من هي الأم القدوة في الإسلام

اقرأ في هذا المقال


يولد الأطفال دون معرفة اجتماعية أو مهارات اجتماعية، ويبحثون بشغف عن شخص لتقليده، هذا الشخص عادة ما يكون أحد الأبوين أو كليهما، الآباء هم المعلمون الأوائل للطفل ونماذج يحتذي بها، وعادة ما يتأثر الأطفال بما يفعله آبائهم أكثر مما يتأثر بما يقوله والديهم، يتعلمون كيف يتصرفون من خلال رؤية كيف يتصرف آباؤهم وأمهاتهم واتباع مثالهم.

الأم القدوة في الإسلام

قال تعالى: “وَقَضَىٰ رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا ۚ إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلَاهُمَا فَلَا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا”، سورة الإسراء، 23.

.

هذه الآيات تعلم الأبناء طرق وأساليب معاملة الوالدين، هذا جانب مهم للغاية من الإسلام ولا ينبغي تجاهله، إن الأخلاق الحميدة هي مفتاح الحياة الفاضلة، يجب تعليم الطفل الخصائص النبيلة مثل الصدق، واللطف والعدالة والرضا وما إلى ذلك، يجب تعليمه تجنب الغيرة والغيبة والجشع والإسراف وما إلى ذلك.

مصطلح قدوة يعني عمومًا أي شخص يعمل كمثال ويحاكي سلوكه من قبل الآخرين، يجب أن يكون الوالدان نماذج إيجابية مؤيدة للمجتمع تقود بالقدوة؛ حتى يتعلم الأطفال أن يكونوا أذكياء عاطفيًا وأن يكونوا مستعدين حين يتعاملوا مع جميع الأنواع من الناس، يجب على الأبناء رعاية علاقات الحب مع الوالدين عندما يكبرون وخصوصًا الأم.

أهمية الأم في الأسلام

قال تعالى: “وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْنًا عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنِ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ”، سورة لقمان، 14، فقد أمرنا الله تعالى في حسن معاملة الوالدين، وبين التعب والمشقة التي تتحملها الأم في حملها ورضاعها وغيرها.

الأم هي القدوة للأبناء في الإسلام

يمكن أن تكون الأبوة والأمومة صعبة، ولكن إحدى الطرق الأساسية التي يمكننا من خلالها تربية الأطفال هي ببساطة أن نكون الأم قدوة جيدة لهم:

تلعب الأم دورًا مهمًا في التطور الاجتماعي والوظيفي، يمكن للوالدين مشاركة المزيد من الخيارات واتخاذ القرار مع الأبناء وخصوصًا الأمهات، يجب على الأمهات إظهار استجابات غير عدوانية للتوتر، يجب أن يكون للأمهات صفات وإنجازات شخصية، يمكن أن تكون الأمهات قدوة منظمة ومتطورة، الأمهات هن مثل المعلمات، يجب أن تقوم الأمهات بتدريب الأطفال على أسلوب صعب لمواجهة تحديات المستقبل.

تفعل الأمهات كل شيء لرؤية الابتسامة على وجوه الأطفال، فقد يجد الأبناء الأمهات مثالاً على البناء والتغيير، يمكن للأمهات أن يكونن قدوة للتعلم في الحياة اليومية، والآباء والأمهات الذين يعترفون بأخطائهم يتعلمون منهم وهذا يطور من المرح والانخراط في الأنشطة العائلية مع الأبناء، يمكن الأمهات التأثير على نمو الأطفال العاطفي وتشجيعهم على معالجة مخاوفهم، يجب على الأمهات التحكم في إدارة الغضب، فالأمهات هن المصدر الحقيقي والمعلم الأول، يجب أن تكون الأمهات غالبا موضع إعجاب في تصرفاتها من قبل الأبناء.

الأمهات لا يتحدثن بصوت عالٍ أبدًا، يمكن للأمهات نقل القيم المؤثرة وتقديم كل شيء مفيد، يجب أن تكون تعامل الأمهات مع أبنائهن  بلطف ولين، الأمهات تساعد الآباء في كل خطوة من خطوات الحياة في تربية الأبناء وتوجيههم وتعلم الأبناء قيمة الصحة والنظافة، تساعد الأمهات الأبناء في جعلهم متعلمين، تمارس الأمهات الاحترام والتسامح مع الأبناء، يجب على الأمهات الحفاظ على نظرة إيجابية.

على الأمهات أن  يعاملوا أقاربهم بشكل جيد خلال حياتهم أمام أبنائهم، ترى الأمهات الاستعداد التربوي والأخلاقي للأبناء ويجب أن تغرس القيم الجيدة والتربوية والدينية بهم، تمارس الأمهات في تطوير مهارات الاتصال الإيجابي للأبناء.

تساعد توجيه الآباء والأمهات ودعائهم للأبناء على عيش الحياة السعيدة لهم ومن واجب الوالدين التناوب على تربيتهم ومراقبتهم وتنمية قيمهم الأخلاقية، يقوم الآباء والأمهات بكل التضحيات ويقللون من معيشتهم؛ حنى يؤمنون للأبناء كل ما يحتاجون، الآباء والأمهات هم أثمن هدية من الله تعالى للبشر ومن المفروض على الأمهات القيام بالوفاء بالقول والفعل أمام الأبناء، من حق الأبناء أخذ الوقت الكافي والمناسب في التربية والتعليم من والديهم خصوصًا الأمهات.

تجب على الأمهات أن تعمل كامل قوتها لجعل أبنائها والمجتمع يحترمها؛ فالأم هي بمثابة القدوة الجميلة الحسنة التي يتبعها الأبناء ويتعلمون منها وينقلون سلوكها إليهم ثم إلى محيطهم الخارجي.

يتذكر العديد من الأطفال النصيحة التي قدمها لهم آبائهم وأمهاتهم وأجدادهم منذ فترة زمنية طويلة، يجب على الأمهات ألا يقللن من تأثير أقوالهن وأفعالهن على قلوب أبنائهن، تحديد المسؤوليات الموكلة لكل فرد من خلال واجبات كل منهم، وكل واجب لكل عضو هو حق للآخر.

يجب على الأمهات أن تتأكد من أن الأبناء  يقابلون أشخاصًا لطيفين، أناس يتقون الله تعالى، ويتبعون الإسلام الصحيح وتأكد من أصدقاء الأبناء.

يجب أن تحاول الأمهات دائمًا معرفة السبب الأساسي الذي يجعل الأطفال يريدون شيئًا ما أو يتصرفون بطريقة معينة ثم تقديم البدائل لهم، تقود الصحبة السيئة المكونة من أشخاص وأصدقاء حياتنا في الاتجاه الخاطئ لدى الأبناء، وخصوصًا في عمر المراهقة للطفل، ومن المهم حقًا بالنسبة للأبناء هو نقل مشاعرهم للآباء، ويحتاج الآباء أيضًا إلى التحدث إلى أطفالهم في سن المراهقة.

قال الله تعالى في القرآن الكريم: “وَبَرًّا بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُن جَبَّارًا عَصِيًّا”، سورة مريم، 14، على الإنسان أن يكون بارًا بوالديه وأن لا يعبر عن ضجره في خدمتهما لو بكلمة

يجب أن يعتني  الأبناء بوالديهم، يتحدثون معهم دائمًا، ولا يتجاهلوهم أبدًا من أجل الآخرين، يجب عليهم أن يشعروا بالفخر الدائم بوالديهم، واحترم آرائهم واتبع إرشاداتهم ويتواصلون معهم بشأن مشاكلهم، هذا العالم لا يوجد به أي شيء  أفضل من الوالدين، كل شيء يبقى على هذا الكوكب يكرر إلا الوالدين؛ فهم لن يبقوا معهم طوال الحياة، قال الله تعالى: لِّلرِّجَالِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ وَلِلنِّسَاءِ نَصِيبٌ مِّمَّا تَرَكَ الْوَالِدَانِ وَالْأَقْرَبُونَ مِمَّا قَلَّ مِنْهُ أَوْ كَثُرَ ۚ نَصِيبًا مَّفْرُوضًا”، سورة النساء،7.

يجب أن يكون الأبناء ممتنين لوالديهم وإنه من المبادئ الأساسية لحسن الخلق والإقرار بالديون، يجب أن يكونوا الأبناء مقدرين لوالديهم على كل اللطف والحب غير العادي والتضحيات التي لا مثيل لها التي قدموها في تربيتهم لهم، إن ركائز الأسرة هي؛ الأب والأم  والأبناء.

الآباء الأمهات هم القادة الحقيقيون في حياة الأبناء، يحاول الآباء والأمهات في تحقيق التوازن لإصرار الطفل العاطفي الذي يساعد على تحسين المواقف الصعبة بشكل أسرع، يتعلم الطفل الأخلاق الحميدة بسهولة أكبر عندما تكون عبارة من فضلك وشكرًا جزءًا من الحياة اليومية.

المصدر: التعامل الأسري وفق الهدي النبوي، حنان قرقوتي، 2013أخلاقيات التعامل الأسري في السيرة النبوية، عبد الله بن ناصر السدحانالمجتمع والأسرة في الإسلام،محمد طاهر الجوابي، 2020الإرشاد الأسري، عبد العزيز، 2011


شارك المقالة: