تنظيم الشخصية وكيفية تطورها
تقوم نظرية التحليل النفسي على تنظيم الشخصية وكيفية تطورها، تعد من الطرق السريرية التي تُستخدم في علاج الأمراض النفسية. عرض سيجموند فرويد نظريته الأولى للتحليل النفسي في آخر القرن التاسع عشر، تم تعريضها بعد ذلك للعديد من التعديلات.
تم ظهور نظرية التحليل النفسي بصورة نهائية في أواخر القرن العشرين؛ لأنّها تعتبر جزء من الحوار المتجانس بما يخص العلاجات النفسية في فترة الستينيات، ذلك بعد وفاة فرويد في عام 1939.
نظريات التحليل النفسي الحديثة
كارل يونج
تم حدوث تشارُك بين يونج وفرويد في الآراء والمفاهيم النظرية، قام يونج بكتابة مفاهيم مثل فرويد عن الأنا والشعور واللّاشعور واللهو والاستبصار. كان يرى فرويد يونج أنّه الخليفة على العرش في التحليل النفسي من بعده، إلا أنَّ يونج قام باستبدال تعريفات المفاهيم التي اشترك بها مع فرويد، أيضاً أنّه يرى أنَّ الحلم يتم تفسيره بأشكال مختلفة تماماً عن طريقة فرويد.
رفض يونج النظرية الجنسية لفرويد، كان يثق بأنّ الناس قادرين على شفاء أنفسهم، أيضاً أنّهم قادرين على تحليل أنفسهم. كان يشارك المريض في علاجه، يكون بذلك أقرب إلى كارل روجرز، فهو يرى أنَّ جميع البشر كائنات لها العديد من الأوجه وعليهم أن يتقبَّلوا كل أوجه أنفسهم، أن يحاولوا إيجاد توافق بين القوى المتعارضة التي تكون بداخلهم.
يرى يونج أنَّ الناس المكتملين هم فقط القادرين على الارتباط بدرجة كبيرة وتكون أكثر جدوى مع الآخرين، أيضاً الأكثر ارتياداً لمجالات الخبرة التي تقع وراء حاجاتهم الجسمية والنفسية.
الفرد إدلر
قال إدلر عن النواحي الجنسية في أنها تسبِّب الأمراض النفسية، أيضاً في أنها تحدث عقدة النقص، أنَّها تتكون بسبب وجود قصور جسمي أو عقلي أو اجتماعي أو اقتصادي، مما يؤثر ذلك على حياة الشخص النفسيّة و يشعره بالنقص والدونية وعدم الأمن وعدم الكفاية، يتبع ذلك تعويض أو عدوان للتقليل من شعوره بالنقص.
أوتو رانك
لم يُعطِ رانك الموافقة على أُميّة الغريزة الجنسية كأنّها دافع رئيسي للسلوك. تحدَّث عن صدمة الميلاد واعتبرها مركز القلق أو القلق الأوّلي. وضع أساس كبت أولي يُحاول الفرد التغلُّب عليه، إذا فشل يصبح الشخص عصابي. أكد على أهمية الإرادة، أي القوى المُتكاملة للشخصية والتي يمثلها الأنا ويظهرها الكفاح بين الذات والعالم، تعتبر الإرادة مفهوم جوهري؛ لأنَّ الإنسان يعيش في عالم مُمتلئ بالعقبات، فيجب عليه الكفاح و الجهاد في سبيل الحياة التي يعيشها. تعتبر قوة الإرادة عامل مهم في العلاج النفسي.
كارين هورناي
كانت هورني تعتقد وجود قابلية للطبيعة البشرية في التغيُّر نحو الأفضل، كانت ترى أنّ نظريتها من النظريات البناءة؛ لأنّها قد تساعد في حل العصاب، فقد كان السلوك العصابي هو المحور الأساسي لتفكيرها، كذلك أنّها رفضت فكرة الليبيدو وعقدة أوديب لفرويد.
اتجاهات كارين هورناي
- القلق الأساسي: هو الشعور الذي يصيب الطفل في العزلة التي يعيش فيها، أيضاً قلّة حيلته في عالم مليء بإمكانيات العداوة.
- أساليب التوافق الكبرى: يعني التوجُّه نحو الناس (مثل الطفل)، التوجُّه عكس الناس (مثل المراهق)، التوجُّه بعيداً عن الناس (مثل الراشد).
- أنماط السلوك العصابي: مثل خضوع الفرد، العدوان، محاولة الابتعاد.
- الحاجات العصابية: مثل الحاجة العصابية للحب والتقبُّل، حاجة الفرد العصابية إلى شريك مُسيطر، حاجة الفرد العصابية إلى تحديد حياته داخل حدود معيّنة، حاجة الفرد العصابية إلى الشعور بالقوة، الحاجة العصابية إلى الوصول لاستغلال الآخرين، الحاجة العصابية إلى الشعور بالتقدير والمكانة عالبة، الحاجة العصابية إلى الإعجاب بالذات، الحاجة العصابية إلى الوصول للطموح في تحصيل الفرد الشخصي، الحاجة العصابيّة في الوصول للاكتفاء الذاتي والاستقلال، الحاجة العصابية للوصول إلى الكمال، الابتعاد عن التعرُّض للهجوم.
هاري ستاك سوليفان
تسمى نظرية سوليفان (نظرية العلاقات الإنسانية المتبادلة في الطب النفسي). برغم أنَّ سوليفان يقوم بالاعتراف بأنّه يدين بشكل عقلي لفرويد، إلا أنّ نظريته تحتوي على شبه كبير لنظرية إدلر.
مفاهيم نظرية سوليفان
- العلاقات الشخصية المتبادلة بين الأفراد: هي الأساس في وجود الشخصية؛ لأنّ الشخصية يتم النظر إليها حسب علاقتها بالآخرين، من غير الممكن وجود لإنسان ما شخصيّة قائمة بحد ذاتها على الانعزال عن الآخرين.
- نظام التوتّر: يرى أنَّ هدف الانسان هو التقليل من التوتر، تنشأ التّوترات من مصدرين: الحاجات العضوية، مشاعر القلق، يتراوح التوتر بين المستوى الخالي بشكل تام من التوتر أي الانشراح مع مستوى التوتر المُطلق الذي يساعد على التخلُّص من حالات الذهان.
