هل يصاب الأشخاص دائما باضطراب ما بعد الصدمة بعد الحوادث

اقرأ في هذا المقال


من الممكن أن نتفهّم الصدمة النفسية والتوتر والخوف الذي يصاب به أيّ شخص بشكل مباشر بعد موقف أليم، حيث تظهر المواقف أكبر ممّا تكون في مخيلاتهم، فقد يجد الشخص نفسه قد ابتلى بمعاناة تستمر لأيام أو أسابيع من خلال استرجاع ذكريات الحدث أو كوابيس، كذلك الشعور بتوتر مستمر وشعورهم بأنّهم غير آمنين، ليست أي من هذه الأحاسيس مريحة، إلّا أنّ جميعها ردود فعل طبيعية تجاه أي حدث، سواء كان تهديد مباشر للحياة، أو أنّه شاهد أشخاص آخرين قد أصيبوا أو ماتوا أمام عينيه.

هل يصاب الأشخاص باستمرار باضطراب ما بعد الصدمة بعد الحوادث

ظهر افتراض بأنّ كل فرد يتعرّض لاضطرابات نفسية ما بعد الصدمة بعد أن يمر بحادث مخيف، إلّا أنّ هذه لا تعتبر الخرافة الوحيدة التي تحيط بهذه بالحالة، بعض النظر عن الهيئة التي ستظهر بها حالة اضطراب ما بعد الصدمة، فإنّ حادثة مرعبة مثل حادث سيارة أو كارثة طبيعية يمكنها أن تترك أثر طويل الأمد على حالة الشخص، يوجد افتراض شائع بأنّ كل شخص معرض للإصابة بتلك الحالة، هو ما أدّى إلى محاولات لإشراك المصابين في جلسات للاستشارة الفردية أو التفريغ النفسي.

لم تظهر فعالية آلية العلاج النفسي وقامت أحد المراجعات التي تتميز بهذا الشمول لهذا الموضوع باستنتاج أنّه يجب إيقاف الاستشارة النفسية المجبرة بعد أن يتعرّض الشخص لحادث كبير، حتى أنّ البعض يذهب أبعد من ذلك ويجادل بأنّ قطاع الكوارث قد روج لهذه التدخلات بدون فحص دقيق، عندما تلقي نظرة على الأدلة المتوفرة فسترى عدم صحة إصابة أكثرية الناس بهذه الحالة النفسية، ليست هذه الخرافة الوحيدة التي تحيط بهذا النوع من الاضطرابات النفسية.

التجربة النرويجية لاضطراب ما بعد الصدمة

سافر العديد من الباحثين إلى النرويج للقاء الناجين من حادث إطلاق النار في جزيرة أوتويا عام 2011، قتل في ذلك الحادث 69 شاب وشهد العديد غيرهم أحداث القتل هذه، نجى العديد منهم عن طريق اختبائهم في المرافق الصحية لوقت يصل لثلاث ساعات، كانوا يعرفون أنّ القاتل لا يزال على مقربة منهم ويتصيّدهم، بعد الحادث مباشرة قال أتلي ديريغروف، مدير مركز علم نفس الأزمات أن 30 إلى 50% سيعانون من صعوبات نفسية طويلة الأمد بما في ذلك الاضطراب النفسي ما بعد الصدمة.


شارك المقالة: