اقرأ في هذا المقال
- نشأة إدوارد ثورندايك
- أفكار إدوارد ثورندايك
- قوانين انبثقت عن نظرية ثورندايك الارتباطية
- تجارب إدوارد ثورندايك
نشأة إدوارد ثورندايك:
إدوارد ثورندايك هو عالم نفس أمريكي ولد في ويلمزبيرغ بولاية ماساتشوستس في عام 31 أغسطس 1874 وتوفي في 9 أغسطس 1949، وتزوج من إليزابث مولنون وأنجبت له خمسة اطفال، وكان والد ثورانديك وزيراً.
درس ثورانديك بجامعة ويسليان ثم انتقل إلى جامعة هارفرد، اشتهر في أوائل القرن العشرين وهو الأب الروحي لعلم النفس التربوي. أمضى تقريباً كل حياته العملية في كلية المعلمين في جامعة كلومبيا أدى عمله حول علم سلوك الحيوان وعملية التعلم، شغل منصب رئيس جمعية علم النفس الأمريكية.
تأثر ثورندايك كثيرًا ب “وليم جميس وكاتل” الذين برزوا بعلمهم، وكانت مساهمات ثورندايك في حل بعض المشاكل التجارية والصناعية بوضع بعض الفحوص والاختبارات الخاصة بالعاملين فيها، ولكن كان همه طرح أفكاره ونظرياته في مجال علم النفس التربوي لينال درجة الدكتوراة في عام 1898م، من جامعة كلومبيا التي كان يعمل بها، بعدها حصل على وظيفة في كلية النساء بجامعة كليفلند بولاية أوهايو، في سنة 1937م عُين رئيس مجتمع البسيشوميتريكس.
أفكار إدوارد ثورندايك:
بعد عام أصبح إدوارد ثورندايك مرشدًا في كلية كولومبيا، بقي يجري الدراسات والأبحاث في مجال التعلم والاختبارات العقلية. فطرح العديد من الأبحاث والنظريات الخاصة التي تقوم على أسلوب المشاهدة والتجريب، فاتبع أسلوب وضع الإنسان أو الحيوان في مواقف تُمثل مشكلة قد يتعرض لها ويراقب ردود الأفعال بدقة متناهية ويسجل ملاحظاته بأدق التفاصيل مع مُراعاة الدقة في تَسجيل ردود الفعل بترتيب حدوثها، وسجيلها رقميًا باستخدام المقاييس وكيفية تعامله مع المشكلة.
قوانين انبثقت عن نظرية ثورندايك الارتباطية:
وضع إدوارد ثورندايك قوانين انبثقت عن نظريته الارتباطية وصنفها في ثلاث قوانين “قانون الاستعداد، قانون الأثر وقانون التدريب” وهي كالتالي:
- قانون الأثر: الذي يقول على أن الارتباط بين وجود المثير والاستجابة الخاصة به يرتفع في حالة نتج عنه ارتياح وتركَ أثرًا طيبًا، في حين يصل لحالة الضعف إذا ارتبط بعدم إشباع أو نتج عنه أثرًا ليس طيبًا، وبالتالي فإن السلوكيات التي يقوم بها الإنسان يرغب في تكرارها إذا كانت مصاحبة لشعور إيجابي وارتياح.
- قانون الاستعداد: وهو أول قوانين ثورندايك الأولية، حيث استنتج أن الكائن الحي يتعلم ويكتسب الخبرات متأثرًا بجهازه العصبي، فإذا كان لديه استعداداً عصبياً فسيولوجياً لعمل ما، فإنه سيؤديها مرتاحًا وبإتقان ويكون ذلك أفضل في تقدمه وتعلمه، أما اذا لم تتوفر لديه ظروف سيتولد لديه الشعور بعدم الارتياح والضيق، وبالتالي سيؤثر على تعلمه، أما في حالة عدم وجود استعداد فسيولوجي عصبي لأداء عمل ما، وأُجبر الفرد على أدائه فالنتيجة ستكون عدم الارتياح وبالتالي سيؤثر على صعوبة تعلمه.
- قانون التدريب أو التكرار: كلما زاد التكرار والتدريب على السلوك والربط بين المثير والاستجابة بالتالي ستزداد نسبة تكرار هذا السلوك وستقوى احتمالية تكراره في مواقف مشابهة، وبالعكس سيضعف في حالة عدم التدرب أو عدم التكرار، بالتالي سيقوى السلوك او يضعف حسب احتمالية تكراره.
تجارب إدوارد ثورندايك:
فقد كان يعتقد أن التربية من أهم العلوم التي يجب أن يسعى الإنسان لفهمها ووضع القواعد لها وأستخدمت نظريته في التعليم بتحديد معايير تَدعيم أو تثبيط سلوك التلاميذ لإستخدامها في تحفيزهم للتعلُم، وتعديل سلوكهم، والتدرج في التعلم من البسيط إلى المعقد، ومنح التلاميذ فرص للمحاولة والخطأ، بالإضافة إلى التركيز على أهمية الممارسة.
أجرى العالم الكثير من التجارب العملية التي كان يؤمن أنها هي الأسلوب الأمثل للوصل إلى النتائج المرجوة، فقد كان مختصًا بعلم نفس الحيوان والجوانب السلوكية عنده. فقد كان مهتماً ومتعمقاً بسيكولوجية تعلم الحيوان وحاول تطبيقها على الطلاب في التعلم المدرسي، ساعيًا بذلك لحل المشاكل المتعلقة بذلك. فقد أسس نظريته التي أطلق عليها أسماء كثيرة منها نظرية الارتباط ونظرية الإشراط وغيرها الكثير من النظريات.
فكانت اهتمامات ثورندايك تتمحور حول النواحي العملية والأدائية من السلوك، وهذا الأمر الذي دفعه للاهتمام بسيكولوجية التعلم وتطبيقاته في التعليم المدرسي، وذلك في مجال اهتماماته بعلم النفس والإفادة منها في تعلم الأداء وحل المشكلات، ولهذا اتسمت الأعمال والأبحاث التي قام بها بقدر كبير من التجريب وبالموضوعية النسبية.
فكان قياسه للتعلم الناتج من خلال تجارب أجراها على الحيوان، إذ أجرى تجربة على حمامه سجنت في قفص، وحدد معيار عدد المحاولات والزمن هما الأساس الذي سيبني عليه العالم نتائجه. وخرج بنتيجة أن الزمن يقل كلما تقدمة الحمامه في محاولاتها للخروج من القفص، وبالتالي اعتبر ثورندايك أن تعلم الإنسان والحيوان يكون بالمحاولة والخطأ.
فالمتعلم عند مواجهته لموقف فإنه يسعى إلى الوصول إلى هدف ما، وتكرار المحاولات سيعزز استجابات معينة عنده، ونسب النجاح ستزيد كلما كرر هذه المحاولات، وتصبح المحاولات الفاشلة أقل احتمالًا. ولكن استجاب ثورندايك بذكائه للكثير من الانتقادات على تجاربه وما ينتج عنها، فعدل مرارًا وتكرارًا تماشيًا مع نظريته وفهمه لها.