للتحدث عن منهج والدورف من منظور تاريخي لا بد من سرد تفاصيل تاريخ إنشاء هذا النهج من اللحظة الأولى إلى هذا اليوم، مع بيان ما هو هذا النهج.
منهج والدورف من منظور تاريخي
في أبريل من عام 1919، زار رودولف شتاينر مصنع والدورف أستوريا في شتوتجارت بدولة ألمانيا، وكانت الأمة الألمانية، المهزومة في الحرب، تتهاوى على منحدر من الفوضى العارمة في الأنظمة الاجتماعية سواء اقتصادية وسياسية أيضاً، وتحدث شتاينر إلى العمال عن الحاجة إلى التجديد الاجتماعي، من أجل وسيلة جديدة لترتيب المجتمع من النواحي السياسية والثقافية.
سأل إميل مولت صاحب المصنع شتاينر عما إذا كان سيتعهد بتأسيس وقيادة مدرسة لأبناء موظفي الشركة، وافق شتاينر لكنه وضع أربعة شروط، يتعارض كل منها مع الممارسات الشائعة في ذلك اليوم:
1- أن تكون المدرسة مفتوحة لكافة الأطفال.
2- أن تكون مختلطة للذكور والإناث.
3- أن تكون مدرسة موحدة مدتها 12 عامًا.
4- إن المعلمين هم هؤلاء الأفراد الذين هم في اتصال فعلي مع الأطفال، ولديهم السيطرة الأساسية على المدرسة، مع الحد الأدنى من التدخل من الدولة أو من مصادر اقتصادية، وكانت ظروف شتاينر جذرية في ذلك اليوم، لكن مولت وافق عليها بكل سرور، وفي 7 سبتمبر 1919، فتحت مدرسة والدورف المستقلة أبوابها.
وهكذا عندما فتحت مدرسة والدورف المستقلة أبوابها، صرح رودولف شتاينر، ليس في نيتنا تعليم البشر المتنامي أفكارنا أو محتويات نظرتنا للعالم، واليوم تواصل مدارس والدورف السعي إلى تطوير تصورات وقدرات التفكير الإبداعي لدى الشباب حتى يتمكنوا من تشكيل المجتمع من أجل تقدم البشرية من خلال رؤاهم وخبراتهم الخاصة.
ما هو تعليم شتاينر
يعد تعليم شتاينر أحد أسرع الحركات التعليمية غير التقليدية نموًا في العالم، يعتمد علم أصول التدريس على تعاليم الفيلسوف الراحل، الدكتور رودولف شتاينر، حول مراحل تطور الطفولة والمراهقة.
طوره رودولف شتاينر في عام 1919، ويستند تعليم والدورف على نهج تنموي يلبي احتياجات الطفل المتنامي والمراهق الناضج.