حدوثها

خطوات المنهج التجريبي في الإرشاد النفسي:

1. تحديد المشكلة:

من خلال تحديد الظاهرة المراد حلّها من خلال المنهج التجريبي في الإرشاد النفسي بصورة واضحة، ووضع العديد من التساؤلات التي تتعلّق بالظاهرة، والتعرّف العلمي الدقيق على المشكلة ومكوّناتها، واستثناء العوامل التي أدّت إلى المشكلة بالأساس لدراستها بصورة دقيقة أكثر، وتنبع المشكلة من الشعور بصعوبة ما، فإذا تسببت بعض الأشياء في إحداث حالة من عدم الارتياح لدى الباحث، فإنّ عدم الارتياح هذا يؤرق استقرار الحالة العقلية والذهنية، فإذا استطاع الباحث أن يقوم على تعيين المشكلة بصورة دقيقة، فهنا يستطيع أن ينهي الخطوة الأولى والأهم بصورة ناجحة.

2. معرفة الهدف من البحث:

لا بدّ من خلال هذا الشرط أن يعرف الباحث طريقة التحكّم في بعض العوامل الأساسية التي تسبّب ظاهرة نفسية سلوكية ما، لكي يجعل ذلك يتمّ أو يقوم على منع وقوعه.

3. صياغة الفروض:

ومن خلال هذا الشرط لا بدّ من صياغة الفروض التي تعمل على مساعدة الباحث في معرفة الحقائق العلمية التي تحقّق الفروض التي يفترضها أو لا يحققها واثباتها أو نفيها، فهي تعمل على تزويده بالإطار التركيبي الذي يمكن أن يتم تنظيم البيانات حوله ذات الصلة بالموضوع، ويساعد الفرض الباحث على تحديد أي الإجراءات تكون أكثر تناسباً لاختبار الحل المقترح للمشكلة، وهو يحتفظ بسمة التخمين حتى توجد الحقائق الصحيحة لكي تؤيده أو ترفضه.

4. تصميم تجريبي:

يلخّص النتائج والشروط وعلاقاتها من خلال القيام بعدّة خطوات تتعلّق باختيار مجموعة من المفحوصين لتمثّل مجموعة من الأفراد ودراستها، والتعرف على المتغيرات والعوامل التي يظن الباحث أنّ لها صلة بالظاهرة موضع الدراسة، ويقوم الباحث بتقسيم هذه المتغيرات إلى ثلاثة أنواع، المتغيّر المستقل وهو المتغيّر الذي يغيّر الباحث في مقداره، والمتغيّر الثاني هو المتغيّر التابع الذي يتغيّر بتغيّر المتغيّر المستقل، والمتغيّر الثالث هي المتغيرات الأخرى التي تظهر بصورة دخيلة أو غريبة وتؤثر على المتغير التابع بصورة مباشرة.


شارك المقالة: