من هو مؤسس علم النفس الحديث؟

اقرأ في هذا المقال


يعتبر علم النفس أحد العلوم الحديثة، فقد أصبح علم مستقل عن الفلسفة في القرن التاسع، بعد أن اهتم العديد من الباحثين بالدراسات النفسيّة، أما أهداف علم النفس الأساسية حسب المعايير الجديدة فهو التركيز على سلوك الإنسان وكلّ ما يحيط به من عمليّات الإدراك والتفكير وطبيعة الشخصية، مع التطوّر في المجالات التكنولوجيّة ظهرت فروع علم النفس وتقسمت إلى العديد من الأقسام والدراسات المتخصّصة التي ركّزت على التعمّق في جانب من جوانب الطبيعة البشريّة والعمل على تنميتها.

مؤسس علم النفس الحديث:

العالم النفسي الذي أسس علم النفس الحديث هو سيجموند فرويد، كان يركّز بالعلاج النفسي على العلاج السريري الذي يقوم على التحدث والنقاش بين المصاب والمعالج؛ بهدف خلق جو من الألفة، أخذت نظريات فرويد حظ وشهرة في الوسط الأكاديمي والطبي على حد سواء، بالرغم من تعرّضه للكثير من الانتقاد بسبب نظرياته، إلا أن أفكاره بقيت صامدة إلى هذا الوقت ومؤثرة في الكثير من العلوم الإنسانية والاجتماعية وخصوصاً الطب النفسي، الذي لا يزال يحظى بمكانة كبيرة حتى بعد وفاته.
ولد سيجوند في عام 1956 لأسرة يهودية، كان والده متسلّط يتسم بالطبع الحاد، بالرغم من الفقر الذي كانت تعاني منه الأسرة؛ إلا أنّ ذلك لم يكف والده عن الاهتمام بفرويد وحرصه على أن يتلقى تعليم جيد؛ حيث كان يفضله عن إخوته الثمانية؛ بسبب ذكائه الشديد، كان فرويد تلميذ نجيب طوال رحلته الدراسية وتخرّج من المدرسة مع حصوله على مرتبة الشرف، من ثم التحق بكلية الطب في جامعة فيينا، لم يكن فرويد مهتم بأن يصبح طبيب؛ إلا أنّه وجد دراسة الطب سبيلاً للتعمق في البحث العلمي فيما بعد.
اشتهر فرويد بتطويره لنظريات علم النفس التي تعتبر الركيزة الأساسية للطب النفسي الحديث؛ حيث ساهمت في معالجة الكثير من الأمراض النفسية وتفسير الثقافات والسلوكيات المختلفة، بالرغم من رحلته الطويلة في مجال الطب النفسي، إلا أنه لم يسلم من الوقوع في بعض الأمراض النفسية كالاضطرابات النفسية وغيرها، حظيت نظريات فرويد في التحليل النفسي شهرة كبيرة؛ فقد كان يُرجع تفسير جميع السلوك البشري إلى العقل الباطن أو ما يسمى باللاوعي، هي الرغبة الكامنة بداخل كل منا منذ الطفولة والمسؤولة عن أفعالنا التي تحدث في المستقبل.
قام فرويد بإرجاع الكثير من الاضطرابات النفسية التي يعاني منها البشر إلى الرغبة الجنسية البحتة، فقد تجاهل جميع العوامل الأخرى التي قد تؤثر فيه، تجدر الإشارة أنّ فرويد كان مدخن من الدرجة الأولى، فقد قيل إنه يتناول يومياً من 25 إلى 30 سيجارة؛ حتى أنه عالج إحدى مرضاه باستخدام الكوكايين، هذا ما أدى إلى وفاته في النهاية، توفي منتحراً في إنجلترا عام 1939 عن عمر 83 عام بعد رحلة شاقة مع مرض سرطان الفم.

المصدر: علم النفس العام، هاني يحيى نصريعلم النفس، محمد جسن غانمعلم النفس، د.قدري حنفي


شارك المقالة: