نبذة مختصرة عن علم النفس

اقرأ في هذا المقال


إنّ علم النفس هو ذلك أحد العلوم الذي يدرس السلوك البشريّ والعمليّات العقلية، بالرغم من أنّه يعتبر من العلوم حديثة النشأة، إلّا أنّ أصوله تعود لقبل الميلاد، أي ما يقارب 500 سنة قبل الميلاد في اليونان القديمة، إذ ظهر في ذلك الوقت الفلاسفة الذين نشروا الأفكار الفلسفيّة، مثل سقراط وأفلاطون وأرسطو، يعود أصل تسمية علم النفس Psychology إلى اليونانيّة القديمة، فالجزء الأوّل (Psych) معناه العقل والجزء الثاني (Logie) معناه العلم، والجزأين معاً يصبحان كلمة دراسة العقل.
ظهرت العيد من التعريفات الخاصة بعلم النفس؛ فهو العلم الذي يدرس الدماغ والعمليّات الذهنية والسلوك الذي يعتبر عدد من الأنشطة التي تقوم بالظهور على شكل أفعال وأقوال تدلّ على سلوك خارجيّ يمكن ملاحظته وقياسه، كذلك سلوك داخليّ مثل التفكير والإدراك وغيرها، بحيث يتمّ دراسة كلّ ما سبق من خلال استعمال طرق منهجية وموضوعية للمراقبة والقياس والتحليل.

نبذة مختصرة عن علم النفس:

في علم النفس من الممكن أن نشبه الإنسان في أول مراحل التفكير بالطفل، إذ أنّ الطفل بكل سهولة ينجذب للألوان والأصوات، فهذا ما حضل للبشر الذين انجذبوا للطبيعة بتفاصيل جمالها وأحياناً إلى القريب منه إلى البعيد عنه؛ كالكواكب والنجوم، حيث بدأ بالبحث عن طريقة عمل تفاصيل الطبيعة، كما أنه بدأ بالتساؤل؛ فتكونت العلوم الطبيعية أو فلسفة الطبيعة، إلا أنه بعدها اختلفت الأمور بقوة.
بعد أن اكتشف الإنسان الكون أدرك أنّ الأرض لا تعتبر مركز الكون وما نحن إلى بقعة في محيط كبير، لكنّ الإحساس بالتميز والتفرد لم يتأثر أبداً، فبقي يعتقد أنه هو الحضارة الوحيدة في الكون وأن الكون قد خُلِقَ له خصيصاً؛ ذلك الشعور القوي بالتفرد دفع الإنسان لأنّ يعبر عن أفكاره القيمة والتأثير والاختلاف.
كذلك أخذ الإبداع ينظر لنفسه أنه عالم مستقل داخل عالمه الأصلي، في أثناء ذلك التفت لنفسه نظرة تأمل وحيرة فكان يرى أنه يستحق التأمل مثله مثل الطبيعة حوله، فقال سقراط ونسبتها لطاليس (اعرف نفسك).
إنّ الإنسان منذ القدم وهو حائر ويتسائل ما الإنسان ومن أين أتى وإلى أين يذهب، وهذا ما تم ذكره في على لسان شاب حزين أمام المحيط، هذه هي نفس الأسئلة التي تتداول في عقول البشر على مختلف أشكالهم ومستوياتهم، إنّ مصدر تميّز الإنسان عن المحيط من حوله هي أفكاره، فلطالما كان مصدر تلك الأفكار محل نقاش وجدال قوي على جميع المستويات، حيث يدور حول إذا كان مصدر النقاش المخ كعضو بتفاعلاته وقوانينه الفيزيائية والكيميائية أو كيان غير مادي متحكم ومتواصل بطريقة غير معروفة.
تم إثبات أنّ لدينا شعور الحب والشغف وشيء من الغيرة بكل ما يخص أفكارنا، فحروب كاملة قامت حول اختلاف الأفكار؛ فالخلاف الاشتراكي الرأسمالي أدى للحرب العالمية الأولى التى تبعتها بالضرورة الحرب العالمية الثانية، علم النفس هنا يقوم بالبحث حول العقل والأفكار، كما أنه يهدف بقوة لمعرفة المسبب حول تواجد تلك الأفكار، فيقول هكسلي: (إن مثل الدارس في علم النفس كمثل المُشرح؛ فكما أنّ المشرح يفصل الجسم لأعضاء، والأعضاء لأنسجة، كذلك السيكولوجي فهو يبسط الأفكار بتعقيدها إلى مشاعر أولية).
يوجد طريقتين لدراسة علم النفس وهما؛ الطريقة الباطنة والطريقة الظاهرة؛ فمثلاً من الممكن أن يلاحظ الشخص نفسه أثناء الغضب أو الحُب ويرى ما يحدث من تغير في تسلسل أفكاره ومشاعره، ممكن أن نطبق نفس الأمر ولكن بملاحظة الآخرين؛ ذلك سعياً للوصول إلى نمط أو وصف لحالات الشخص المتغيرة، يجب أن نفهم أن حجر الأساس في علم النفس هو الأفكار؛ إذ قام أن أحدهم وسأل ديكارت: كيف أعرف أني موجود؟ فأجاب بجملته المشهورة: إني أعرف أني افكر وأشعر بتفكيري إذاً أنا موجود.
يجب كذلك أن نعرف أن اسم علم النفس كان سابق لوضعه، فقد تم علاج ذلك الموضوع من قبل أرسطو في ثلاث مقالات في أحد كتبه وكذلك جملة (اعرف نفسك) من قبل طاليس، إلا أنّ الاسم لم يظهر إلا في القرن السادس عشر من الميلاد، لما كان علم النفس يبحث في عقل البشر على مختلفهم كان لا بد من وضع مقياس لمعرفة ما هي القواعد التي تعصم الشخص من الخطأ، كذلك لقياس التفكير السليم ذلك فهو العلم الذي أخد في النمو حتى انفصل عن علم النفس وهو علم المنطق.


شارك المقالة: