من هو ألفرد أدلر

اقرأ في هذا المقال


نشأة وحياة ألفرد أدلر:

ولد ألفرد أدلر في 7 فبراير في عام 1870 في فينا من طبقة متوسطة، كان أبوه تاجر حبوب يهودي يميل بحبه إلى أدلر أكثر من أخوته، أُمه كانت حزينة ومنبوذة كثيرة التضحية بنفسها في سبيل الآخرين، وقد توفيت وهو في سن الثالثة من عمره وهي نائمة إلى جانبه في فراش واحد، فهو لذلك رفض فكرة فرويد في أن الأبناء يريدون لآبائهم أن يختفوا حتى يمتلكوا أمهاتهم دون وجود شريك.

كان ألفرد أدلر المولود الثاني بين ستة أبناء، وقد تربى في ظل أخيه الأكبر الموهوب والناجح، الذي انعكس على رغبتهِ في المجموعة الأسرية والترتيب العائلي للميلاد، وكان ضعيف البنية أُصيب في طفولته بالكساح، وفي السن الرابعة أُصيب بالالتهاب الرئوي، كما أنه هرب من المنزل مرتين، ودهسته السيارات خلال حياته المبكرة مرتين في شوارع فينا، فانعكس ذلك على أفكاره في موضوع النقص الذي يمكن أن يعاني منه ألفرد والذي يمكن أن يعوضه بتحقيق النجاحات فيما بعد.

كان طالباً عادياً متوسطاً في تحصيله العلمي، حتى أن أحد مدرسيه في إحدى المرات اقترح على والده أن يأخذ ابنه من مدرسته ويعلمه حرفة صناعة الأحذية، لكنه مع المثابرة والجِد ارتفع تحصيله ومستواه، حتى أنه أصبح أفضل من أقرانه في الصف في مجال الحاسوب، انعكس ذلك على أفكاره في مفهوم النضال من أجل بلوغ القمة (الكفاح في سبيل التفوق).

إصابته بالكساح لم تعيقه بأن يُكوّن علاقات اجتماعية مع الآخرين، بل طور شعوراً وميلاً اجتماعياً بحيث أصبح محبوباً من أقرانهِ الطلاب، انعكس ذلك على أفكاره بأن الإنسان كائن اجتماعي (مفهوم الاهتمام الاجتماعي).

تابع آدلر دراسته في الطب في جامعة فينا، وحصل على درجته في الطب عام (1895)، تزوج من رايزا إبستين  Raissa Epstein التي كانت امرأة اشتراكية ومفكرة حرة في عام (1879)، أنجبا أربعة أطفال ( ثلاث أناث وولداً واحداً)، وأصبح اثنان منهما من علماء النفس الفردي، وكانت أول طبعة لكتابه ظهرت عام ( 1898)، بعد ذلك توجه اهتمامه من طب العيون إلى الطب النفسي في الحرب العالمية الأولى، فعمل كطبيب في الجيش النمساوي، بعد الحرب اهتم بالإرشاد وأقام أول عيادات توجيهية مرتبطة بالنظام المدرسي في فينا، وعمل على إنشاء مدرسة تجريبية في فينا.

استقر عام (1953) في الولايات المتحدة، وواصل ممارسته كطبيب نفسي، كان أستاذاً لعلم النفس الطبي في كلية لونج آيلاند للطب، كان كاتباً غزير الإنتاج ومحاضراً لا يعرف الكلل، نشر مائة كتاب ومقالات عدة خلال حياته
فساهم في تطوير مجال علم النفس الاجتماعي في الوقت الذي كان يحتاج الى التشجيع والدعم من صفوف التحليل النفسي، و كانت مساهمته الرئيسية الثانية لمفهوم النظرية الشخصية الذاتية الابداعية على عكس أنانية فرويد التي تتكون من مجموعة من العمليات المنطقية النفسية.

كبداية كانت مشاركات أدلر مع فرويد في مناقشات أسبوعية حول التحليل النفسي في عام (1902)، وتحولت هذه التجمعات فيما بعد إلى تنظيم رسمي أطلق عليها اسم (مجتمع فينا لتحليل النفسي)، والذي كان أدلر أول رئيس لهذا التجمع، ترأس بعد ذلك جمعية التحليل النفسي الدولية.

كان الفرد أدلر عضواً نشطاً في جمعية فينا للتحليل النفسي؛ فقدم وجهات نظره في عام (1911) إلى أعضاء المجموعة، التي كانت استجابتهم عدائية لوجهات نظره، فهو ركز بشكل كبير على الدوافع الاجتماعية أكثر من تركيزه على الدوافع الغريزية، وركز أيضاً على العمليات الشعورية أكثر من اللاشعور، ولذلك غادر المجموعة مشكلاً مدرسته الخاصة التي عرفت باسم (علم النفس الفردي) في عام (1912).


شارك المقالة: