الغرض من الزواج في الإسلام هو السعي إلى هدوء الروح وراحة العقل لدى كل من الزوجين، حتى يستمتع الزوجان بالعيش في جو من الحب والرحمة والوئام والتعاون، حيث يشجع الإسلام مفهوم الزواج الذي يظهر في المجتمعات المتنوعة، فالزواج في الإسلام علاقة أبدية وطبيعية بين الرجل والمرأة مليئة بالهدوء في البيت والحب والتفاهم والرحمة، وقد وصفها تعالى في القرآن الكريم بأشمل العبارات، قال الله تعالى: “هُوَ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَجَعَلَ مِنْهَا زَوْجَهَا لِيَسْكُنَ إِلَيْهَا ۖ فَلَمَّا تَغَشَّاهَا حَمَلَتْ حَمْلًا خَفِيفًا فَمَرَّتْ بِهِ ۖ فَلَمَّا أَثْقَلَت دَّعَوَا اللَّهَ رَبَّهُمَا لَئِنْ آتَيْتَنَا صَالِحًا لَّنَكُونَنَّ مِنَ الشَّاكِرِينَ”، سورة الأعراف، 189.
الزوج الصالح في الإسلام
الزواج ليس مجرد عقد بالمعنى الأُسري، إنه اتحاد أرواح بين الزوج والزوجة وذلك بفضل رحمة الله تعالى وكرمه، ينعم الزوجان بالهدوء وراحة البال في بيت الزوجية مليء بالحب الصادق والرحمة واللطف والتعاون والانسجام، حيث يُنظر إلى المرأة الصالحة في الإسلام على أنها واحدة من أعظم أفراح هذه الحياة وهداياها، ونعمة للرجل تملأ منزله بالفرح والسعادة والحيوية، حيث يجد الرجل سلامًا وراحة ومتعة لا تضاهى، ومن المهم توضيح من هو الرجل الصالح في الإسلام من خلال توضيح أهم صفاته.
الفترة التي نعيشها بها مفهوم خاطئ للزوج المثالي حيث أن معظم الرجال والنساء يعرفون ما هو الزوج المسلم المثالي، ومنها يبحث الرجال عن زوجات يشاركوا بأمان مالي ومن ناحية أخرى يبدو أن النساء يبحثن عن متخصص محترف أو على الأرجح زوج مثالي وذو قدرات حياتية متنوعة، وعلى الأرجح أن يذكر المسلمين والمسلمات الشخصية والعفة والمعتقدات والأخلاق كأولوية.
فعند التساؤل من هو الزوج المثالي في الإسلام؟، تكون الإجابة من حيث ذكر سماته، ومنها تختلف صفات الزوج المثالي في نظر الإسلام عما هو متصور في المجتمعات الحديثة، ومن المهم أن لا يفضل الزوج المسلم هذه الدنيا على الآخرة وخاصة في العلاقة الأسرية وفي التعامل مع الزوجة، لمثل هذا المسلم الحقيقي فإن الزواج له أهمية أكبر ورباط مقدس ويرتفع فوق كل الحوافز المادية وغيرها، فالزوج المثالي الصالح يمتلك صفات جيدة ولديه ما يكفي من الشجاعة والكرامة واللطف والصبر واللطف وقوة الشخصية والمعرفة التي تخوله أن يتفوق على كراهية تجاهه.
الزوج المثالي في القرآن الكريم والسنة النبوية
الزوج المثالي مطيع ومخلص لله تعالى؛ يفهم أنه قد يكره ما هو مليء بالخير والبركة، والمؤمن لا يؤمن بالحب المحرم ويبدي الكراهية له، وفي كلتا الحالتين يكون موقفه معتدل ومتوازن، لقد ركز الإسلام على الزوج الصالح، حسن الخلق في الزوج من الأمور المهمة في الإسلام، وقد وصف النبي محمد صلى الله عليه وسلم للزوج أن لهذا الصفات أجر وتكون في ميزان الحسنات يوم القيامة، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم: “أكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً، وخياركم خياركم لنسائهم”، رواه الترمذي، حديث حسن صحيح.
يسعى بعض الأزواج إلى الكمال في المعاملة في الحياة الأسرية، يشجع الإسلام الرجال على احترام المرأة ومعاملتها معاملة حسنة ورفع مكانتها التي تهبط في ديانات أخرى، الوصف السابق للنبي صلى الله عليه وسلم يصف بقوة واقع وطبيعة المرأة، جعلها الله تعالى من طبيعة المرأة هو سر تقوية رباط الزواج بين الزوجين، إذا أصر الأزواج على تغيير هذه الطبيعة؛ سينتهي الأمر في النهاية بالطلاق.
قدوة النبي محمد صلى الله عليه وسلم للأزواج
المسلم الحقيقي مقتنع بأن هداية الرسول محمد صلى الله عليه وسلم كانت وما زالت تساعده في التعامل مع المرأة وطبيعتها، ومن ثم يجد سهولة في التعامل مع زوجته والتسامح مع أخطائها وتجاهل عيوبها، يدرك أن هذه هي طبيعتها، وهكذا تتقوى العلاقات ويصبح الوطن آمنا وهادئا وخاليا من الخلافات، عن أَبي الدَّرداءِ: أَن النبيَّ محمد صلى الله عليه وسلم قالَ: “مَا مِنْ شَيءٍ أَثْقَلُ في ميزَانِ المُؤمِنِ يَومَ القِيامة مِنْ حُسْنِ الخُلُقِ، وإِنَّ اللَّه يُبْغِضُ الفَاحِشَ البَذِيَّ” رواه الترمذي، حديثٌ حسنٌ صحيحٌ.
النبي هو المثل الأعلى للمسلم المؤمن الحقيقي، فيجب على المسلم أن يتبع وصايا الرسول محمد صلى الله عليه وسلم في جميع الأعمال في حياته، وهكذا في حالات المشاكل وعلاج امرأته عند المرض، يحاول الزوج الصالح التعلم من سلوك النبي محمد صلى الله عليه وسلم كزوج، م يمارسها في علاقاته اليومية مع زوجته.
الحياة الزوجية للنبي صلى الله عليه وسلم هي مثال على الزواج الناجح الصالح؛ إنه يشكل مبدأ إرشادياً للمسلم، هذه المبادئ جميلة وحيوية، تشمل اللطف والتعاطف، العدل والحكمة بين أفراد الأسرة، يخبرنا الله تعالى في كتابه العزيز: “لَّقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا”، 21، الأحزاب.
كان النبي صلى الله عليه وسلم شديد القلق على النساء، أنه لم ينس تذكير المسلمين بحسن معاملة النساء في خطبة الوداع، وهذا دليل على رعايته واهتمامه بالمرأة، وهذه هي الخطبة الأخيرة للنبي صلى الله عليه وسلم وهو باب الاحترام للمرأة في الإسلام، من باب حقوق وشروط الزوج والزوجة، لا مجال للتفكير في اضطهاد الزوجة أو إهانتها في الإسلام، الزوج الصالح ملزم في نهاية المطاف بإظهار الرحمة التي تقود الحياة الزوجية إلى النجاح.
عن أبي هريرة : أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال: “استوصوا بالنساء خيراً، فإن المرأة خلقت من ضِلَع، وإن أعوج شيء في الضِّلَع أعلاه، فإن ذهبتَ تقيمه كسرته، وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء خيرًا”، خرجه البخاري.
كان النبي صلى الله عليه وسلم بلا شك الأفضل في التعامل مع النساء، وهو مثال للزوج الصالح في الإسلام، هناك جوانب عديدة في ظهور النبي صلى الله عليه وسلم بهذه الصورة، يجب أن يعلم الزوج الصالح خطاه وأن يكون طاهرًا في أفكاره وشخصه تجاه أسرته وزوجته، الزوج الصالح يجب أن يكون كريماً معطاءً كما كان النبي صلى الله عليه وسلم، إن الدين الحقيقي هو الإسلام هو الدين الأفضل بالنسبة للمرأة التي يتجلى فيها بشكل كبير بالوصاية بهن حتى لو كرهوهن، وهذا شيء فريد لم تتمتع المرأة في تاريخها ومختلف الأديان إلا في دين الإسلام.
على جميع الأزواج السعي لامتلاك صفات الزوج الصالح من حيث الالتزام بأوامر القرآن الكريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، وعلى الزوجة المسلمة مساعدة الزوج للوصول الى هذه الصفات.