يقدم رودولف شتاينر من خلال نهجه المميز مجموعة من الأفكار والممارسات التي يمكن أن يتبعها كل من أولياء الأمور والمعلمين من أجل مساعدة الأطفال للتخلي والتخلص من قلق الانفصال.
ما هو قلق الانفصال من منظور شتاينر
وفقًا لوالدورف يعتبر قلق الانفصال أمر طبيعي جدًا يحدث عند الرضع والأطفال سواء كانوا صغاراً أو كبار، وتشمل الأعراض القلق والاضطراب والخوف والبكاء، وقد يتعرض بعض الأطفال لنوبات غضب أو صراخ، وبحلول عمر الثالثة، يتخطى معظم الأطفال مرحلة قلق الانفصال.
ولكن هناك بعض الحالات التي يحدث فيها قلق الانفصال لمدة زمنية طويلة عند من هم أكبر سنًا، على سبيل المثال قد يواجه الأطفال القلقون موجة أخرى من قلق الانفصال في اليوم الأول من بدئهم العام الدراسي الجديد، أو عندما يدخلون فصلًا جديدًا، على الرغم من أنهم قد استقروا بالفعل.
نهج والدورف للتخلي عن قلق الانفصال
مع بدء العام الدراسي الجديد، والذي قد يكون تجربة جديدة بالنسبة للكثيرين، من المهم أن يتم تذكر أن كل طفل سيتعامل مع هذا الانتقال بشكل مختلف، ويمكن أن يختلف قلق الانفصال باختلاف عمر الطفل، واستجابته الطبيعية للتغيير، ومع الضغوط في حياة الطفل خارج المدرسة، فيما يلي العديد من الاقتراحات من معلمي والدورف للمساعدة في تخفيف قلق الانفصال والعودة إلى المدرسة.
القيام بزيارة الفصل
إذ يشير نهج والدورف للتخلي عن قلق الانفصال إلى أن زيارة الفصل الدراسي للطفل مع الأهل قبل أن يبدأ المدرسة في التعرف على المعلمين والبيئة المدرسية دون مغادرة الوالدين يساعد على طمأنة الطفل، كما يقوم العديد من مدرسين نهج والدورف أيضًا بزيارات منزلية طوال فصل الصيف للتعرف على الأطفال في بيئتهم المنزلية، فإذا كان الآباء مهتمين بزيارة الفصل الدراسي أو الترحيب بمعلم الطفل في زيارة منزلية، فيرجى الاتصال بمعلم الفصل.
جعل الفراق موجزة
خلال فترة الانتقال والتكيف، يجب على الوالدين الاعتراف بمشاعر أطفالهم وقبولها، حيث إن حزنهم على فقدان الوالد حقيقي للغاية، ويجب السماح لهم بالاعتراف بهذه المشاعر، وفي الوقت نفسه من المهم أن يظل المعلم والوالد إيجابيين بشأن الموقف، بأظهار تفهمًا ودعمًا لمشاعر الطفل، والتأكيد له بأنه سيعود، ويغادر بعناق وابتسامة واثقة، حيث إطالة مدة الفراق تزيد من الوقت الذي يستغرقه الطفل للتكيف.
إظهار الثقة
قد يعطي الآباء أطفالهم عن غير قصد رسالة مزدوجة، حيث يقول المعلم إن كل شيء على ما يرام وآمن، بينما قد يدعم الوالد مخاوف الطفل وخوفه من خلال البقاء في المدرسة، وعندما يبحث الطفل عن الراحة والشعور بالقلق بشأن رحيل الوالد الحتمي، فلن يكون له مطلق الحرية في التمتع بالتجربة الكاملة للمدرسة وزملائه في اللعب والأنشطة.
وحتى يتلقى الطفل رسالة إيجابية من كل من الوالدين والمعلم، سيظل الطفل مرتبكًا وستطول فترة التكيف، لذا يجب على الوالد أن يظهر للطفل بأنه يثق في قدرته على أن يكون جزءًا من هذه التجربة الجديدة من خلال إظهار الثقة في المعلم، وفي القرار الذي اتخذه نيابةً عن الطفل.
هل يمكن أن يؤثر قلق العودة إلى المدرسة على الأطفال الأكبر سنًا أيضًا
في كل مرحلة من مراحل النمو، هناك مخاوف جديدة، حيث حسب ما يقول رودولف شتاينر، هناك الكثير من الأمور المجهولة في بداية العام الدراسي، وينتشر القلق.
ولقد اكتشف والدورف أن إنشاء روتين ووضع خطة مع الطفل في وقت مبكر يمكن أن يوفر للأطفال مصدرًا للراحة ويساعدهم على الحفاظ على هدوئهم عند العودة إلى المدرسة، فقد تم تصميم مناهج والدورف بعناية لتتناسب مع كل مرحلة من مراحل نمو الطفل.
ففي مدرسة شتاينر تدرك أهمية التغلب على المخاوف وإدارة المخاوف، ويأمل رودولف شتاينر أن تساعد نصائحه في فهم كيفية التغلب على مخاوف الطفل وإدارة مخاوفه.
وفي الختام يشير والدورف أنه قد يكون تعلم كيفية التغلب على المخاوف عملية طويلة وصعبة، ولكن من الضروري أن يكون الطفل الصغير مستعدًا للمستقبل، وسوف تساعد مدرسة والدورف الطفل على تعلم كيفية التعامل مع أي موقف جديد أو غير مريح، ومع ذلك سيواجه الآباء صعوبة في التعامل معهم عندما يحدث ذلك، لذا يجب محاولة أن يتم جعل العملية ممتعة أثناء تعلم ما يحتاجون إلى معرفته، ومحاولة ألا يتم الاستماع إلى حديثهم السلبي عن النفس، فقد يؤدي ذلك إلى مزيد من الخوف والقلق.