هل تعتبر لغة الجسد ضرورة في جميع الأوقات؟
لا يوجد في وقتنا الحالي من ينكر أهمية لغة الجسد، ولا يوجد من يعتبر لغة الجسد لغة ثانوية ذات مدلولات غير مهمة، فلغة الجسد ضرورة ملحّة تخرجنا عادة من مواقف ضعف كانت لغة الجسد فيها مصدر القوّة للغة المنطوقة في محاولة إثباتها، فلغة الجسد صالحة لكلّ زمان ومكان ولا يمكننا الاستغناء عنها، لأننا سنشعر بالضعف وعدم القدرة على إثبات الذات إن لم نكن مقنعين بأهميتها.
هل تستمر الحياة دون الحاجة إلى لغة الجسد؟
لو أننا تحدثنا في يوم ما مع أحد الأشخاص دون أن نتواصل معه بصرياً، ودون أن نبتسم في وجهه، أو نظهر أي تعابير أو إيماءات من كافة أعضاء الجسد، ولم نقم بتحريك أيدينا ورؤوسنا أثناء الحديث، أي أن نعطّل لغة الجسد، فكيف سيتم تقبّل كلامنا وقتها، وهل سنكون مقنعين، أم أننا سنقع في فخّ الشكّ وعدم تصديق الحديث؟ على الأرجح أننا لن نكون مقنعين، ولن نلفت انتباه الطرف الآخر، وسيكون حديثنا كالهواء الذي لا يجمل طعماً ولا لونا ولا رائحة، وكلّ ذلك لأننا لم نجيد استخدام لغة الجسد.
علينا أن ندرك أنّ لغة الجسد حاضرة في كافة تفاصيل حياتنا، الدقيقة منها والكبيرة، ولا يمكن لنا إثبات وقائع أو معلومات دون استخدام لغة جسد تتناسب معها، وإذا أردنا أن نكتشف قيمة لغة الجسد، فلنعمل على تعطيلها ولو لفترة وجيزة، لنعرف العجز الذي يتملّكنا وكأننا مقيّدين بسبب عدم استخدام لغة الجسد كما هو مطلوب.
ما الحاجة إلى لغة الجسد؟
نحتاج لغة الجسد لجذب انتباه الآخرين، وإثبات وجهات النظر، ومحاولة فهم الثقافات الأخرى على الرغم من اختلاف اللغة، كما وأنّ لغة الجسد تساعدنا على قراءة أفكار الآخرين ومعرفة ما يحاولون إخفاءه، فكثيراً نعرف ما يكنّه الآخرون لنا من مشاعر من خلال نظرات عيونهم، وابتساماتهم، ونبرات صوتهم، والطريقة التي يتعاملون معنا من خلالاها تحت مضلّة لغة الجسد، وهذا الأمر يجعل من لغة الجسد ذات أهمية كبيرة في كافة الأعمال والأقوال والتصرفات التي نقدم عليها، فهي ملازمة للكلام وللأفعال التي نقوم بها بما يتناسب مع ظرفي الزمان والمكان.