نشأة جان بياجيه:
عالم نفس وفيلسوف من سويسرا، ولد جون بياجيه في مدينة نيوشاتيل في نورماندي غرب سويسرا عام 9 أغسطس 1896م، كان الابن الأكبر للسويسري آرثر بياجيه ووأمه الفرنسية ريبيكا جاكسون. وقد عمل على تطوير نظرية التطور المعرفي عند الأطفال والذي يعرف بعلم الوراثية. ويعتبر بياجيه رائد المدرسة البنائية في علم النفس، حيث أنشأ مركز نظرية المعرفة الوراثية في جنيف.
كان بياجيه طفًلا ذكياء حيث اهتم بعلم الأحياء والعالم الطبيعي منذ صغرة. انشهر بعد نشره عدة مقالات حول الرخويات في عمر الخامسة عشرة، شجعه أبيه على دراسة مجالات الفلسفة والمنطق. وتلقى درجة الدكتوراه عام 1918 من جامعة نيوشاتيل، فكان لديه شغف الاكتشاف وترقى لرتبة استاذ جامعي في أدب القرون الوسطى في جامعة نيوشاتيل.
تلقى تعليمه خلال فترة قصيرة في جامعة زوريخ. نشر خلال تلك الفترة بحثين فلسفيين يظهران اهتمامه بالتحليل النفسي. انتقل بياجيه من سويسرا إلى باريس بعد تخرجه ودرس في مدرسة (غرانج أو بيل) للبنين. كان المسوؤل عن المدرسة ألفريد بينيه، حيث ساعده بياجيه في تقييم اختبار بينيه للذكاء.
لم يهتم بياجيه على إجابات الأطفال الخاطئة، بل على عدد مرات الأخطاء التي يقع فيها الاطفال بشكل غير مقصود وهذا ميزهم عن الأطفال الأكبر سنًا أو الراشدون. وهذا لاحظه بياجيه خلال تقييمه لبعض الاختبارات حيث كانت معظم إجابات الأطفال الخاطئة بشكل مستمر حول أسئلة معينة.
بالتالي اوصله هذا الانتباه إلى نظريته وهي أن العمليات المعرفية لدى الأطفال تختلف بأصلها عن تلك لدى الراشدين. وما دفعه إلى طرح نظرية عالمية حول مراحل التطور المعرفي إذ يبدي الأفراد أنماطًا شائعة معينة من المعرفة خلال كل مرحلة من مراحل نموهم.
تزوج عام 1923 من فالنتين شاتيناي أنجبت له ثلاثة أطفال، اهتم بياجيه بتعليمهم منذ ولادتهم. وعمل بياجيه مدرسًا لمواد علم النفس ومواد علم الاجتماع ومواد الفلسفة في جامعة نيوشاتيل. وبعدها استلم بياجيه عام 1929م منصب إدارة المكتب الدولي للتعليم وبقي رئيسًا لهذه المنظمة الدولية حتى عام 1968.
قبل ان يتوفى بسنة حصل على جائزة بلزان للعلوم السياسية والاجتماعية، وبعدها توفي بياجيه عام 1980 وكان قد بلغ من العمر 84 عاماً، ودُفن في مقبرة الملوك في مقبرة عائلته في جنيف وكانت تلك وصيته.
