لا بدّ وأن لكلّ تصرف أو طريقة تفكير أو كلام نبوح به أمام الآخرين أو حتّى في الخفاء معنى، وهذا المعنى هو ما تتشكّل حوله طبيعة شخصيتنا وتنصقل فيما بعد صفاتنا وسماتنا بناء عليه، فإن كان المعنى الذي نفكّر ونعتقد به صحيحاً فمن الطبيعي أن نكون أشخاصاً طبيعيين، وإن كان هذا المعنى متخلّفاً أو ناقصاً أو لا يحمل أي معنى؛ فمن الطبيعي أن نكون أسخاصاً نعاني الفشل على الصعيد الشخصي والاجتماعي والمهني وحتّى العاطفي، فكيف للمرشد النفسي أن يقرأ شخصية المسترشد بناء على نظرية المعنى؟
كيف يقرأ المرشد شخصية المسترشد بناء على نظرية المعنى
1. معرفة مصدر الأفكار وسببها
لا بدّ وان يعرف المرشد النفسي من أين يحصل المسترشد على المعلومات والأفكار الرئيسية في حياته اليومية، وهل هذه الأفكار ذات مصدر موثوق أم أنها أفكار عشوائية مجهولة المصدر، وبعد أن يتمّ التأكد من مصدر الأفكار يتمّ بعد ذلك معرفة سبب الفكرة ولماذا يعتقد المسترشد بها بصورة واثقة أو أكيدة إلى درجة الدفاع عنها.
فإن كان لهذه المعتقدات والأفكار معنى فإن العملية الإرشادية تكون سهلة ومن الممكن التخلّص من المشكلة النفسية التي لم تجد لها مكاناً بين مجموعة الأفكار المنطقية الهادفة، ولكن إن كانت جميع الأفكار والمعتقدات سلبية وخاطئة فهنا تكمن المشكلة، ولا بدّ وقتها من العمل مع المسترشد في بناء الشخصية منذ البداية.
2. معرفة كيف ينظر المسترشد للحياة
لا بدّ وأن يكون المرشد قادراً على قراءة معتقدات وأفكار المسترشد ومعرفة كيفية رؤيته للحياة، هل هي نظرة عادية ذات أفكار منطقية، أم أنها نظرة خاطئة تحمل أفكاراً ومعتقدات شاذة، فإن كانت هذه النظرة نظرة تعتمد على الشخصنة والفكر السادي فهنا لا بدّ من وجود نظرة أخرى في حال المسترشد.
ولا بدّ من استخدام أسلوب إرشادي يقوم على أساس إثبات المعنى الحقيقي للحياة، والاعتماد على مجموعة من الأفكار التي تعمل على محاربة الأفكار التي تقوم على اللامعنى، واستبدالها والدفاع عنها بصورة مقنعة، وهنا يكمن دور المرشد النفسي في استخدام الإرشاد النفسي كوسيلة فاعلة في إقناع المسترشد بقيمة الحياة ومعناها الحقيقي التي هي عليه.