اقرأ في هذا المقال
يرى جلاسر أنّ للإنسان حاجتين، الأولى أنْ يحبَّ الإنسان غيره وأنْ يحبَّه غيره، الثانية يجب وجود شخص أو أكثر من شخص يشاركونه حياته، من الواضح أنّ الحاجتين بعيدتين عن بعضهما، إلَّا أنَّ هناك عناصر مشتركة بينهما، بحيث إذا تحققت أحدهما يساعد ذلك في تحقيق الأخرى، قام جلاسر بدمج الحاجتين وجعلهما حاجة واحدة، أسماها الهوية.
مراحل تطور الشخصية
إنّ شخصية الفرد تتطوّر عن طريق المحاولات في إشباع الحاجات النفسية، فالأشخاص القادرون على تلبية هذه الحاجات بالطريقة السليمة، سوف تتكون لديهم شخصية ناجحة، أمّا الأفراد غير القادرين على تلبية هذه الحاجات، سوف تتكون لديهم الشخصية الفاشلة.
المرحلة الأولى (2-5) سنوات
التأثير الأساسي في هذه المرحلة هي الأسرة، فيجب على الآباء محاولة تعليم أبنائهم المهارات الضرورية، أيضاً تدريبهم على تحمُّل المسؤولية، وأن لا يقوموا باستخدام العقاب في تربية أبنائهم، وأن يتركوهم يتعلموا من تجاربهم الخاصة، هذا سيساعد على خلق البيئة المناسبة، التي تساعد الطفل على تأسيس هوية ناجحة.
المرحلة الثانية (5-10) سنوات
يكون هنا الدور الأساسي للمدرسة، فهي مهمة لعملية إكمال البناء للشخصية، يكون ذلك عن طريق حدوث اندماج بين الطفل والمعلمين، بحيث يعطي المجال لتعليم الأطفال طرق تحمُّل المسؤولية، أيضاً طرق إشباع حاجاتهم بشكل مناسب. بالتالي عندما نقوم بتوفير التنشئة السليمة للطفل، أيضاً البيئة المدرسيّة المناسبة، يقوم الطفل على تكوين هوية ناجحة، وتقوم بمساعدته في الوقوف على قدميه، وتحديد خطط معينة يصل من خلالها إلى أهدافه التي يريدها.
كيفية تكون الاضطربات النفسية
يقول جلاسر أنَّ السلوك الغير تكيفي يظهر عندما يفشل الفرد في إشباع حاجات الحب تقدير الذات. يصل الفرد في هذه الحالة إلى التوتر والقلق، يتصرف الفرد بسبب هذا الفشل بطريقتين:
- يقوم الفرد بمحاولة التقليل من هذا الشعور عن طريق الاندماج مع الآخرين، يصل للنجاح إذا حافظ على هذا الاندماج، إذا لم يستطيع فإنَّ شعوره بالألم سوف يزداد.
- عندما يخفق الفرد في الاندماج مع الآخرين، يقوم بالاندماج مع ذاته، بالتالي يحاول إنكار المسؤولية، إنكار شخصيته وحاجاته الأساسية؛ لأنه غير قادر على إشباع هذه الحاجات.
تنظر الواقعية للمشكلات (أنَّ الفرد فاشل في الوقت الحالي)، سواءً كان فاشل في الماضي أو لا، فهو الشخص المسؤول عن هذا الفشل؛ لأنَّ كل شخص من واجبه تحمُّل مسؤولية سلوكياته الفاشلة ومحاولة تعديلها.
تطبيق الإرشاد الواقعي
تحديد الأهداف: يطلب الإرشاد الواقعي من الأفراد تحديد أهداف واضحة وقابلة للتحقيق، مما يساعدهم على التركيز على ما يريدون تحقيقه واتخاذ خطوات ملموسة نحو تحقيق هذه الأهداف.
تحليل الخيارات: يساعد الإرشاد الواقعي الأفراد على تقييم خياراتهم الحالية والبحث عن بدائل أفضل. يشجع الأفراد على التفكير في العواقب المحتملة لكل خيار واتخاذ القرارات التي تقربهم من أهدافهم.
التقييم والمراجعة: يشمل الإرشاد الواقعي متابعة دورية لتقييم التقدم نحو الأهداف والتأكد من أن الخطط تتماشى مع الاحتياجات والتغييرات. يوفر التقييم والمراجعة فرصة لتعديل الأهداف والخطط حسب الحاجة.
فوائد الإرشاد الواقعي
- زيادة الوعي الشخصي: يساعد الأفراد على فهم أنفسهم بشكل أفضل وتحديد احتياجاتهم وأهدافهم.
- تحسين اتخاذ القرارات: يعزز من قدرة الأفراد على اتخاذ قرارات مدروسة وفعالة.
- تعزيز التغيير الإيجابي: يوفر أدوات واستراتيجيات لتحقيق التغيير الشخصي والإيجابي.
- تحسين العلاقات: يعزز من جودة العلاقات الشخصية من خلال تحسين التواصل والفهم المتبادل.
الإرشاد الواقعي يوفر نهجًا عمليًا وفعّالًا لتحسين الحياة الشخصية والتعامل مع المشكلات النفسية. من خلال التركيز على خيارات الأفراد ومسؤوليتهم عن حياتهم، يعزز الإرشاد الواقعي من القدرة على تحقيق الأهداف الشخصية وتحسين جودة الحياة.