هل هناك علاقة بين تناول اللحوم الحمراء والقلق

اقرأ في هذا المقال


تعتبر عضلات الثدييات مصدر أساسي للحوم، هذا يتضمن لحم الضأن والقبر ولحوم العجل والماعز، فالكثير من الأُسر تقوم بإعداد اللحوم الحمراء من المواد الغذائية التي يجب توافرها على مائدة طعامهم بشكل متكرر، حيث تحتوي اللحوم الحمراء على العديد من الفيتامينات والمعادن، التي تعتبر مهمة للحصول على نظام صحي متوازن.

تراجعت سمعة اللحوم الحمراء بشكل كبير في السنوات الأخيرة؛ ذلك بسبب الدراسات التي تشير إلى أنَّ تناولها يعمل على زيادة حدوث الإصابة بالسرطان، كذلك مختلف الأمراض الأخرى.

ما هو القلق

غالباً ما يتم استخدام مصطلح القلق بشكل واسع من أجل وصف ما يتم الشعور به، فمن الطبيعي أن يتم الشُّعور بالقلق عند الانتقال من مكان إلى آخر، كذلك عندما يتم الانفصال، لكن القلق الشديد شعور غير جيد أبداً، حيث إنَّ الشعور بالقلق يعود إلى العديد من الأسباب، منها قد تكون بسبب عوامل وراثية أو تعود إلى كيمياء الدماغ، ففي حالات القلق الشديد يكون الخوف مصاحب بشكل يومي، فهذا النوع من القلق قد يتسبب في التوقف عن فعل الأشياء التي تشعر الشخص بالسعادة.

علاقة اللحوم الحمراء بالقلق

أُجريت الكثير من الدراسات من أجل دراسة ما إذا كان هناك علاقة بين اللحوم والقلق، فبالرغم من أنَّ بعض الدراسات تتحدث عن أضرار تناول اللحوم الحمراء، إلَّا أنّها تحتوي على العديد من الفوائد، منها مكافحة الإصابة بالقلق والاكتئاب، فقد أثبتت بعض الدراسات أنَّ النساء اللاتي يحتوي نظامهم الغذائي على فواكه وخضراوات ولحم البقر والضأن والأسماك، كانوا أقل عرضة للإصابة بالقلق أو الاضطرابات الاكتئابية، حيث كان اللحم الأحمر مكون ذات أهمية بارزة في هذه الدراسة.

احتوت هذه الدراسة على 1046 من النساء، الفارق الوحيد الذي كان بينهم هو العمر، حيث تراوحت أعمارهم بين 20 إلى 93 سنة، حيث تمت دراسة التاريخ النفسي لهم واستبعاد المشاركين الذين لم تكن البيانات النفسية أو الغذائية متاحة لهم، مع متابعة الكمية المتناولة من اللحوم الحمراء بشكل أسبوعي، تبيّن أنَّ النساء اللاتي يتناولن اللحوم الحمراء بشكل أكبر أو أقل من الموصى به هم نساء كانوا أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب، كذلك اضطرابات القلق من اللواتي يتناولن الكمية الموصى بها.

بعض الدراسات تشير إلى أن تناول اللحوم الحمراء بشكل معتدل يمكن أن يكون مفيدًا للصحة النفسية، حيث أن نقص العناصر الغذائية مثل الحديد وفيتامين B12 قد يؤدي إلى مشاكل نفسية مثل الاكتئاب والقلق.

ومن ناحية أخرى، هناك أبحاث تشير إلى أن الإفراط في تناول اللحوم الحمراء، خاصة اللحوم المعالجة، يمكن أن يزيد من مستويات القلق والاكتئاب. قد يكون ذلك بسبب ارتفاع مستويات الدهون المشبعة والمواد الحافظة التي يمكن أن تؤثر سلبًا على الصحة العقلية.

الاعتدال والتوازن في النظام الغذائي

  • التوازن الغذائي: من المهم الحفاظ على نظام غذائي متوازن يشمل مجموعة متنوعة من الأطعمة لضمان الحصول على جميع العناصر الغذائية الضرورية لصحة الجسم والعقل.

  • البدائل النباتية: يمكن للأشخاص الذين يرغبون في تقليل استهلاك اللحوم الحمراء أن يعتمدوا على مصادر نباتية للبروتين مثل البقوليات والمكسرات والبذور، والتي يمكن أن تدعم الصحة النفسية دون التأثيرات السلبية المحتملة للحوم الحمراء.

العوامل الأخرى المؤثرة بالقلق 

  • نمط الحياة: بالإضافة إلى النظام الغذائي، يلعب نمط الحياة العام دورًا كبيرًا في تحديد مستوى القلق، بما في ذلك النشاط البدني والنوم الكافي والدعم الاجتماعي.

  • الفروق الفردية: تختلف تأثيرات اللحوم الحمراء على الصحة النفسية من شخص لآخر بناءً على عوامل مثل الجينات، والعمر، والحالة الصحية العامة.

بينما تشير بعض الدراسات إلى فوائد تناول اللحوم الحمراء بشكل معتدل لدعم الصحة النفسية، فإن الإفراط في تناولها قد يكون مرتبطًا بمشاكل نفسية مثل القلق. الحفاظ على توازن في النظام الغذائي واختيار اللحوم غير المعالجة والاهتمام بالعوامل الأخرى المؤثرة يمكن أن يساعد في تحسين الصحة النفسية. من المهم دائمًا استشارة أخصائي تغذية أو طبيب عند التفكير في تغييرات كبيرة في النظام الغذائي.


شارك المقالة: